الثلاثاء 27 غشت 2013م أدت حركة شعبية تدافع عن حق النسوة في ارتداء الحجاب الإسلامي، ويؤيدها عدد من الساسة والمشاهير، إلى انقسام في المجتمع السويدي بين ومؤيد ومعارض. ويقول معارضو الحملة إنها ترفع من شأن رمز من رموز "استعباد المرأة". وكانت المئات من النسوة السويديات قد نشرن صور لهن وهن يرتدين الحجاب في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لإبداء تضامنهن مع امرأة مسلمة محجبة حامل تقول إنها تعرضت لاعتداء قرب العاصمة ستوكهولم بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي. وتقوم الشرطة بالبحث عن شهود للحادث الذي صنف على أنه جريمة كراهية، والذي أثار موجة من السخط في الانترنت. وتدعم الحملة مجموعة من السياسيات اليساريات وغيرهن من النسوة المعروفات في المجتمع السويدي قمن بنشر صور لهن وهن يرتدين الحجاب. وبحلول الخميس الماضي كانت أكثر من 2000 سويدية قد نشرن صورهن في موقع "انستاغرام" معظمهن من غير المسلمات. كما نظم القائمون على الحملة "احتفالية" عبر صفحة في موقع فيسبوك حضرها أكثر من عشرة آلاف متصفح، ولكن الصفحة أزيلت لاحقا لكثرة التعليقات العنصرية التي كتبت فيها. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن "فوغان روزبيه"، وهي واحدة من منظمي الحملة، قولها "إن عدد جرائم الكراهية التي تتعرض لها المسلمات قد ارتفع في الآونة الأخيرة". ولكن منتقدي الحملة يقولون إنها تستخف بالمعاناة التي تشعر بها النسوة اللواتي يجبرن على ارتداء الحجاب في السويد وغيرها من البلدان. وقالت ساره محمد، التي ترأس جمعية خيرية تعنى بضحايا ما يسمى "بجرائم الشرف" "أؤيد الاحتجاج على الاعتداء الذي تعرضت له المحجبة الحامل، بالتأكيد، عن طريق إلقاء الخطب والتظاهر، ولكن ليس عن طريق ارتداء الحجاب المعروف في أنحاء العالم بوصفه وسيلة لاضطهاد المرأة. فلم تعد النسوة في إيران والسعودية الوحيدات اللواتي يجبرن على ارتدائه، بل أصبح رمزا للإسلام السياسي في أوروبا أيضا". وأضافت محمد أن السياسيات السويديات اللواتي صورن أنفسهن وهن يرتدين الحجاب هذا الأسبوع قلما يبدين نفس القدر من الدعم للواتي يجاهدن في سبيل عدم ارتدائه ويخاطرن بحياتهن في سبيل ذلك. وقالت "هذه حملة شعبوية غير عادلة الهدف منها الفوز بأصوات الجالية المسلمة". أما "روزبيه" فتقول إن منتقدي الحملة قد أخرجوها عن محتواها الحقيقي، وتضيف "نحن لا نحاول استصغار تجربة النسوة اللواتي يجبرن على ارتداء الحجاب، بل هي موجهة إلى اللواتي يتردينه اختيارا، أن من حقهن ارتداء الحجاب دون أن يتعرضن للاعتداء". ودفعت "روزبيه" بأن النسوة المسلمات أصبحن كبش فداء لارتفاع نسبة البطالة في السويد وسواها من البلدان الأوروبية. وقالت "ليس منا من يقول إن هذه المشكلة بدأت مع الحكومة الحالية، ولكنا نقول إن المشكلة ازدادت وتفاقمت لأن الحكومة لم تأخذها مأخذ الجد. وتطالب الحملة بتشكيل لجنة للتحقيق في مشكلة العنف الموجه ضد المحجبات، كما تطالب الحكومة بإلغاء الحظر المفروض على ظهور المذيعات المحجبات في التلفزيون الحكومي. وقالت "روزبيه" إن ارتفاع أسهم حزب الديمقراطيين السويديين المعادي للمهاجرين -الذي أشارت آخر الاستطلاعات إلى أنه سيفوز بالمركز الثالث في الانتخابات المقبلة- علاوة على الصورة النمطية السلبية التي يروج لها الإعلام قد حرضت على العنف ضد المحجبات. ويقول المجلس الوطني السويدي للوقاية من الجريمة إنه جرى الإبلاغ عن 306 جريمة من هذا النوع في العام الماضي مقارنة ب278 في العام الذي سبقه و272 في عام 2008م. من جانبه، يقول "آيه كارلبوم" من جامعة مالمو: إن مواقف معظم السويديين تجاه الحجاب تتسم بالإيجابية، عكس مواقفهم تجاه النقاب.