هوية بريس – الإثنين 05 يناير 2015 الحمد لله القائل: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:42). الإلحاد في آيات الله: الميل بها عن الصواب، بأي وجه كان: إما بإنكارها وجحودها، وتكذيبها وتكذيب من جاء بها، وإما بتحريفها وصرفها عن معناها الحقيقي، وإثبات معان لها غير ما أرادها الله منها. وكل هذه الأوصاف وتلك الخصال وغيرها تجتمع في دين الشيعة الروافض، الذين حرفوا كلام الله، وألحدوا في آياته، وكفروا بها، بعد تكذيبها والإعراض عنها. وهذه من الحقائق التي تصدعُ بها كتب القوم، ويتَّقِي عليها معمموهم، أدرت تجليتها واستخراجها حتى يعرف المسلمون كيف يُكذِّب الرافضة الأشرار كلام الله ويعارضونه بأهوائهم. أردتها ذكرى وتذكيرا وبيانا لحال هذه النحلة، فجاءت على النسق التالي: 1- علم الغيب: قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُو وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (الأنعام:59). وقال سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9). وقال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (النمل:65). وقال سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} (الجن:26). هذه الآيات تصدع بحقيقة واضحة تفيد بأن لا أحد في السموات والأرض يعلم الغيب إلا الله، وأن علم الغيب من اختصاصه سبحانه، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد خالف الرافضة الجهال في ذلك، وبنظرة سريعة في كتبهم، يتضح تجرؤهم على آيات الله بالتكذيب والبهتان، حيث جعلوا علم الغيب من خصائص الأئمة، وعلامة على إمامتهم. – يؤكد الكليني هذه العقيدة الفاسدة في تبويبه لكتابه الكافي، أبوابا تنسب علم الغيب للأئمة من قبيل: باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون ما كان وما يكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء، وباب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم، وباب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام، وتحت كل باب من هذه الأبواب عشرات الأحاديث الخرافية. – ويروون عن أبي عبد الله -كذبا وزورا- أنه قال: «والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقيل له: أعندك علم الغيب؟ فقال له: ويحك! إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء» (بحار الأنوار27/26). – ويقول الشيعي المفيد: «إن الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم يعرفون ضمائر بعض العباد، ويعرفون ما يكون قبل كونه» (شرح عقائد الصدوق، ص:239). – وينقل الشيعي نعمة الله الجزائري في أنواره عن صاحب مشارق الأنوار بإسناده إلى مفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الإمام، كيف يعلم ما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره؟ قال: يا مفضل إن الله جعل فيه خمسة أرواح: روح اليحوة وبها دَبَّ ودرج، وروح القوة وبها نهض، وروح الشهوة وبها يأكل، وروح الإيمان فبها أمر وعدل، وروح القدس وبها حمل النبوة فإذا قبض النبي صلى الله عليه وسلم، انتقل روح القدس إلى الإمام فلا يغفل ولا يلهو، وبها يرى ما في الأقطار، وأن الإمام لا يخفى عليه شيء مما في الأرض ولا مما في السماء، وأنه ينظر في ملكوت السموات فلا يخفى عليه شيء، ولا همهمة، ولا شيء فيه روح، ومن لم يكن بهذه الصفات فليس بإمام» (33/1). فعلم الأئمة للغيب عند الشيعة مما لا يقبل النقاش ولا الجدال لأنه من أركان دينهم، وليس بإمام من لم يكن يعلم الغيب عندهم. فقد جانبوا الصواب، وكذبوا آيات الكتاب. 2- القول بتحريف القرآن: قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9). وقال سبحانه في حق كتابه العزيز: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:42). وعلى هذا إجماع المسلمين والمنصفين من المشتغلين بالعلوم الإسلامية من غير المسلمين، حيث اتفقوا على أن الكتاب السماوي الوحيد الذي سلم من التحريف والتبديل والزيادة والحذف هو القرآن الكريم، ونحن ملتزمون بهذا الاعتقاد، مقتنعون به اقتناع عقل وعقيدة، عقيدة راسخة لا تزعزعها كل تلك المحاولات البائسة التي أطلقها أعداؤه للنيل منه. فعلى مرّ التاريخ والعصور كانت هناك محاولات كثيرة للنيل من قدسية كتاب الله شكلا ومضمونا، فصُنعت له الشبهات وحِيكت له المؤامرات، لكن كل تلك المحاولات لم ترق إلى الهجمة الشرسة التي واجهه بها الرافضة المبطلون، حيث نجدهم يكذبون بعض ما يخالف هواهم من آياته، ويأولون البعض، ويحرفونه تحريفا ليدل على دينهم، بل ويتهمونه بالنقص، وعندهم مصحف فاطمة يزيد عليه بالثلث، وهو يصلح للعمل فقط حتى يخرج القائم الذي سيأتي معه بالقرآن الحق. ظلمات بعضها فوق بعض. – يزعم الكليني أن جعفر الصادق قال لأبي بصير: «وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: وما مصحف فاطمة؟ قال الإمام: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله! ما فيه من قرآنكم حرف واحد» (الأصول من الكافي239/1). – وهذا الشيعي ميرزا حسين بن محمد المعروف بالنوري الطبرسي ألف كتاباً أسماه «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب»، ملأه بالأكاذيب حول زيادات زعم أنها أُضيفت إلى القرآن، وآيات في فضائل أهل البيت حُذفت منه، فصنع سورة أسماها «سورة ولاية علي» ونسبها إلى الحق سبحانه يقول فيها: (يا أيها الذين آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم..). -يقول هذا الرافضي في شأن كتابه المذكور: «هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب» فإني وجدت في القرآن نصوصا شديدة البلاغة تقابلها نصوص شديدة السخافة…» (صفحة:2). – يقول الشيعي نعمة الله الجزائري: «الأخبار مستفيضة بل متواترة والتي تدل بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلامًا ومادة وإعرابًا»(357/2). – وقد ذُكر في ترجمة الحر العاملي تقريره «أن القول بتحريف القرآن من ضروريات مذهب التشيع». – يضيف الشيعي عدنان البحراني بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره قائلا: «الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين -يقصد السنة والشيعة- وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة -يقصد الشيعة- على (القول بالتحريف) وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تظافرت أخبارهم…» (مشارق الشموس الدرية، ص:126). – ويقول على بن أحمد الكوفي: وقد أجمع أهل النقل والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله. (فصل الخطاب للنوري الطبرسي، ص:27). هذه بعض الروايات الشيعية التي تبين معتقد معممي الرافضة قديما وحديثا في القرآن المحفوظ من فوق سبع سماوات، وهي تجتمع على القول بالتحريف، وتعرض القرآن الذي بين أيدي المسلمين إلى النقص، روايات تكذب آيات الله الواضحة الصادعة بالحفظ الرباني لكتابه الخاتم. 3- اتهام الصحابة: إن المتصفح لكتاب الله تستوقفه آيات كثيرة في فضل وفضائل صحابة نبينا عليه الصلاة والسلام، آيات تزكي خلقهم وتعدل أخلاقهم، وتبين رضا الرحمان عنهم. كيف لا وقد اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فكانوا بحق أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا… حال يبينها القرآن الكريم في آيات كثيرة منها: – قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود) (الفتح:29). – وقوله عز وجل: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) (النمل:59). – وقوله سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100). – وقوله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18). كل هذه الآيات وغيرها لم تجد المنفذ إلى قلوب الرافضة المريضة التي ختم الله عليها، فغلفتها غشاوة الشبه حتى انتكست، وصار المنكر عندها معروفا والمعروف منكرا، والصالح طالحا. ومن هذا المنطلق كذب معممو الرافضة كل هذه الآيات الواردة في فضائل الصحابة الكرام تكذيبا أشِرا، وأولوها تأويلا نكِرا، ليستخرجوا منها عكس ما تدل عليه، فحكموا بارتداد جميع الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، وكفروا الباقين، وراحوا يستمدون من شياطينهم أقبح الأوصاف وأشنع الخصال ويلصقونها بهؤلاء الرجال، ضاربين بهذه الآيات عرض الحائط إنكارا وتكذيبا. – يروون عن أبي جعفر -كذبا وزورا- أنه قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي -صلى الله عليه وآله- إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم» (الكافي للكليني (329 ه) جزء8 صفحة245 حديث القباب). – قال التستري -من علماء الشيعة- في كتابه (إحقاق الحق): «كما جاء موسى للهداية، وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم، فارتدوا في أيام حياته، ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون عليه السلام، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وسلم، وهدى خلقاً كثيراً، لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم» (ص:316). – وأضاف هذا الشيعي: «إنهم لم يسلموا بل استسلم الكثير رغبة في جاه رسول الله… إنهم داموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق» (ص:3). – وقال المامقاني -من الشيعة-: «إن من المعلوم بالضرورة بنص الآيات الكريمة وجود الفساق والمنافقين في الصحابة، بل كثرتهم فيهم وعروض الفسق، بل الارتداد لجمع منهم في حياته ولآخرين بعد وفاته» (تنقيح المقال،213/1). هذا بعض البيان لعقيدة الرافضة الجهال في الصحابة الكرام، قوامها اللمز والطعن والبهتان، والحكم بالتكفير والردة بلا بيان، عقيدة أطلقها اليهودي الحاقد، وتلقفها المعمم الزنديق، معارضا بها كل الحقائق الساطعة، مكذبا بها كل الآيات الواضحة. ومن عجيب تكذيبهم لآيات الله، رفضهم حكم الله ببراءة الصديقة الطاهرة أم المؤمنين عائشة بنت الصديق، رضي الله عنها وأرضاها، مكذبين النص الصريح، مخالفين القول الفصيح، متبعين هدي غير المؤمنين الذين نهاهم الله عن العودة لمثل هذا القول، قال تعالى: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (النور:17). هذا ما تيسر إيراده من روايات شيعية مكذوبة على الأئمة من آل البيت أطلقها معممو الرافضة تكذيبا لآيات الله، وجحودا بها، جمعتها ليعرف المسلمون جرأة هؤلاء القوم على كلام الله. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.