هوية بريس – الجزيرة يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده في قطاع غزة المحاصر وأعلن أن طائراته الحربية أغارت منذ فجر اليوم على عشرات الأهداف العسكرية بأربعة مجمعات عسكرية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). في حين ردت المقاومة بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية في أكبر تصعيد منذ الاعتداء الإسرائيلي على غزة عام 2014. ويسود التوتر مصحوبا بالتصعيد على حدود القطاع منذ بدء مسيرات العودة الفلسطينية في 30 مارس الماضي التي وصلت ذروتها يوم النكبة في 14 مايو باستشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف برصاص قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل. وتواصلت المسيرات بعدها كل يوم جمعة مخلفة ضحايا جرحى وقتلى، إضافة لتسيير الفلسطينيين طائرات ورقية وبالونات حارقة عبر الحدود. أحداث الجمعة وقد تجددت أمس الجمعة مسيرات العودة، وأطلقت هيئة مسيرات العودة على فعاليات احتجاجات الأمس "جمعة الوفاء للخان الأحمر" وهي منطقة تجمع بدوي شرق مدينة القدسالمحتلة تهدد إسرائيل بهدمها وترحيل أهلها. وأسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال على جانب الحدود عن استشهاد فلسطينيين يبلغان (15 و18 عاما) إضافة إلى إصابة 220 آخرين. وزعم جيش الاحتلال أن المتظاهرين الفلسطينيين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وإطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، مما أسفر عن إصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية. تصعيد وتهديد وفجر اليوم السبت، شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على القطاع تبعه إطلاق المقاومة عشرات قذائف الهاون والصواريخ باتجاه مستوطنات محاذية للحدود. وبرر الاحتلال غاراته التصعيدية بأنها رد على ما وصفها بأعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الأمني أمس الجمعة، تُضاف إلى ما وصفها بالهجمات اليومية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة. وبحسب مصدر طبي فلسطيني، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة نتيجة الغارات على رفح في جنوب القطاع، إضافة إلى دمار وأضرار كبيرة. وبعد ظهر اليوم، شنت المقاتلات الاسرائيلية غارات جديدة على أنحاء متفرقة من القطاع استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الاسلامي وأنفاقا في رفح، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ طائرات الاحتلال مستمرة في شن غارات جوية منذ الفجر وحتى عصر اليوم على عدة مواقع للمقاومة في كل من رفح وغزة ووسط القطاع وشماله، مشيرا إلى أن تلك الغارات "ألحقت أضرارا جسيمة". من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال في بيان أن مقاتلات حربية شنت غارات على عدد من المواقع التابعة لحماس، بينها نفق جنوب قطاع غزة. ونشر شريط فيديو قال إنّها للغارات الجوية على مواقع لحماس في غزة الليلة الماضية. وأشار البيان العسكري للاحتلال إلى أن طائراته استهدفت مقر قيادة كتيبة تابعة لحماس في بيت لاهيا ومواقع تدريب ومستودعات تخزين وتصنيع أسلحة ومكاتب للإدارة وغرف عمليات. وأكد جيش الاحتلال أنه استهدف ليلة أمس أربعين موقعا لحركة حماس في أوسع هجوم منذ أربعة أعوام، وأنه مصمم على قطع دابر ما سماه إرهاب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة. لكنه استبعد تدهور الأوضاع إلى مواجهة شاملة في الوقت الراهن. لكن رغم ذلك توعّد المتحدث بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي الفلسطينيين في غزة بحرب أشد من تلك التي شنها عام 2014. وجاءت تلك التهديدات في سلسلة تغريدات له اليوم السبت، بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية. وقال "مظاهر 2018 قد تكون أخطر من مظاهر 2014". وأرفق أدرعي تغريدته بصور للدمار الذي لحق بأبنية فلسطينية في غزة خلال حروب 2008 و2012 و2018. وحذر المتحدث الإسرائيلي أهالي غزة وطالبهم بالابتعاد عن المباني والأشخاص الذين يخدمون من وصفها بالمنظمات إرهابية قائلا في تغريدته "قد أعذر من أنذر". رد المقاومة ولم تقف المقاومة الفلسطينية مكتوفة الأيدي، وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثة مبان أصيبت بصواريخ أطلقت من غزة في "نتيف عهسرا" و"أشكول" جنوبيَ إسرائيل. وقال جيش الاحتلال إن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت ستة صواريخ من أصل 31 أُطلقت من غزة باتجاه عسقلان والمستوطنات المتاخمة للقطاع الليلة الماضية وفجر اليوم. كما قررت قوات الاحتلال إغلاق شاطئ "زيكيم" القريب من حدود قطاع غزة. من جانبه، قال فوزي برهوم الناطق باسم حماس إن التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد الاحتلال والرد عليه بقوة يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها. وأكد برهوم أن الهجمات الفلسطينية تهدف إلى "ضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار العدو على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف" مضيفا أن "حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار إستراتيجي". وقف التصعيد في غضون ذلك، قالت القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي إن مصر والأمم المتحدة تجريان اتصالات مكثفة مع إسرائيل وحركة حماس لوقف التصعيد في غزة. ونقلت القناة عن دبلوماسيين غربيين -لم تحدد هويتهم- قولهم إن جهاز المخابرات العامة المصرية ومبعوث الأمين العام الأممي لسلام الشرق الأوسط نيكولاي ميلادنوف يجريان اتصالات مكثفة مع إسرائيل وحماس، في محاولة لمنع الاشتباك ووقف تصعيد الأوضاع.