أفاد مراسل الجزيرة بأن الرئيس السوداني عمر البشير يتجه إلى إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة الاتحادية، ضمن إجراءات للخروج من الأزمة الراهنة مع دخول الاحتجاجات المناوئة لنظامه شهرها الثالث. ونقل المراسل عن مصادر سودانية أن الإجراءات التي سيعلنها البشير في خطاب يلقيه مساء اليوم الجمعة تأتي عقب اجتماعات مهمة، وتشمل أيضا إعفاء كافة الولاة من مناصبهم. وقالت مصادر للجزيرة إن الرئيس السوداني سيعلن كذلك وقف إجراءات تعديل الدستور التي كانت ستتيح له إعادة الترشح للانتخابات عام 2020. وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن البشير يعقد مساء اليوم ثلاثة اجتماعات وصفتها مصادر مطلعة في الخرطوم بالمهمة لمواجهة الأزمة القائمة جراء الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل النظام نظرا لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية. ويعقد أول هذه الاجتماعات مع الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني والمكونة للحكومة الحالية، والثاني مع أعضاء الحكومة بمشاركة ولاة الولايات وشخصيات، والثالث مع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مقره. وكان البشير وعد مؤخرا باتخاذ إجراءات اقتصادية من شأنها تحسين الأوضاع المتردية، لكن وعوده لم تخفف من وتيرة الاحتجاجات المنادية برحيل نظامه. مظاهرات مستمرة في هذه الأثناء، تظاهر مئات السودانيين عقب صلاة الجمعة في "ود نوباوي" بمدينة أم درمان، مطالبين برحيل النظام الحاكم وتنحي الرئيس عمر البشير. وجدد المتظاهرون في هتافاتهم تأكيد سلمية حراكهم الشعبي، بينما أطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريقهم. وكانت مظاهرات عدة خرجت أمس الخميس في وسط الخرطوم وتحديدا في منطقتي بُرّي وود نوباوي، وقد اعتقلت الشرطة 15 قياديا في "إعلان الحرية والتغيير"، وهو تجمع يضم عدة أحزاب وشخصيات معارضة. يشار إلى أن الاحتجاجات انطلقت في السودان يوم 19 ديسمبر الماضي من مدينة عطبرة (شمال الخرطوم) بسبب غلاء المعيشة وشح المواد الأساسية والسيولة، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 32 شخصا بينهم ثلاثة من قوات الأمن وفق حصيلة رسمية، بينما تؤكد منظمات دولية أن حصيلة القتلى تقارب الستين، حسب الجزيرة.