تعرضت مقبرة بوتشاري التذكارية لضحايا مجزرة سريبرينيتسا في البوسنة والهرسك، لاعتداء عنصري، عبر وضع لحم خنزير أمام باب المقبرة. ولاقى الاعتداء العنصري، الأحد، تنديدا كبيرا من الجهات البوسنية، وفي مقدمتهم حزب العمل الديمقراطي الذي أسسه الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش. وأعرب الحزب في بيان، عن إدانته الشديدة، للاعتداء، مطالبا بالقبض على المسؤول أو المسؤولين فورا. وشدد على أن "الاعتداء جرح كبرياء أقارب ضحايا من فقدوا أرواحهم في الحرب البوسنية"، مبينا أنه إذا كانت الإدارة (جمهورية صرب البوسنة) تنكر باستمرار وقوع إبادة جماعية، فإن "وقوع اعتداءات من هذا القبيل لا مفر منها". وحمّل الحزب في بيانه، جمهورية صرب البوسنة (أحد الكيانين المشكلين لدولة البوسنة والهرسك)، بعد "اتفاقية دايتون للسلام" (انتهى بموجبها الصراع المسلح في البوسنة والهرسك بين عامي 1992-1995)، مسؤولية وقوع الاعتداء البشع على مقبرة بوتشاري، كونها تقع ضمن الحدود الإدارية لجمهورية صرب البوسنة. ودعا الحزب، المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية إلى التضامن مع أقراب ضحايا مجزرة سريبرينيتسا. واعتبر أن "مثل هذا السلوك لا يصدر إلا من فاسدي الأخلاق، ولا يظن أحد أننا سنصمت، وسنواصل تعرية حقائق الإبادة الجماعية وحماية أقرباء الضحايا". وفي 11 يوليو 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من بلدة "سريبرينيتسا" إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية البلدة، غير أن القوات الهولندية أعادت تسليمهم للقوات الصربية. وقتلت القوات الصربية أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء البلدة، وسمحت للأطفال والنساء فقط بالخروج منها. وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة "حرب البوسنة"، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، بعد توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأممالمتحدة. ودفن الصرب، المسلمين البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد وضع الحرب أوزارها أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر وتحديد هوياتهم. ودأبت السلطات البوسنية، في 11 يوليو من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا، الذين توصلت إلى هوياتهم، في مقبرة "بوتشاري"، وفقا للأناضول.