دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، كافة دول العالم إلى التعاطي بمزيد من الحساسية والاهتمام مع قضية فلسطينوالقدس. جاء ذلك في كلمة لأردوغان ألقاها خلال مأدبة إفطار مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى أنقرة، بمقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة. ** اهتمام أكبر بفلسطين وقال أردوغان إننا ندعو كافة الدول للتعامل بحساسية أكبر تجاه قضية فلسطينوالقدس وإبداء مواقف فاعلة في هذا الصدد. وأضاف أن دولا أقدمت خلال العامين الأخيرين على عدة خطوات بشأن القدس تتعارض مع القانون الدولي وتتجاهل مكانتها المقدسة. وشدد أردوغان على معارضة تركيا لكافة المبادرات التي من شأنها إلحاق الضرر بمبدأ "حل الدولتين". ولفت إلى أن تركيا أعربت عن موقفها حول القضية الفلسطينية للعالم بأسره، من خلال استضافتها قمتين طارئتين لمنظمة التعاون الاسلامي أثناء توليها للرئاسة الدورية للمنظمة. وعلى صعيد آخر، تطرق أردوغان للقصف الإسرائيلي الذي طال قبل أيام مبنى يضم مكتب وكالة الأناضول في قطاع غزة. وأشار إلى أن قصف اسرائيل لغزة بشكل عشوائي واستهدافها المدنيين الأبرياء، جاء عشية شهر رمضان المبارك. وأردف بالقول "إسرائيل لا تتوانى عن قصف وسائل الإعلام بما فيها مؤسساتنا، للحيلولة دون تسليط الضوء على جرائمها في غزة". ومنذ صباح السبت وحتى فجر الإثنين الماضيين، شهدت غزة، تصعيدا عسكريا شن خلاله الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع. وخلال الهجمات، استهدفت مقاتلات إسرائيلية، مبنى من 7 طوابق يضم مكتب وكالة الأناضول، ب 5 صواريخ على الأقل، ما تسبب بتدميره بالكامل، دون وقوع إصابات بين موظفي الوكالة. ** عودة السوريين إلى ديارهم وحول مستجدات الأوضاع في سوريا، أوضح أردوغان أن بلاده ستوفر قريبا إمكانية عودة 4 ملايين لاجئ إلى منازلهم "عقب تطهير مناطق سورية أخرى محاذية لحدودنا من الإرهابيين". وأعرب عن استيائه من الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لتنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي في سوريا. وأوضح بهذا الصدد "يُجري تزويد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا بالسلاح والعتاد عبر عشرات آلاف الشاحنات وبالمجان، في الوقت الذي نحاربها فيه". وشدد على أنه لا يمكن تبرير دعم تلك التنظيمات بالقول إنها "ليست إرهابية بل منظمات عادية"، وإلا فإن العالم سيتحول إلى مكان لا يشعر فيه أحد بالأمان والطمأنينة في المستقبل القريب. ** "إس-400" والحديث عن عقوبات وتطرق الرئيس التركي إلى تلويح واشنطن بفرض عقوبات على أنقرة، على خلفية شراء صفقة منظومات الدفاع الجوية "إس – 400" من روسيا. وقال إنه "لا يمكن أن نتفهم الحديث عن فرض عقوبات ضدنا من قبل حلفائنا، ونحن عضو وشريك استراتيجي في حلف شمال الأطلسي". وقررت تركيا في 2017، شراء منظومة "إس-400" من روسيا، عقب تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" من الولاياتالمتحدة. وتزعم الولاياتالمتحدة أن صواريخ "إس-400" الروسية، ستشكّل خطرًا على أنظمة "الناتو" باعتبار تركيا عضوا فيه، وهو ما تنفيه الأخيرة مرارا. ** المسلمون وخطابات الكراهية وفي شأن آخر، قال أردوغان إن المسلمين أكبر ضحية للمعاملة المجحفة والأحكام المسبقة والتمييز والتعصب وخطابات الكراهية على مستوى العالم. وتابع أنه "رغم كل جهودنا التي نبذلها إلا أننا نرى تواصل المواقف مزدوجة المعايير تجاه محاربة الإرهاب والتيارات المتطرفة الصاعدة" وأردف مخاطبا السفراء الحضور: "دعوّنا الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية إلى اعتماد 15 مارس (آذار) من كل عام، يوما للتضامن ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا، وننتظر دعم بلدانكم لتحقيق دعوتنا". الرئيس التركي أعرب أيضا عن أسفه لعدم التمكن حتى اليوم من تهدئة الآلام في اليمن وليبيا وأفغانستان والصومال وميانمار، بأي شكل من الأشكال. ومن ناحية أخرى، قال إن "عضويتنا في الاتحاد الأوروبي كانت وما زالت هدفا استراتيجيا في سياستنا الخارجية منذ البداية لكن الاتحاد ما زال يراوغ". ** الاستقرار في قبرص وعن تطورات الوضع شرقي المتوسط، قال أردوغان إن "الاستقرار في قبرص وشرق المتوسط لن يكون ممكنا إلا باحترام حقوق ومصالح تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية". يشار أن تركيا أرسلت نهاية أكتوبر الماضي، سفينة "فاتح" الوطنية للقيام بأعمال تنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط بالمياه العميقة التابعة لها في مياه المتوسط. وخلال زيارته الأخيرة إلى قبرص التركية، في 4 مايو الجاري، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن سفن التنقيب التركية بدأت أنشطتها في مناطق بمحيط الجزيرة سمحت جمهورية شمال قبرص التركية بالتنقيب فيها.