غزة (الاراضي الفلسطينية), 21-7-2018 - قصف الجيش الاسرائيلي باربع قذائف مدفعية موقعا لحركة حماس قرب الحدود بين اسرائيل وغزة، بعد هدوء حذر استمر ساعات في القطاع بموجب اتفاق تم التوصل اليه فجر السبت بوساطة من مصر والاممالمتحدة. واتفاق التهدئة ابرم بين الفصائل الفلسطينية والدولة العبرية على اثر سلسلة من ضربات جوية تلت مقتل جندي اسرائيلي بالرصاص قرب حدود قطاع غزة. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان السبت ان "دبابة استهدفت موقعا عسكريا لحماس ردا على تسلل عدد من المشتبه بهم إلى إسرائيل من شمال غزة ثم عادوا الى القطاع". وذكر مصدر فلسطيني ان اسرائيل قصفت باربع قذائف موقع "رصد" لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، موضحا ان القصف سبب اضرارا مادية لكنه لم يسفر عن اصابات. تم التوصل الى التهدئة اليها بوساطة قامت بها مصر والمبعوث الخاص للامم المتحدة نيكولاي ملادينوف منتصف ليل الجمعة السبت. وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم ان "جهودا مصرية وأممية أثمرت في التوصل إلى الحالة السابقة من التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. لكن مصدرا فلسطينيا مطلعا على مفاوضات التهدئة في غزة اوضح ان التهدئة التي تم التوصل اليها تركز على "وقف كافة اشكال التصعيد العسكري وفي مقدمتها العدوان الاسرائيلي باشكاله، ووقف اطلاق اي صواريخ او قذائف من المقاومة". اكدت حماس انها مع الفصائل "ملتزمة بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال"، بينما رفض الجيش الاسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيد التوصل الى الهدنة. وقالت متحدثة عسكرية لوكالة فرانس برس ان "كل ما يمكننا قوله هو انه لم تقع حوادث او هجمات اسرائيلية في قطاع غزة منذ الموجة الاخيرة من الغارات الجوية ليلة الجمعة". وردا على سؤال حول ما اذا كانت التهدئة تشمل وقف الطائرات الورقية والبالونات الهوائية الحارقة، قال المسؤول الفلسطيني انه "لا علاقة لهذه الادوات النضالية البدائية التي يستخدمها المواطنون في مسيرات العودة بالتصعيد العسكري". ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف ان "معادلة القصف بالقصف التي رسختها حماس وفصائل المقاومة (...) ناجحة بعد هذه الجولة من المواجهة والتصعيد". قتل اربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، الجمعة في القصف المدفعي الاسرائيلي الذي تبعته سلسلة غارات جوية استهدفت خصوصا مواقع لحركة حماس. وقالت إسرائيل إن صواريخ أ طلقت من غزة على أراضيها. لكن لم يصدر اي بيان من اي جهة فلسطينية بشأن هذه الهجمات. واعلن الجيش الإسرائيلي إنه استهدف ستين موقعا لحماس بما في ذلك مواقع لتصنيع الأسلحة ومستودع للطائرات بدون طيار وغرفة عمليات عسكرية. وشدد برهوم على "ترسيخ معادلة الردع المبنية على اساس القصف بالقصف والقنص بالقنص"، مؤكدا انها "جاهزة وقادرة وماضية في فرض هذه المعادلة وتثبيتها مهما بلغت التضحيات". وتفاهم التهدئة هو الثاني منذ أسبوع لوقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل. وقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي واصيب نحو مئتين وعشرين اخرين في احتجاجات الجمعة السابعة عشرة ل"مسيرات العودة وكسر الحصار" قرب السياج الحدودي شرق مدينة غزة. وظهر السبت شارك مئات الفلسطينين في تشييع محمد بدوان (27عاما) وهو من سكان منطقة الزيتون شرق غزة. وحثت الاممالمتحدة جميع الاطراف على "التراجع عن حافة الهاوية" بعد شهور من تزايد التوتر. وكان الجندي الذي قتل بالرصاص أول اسرائيلي يقتل قرب حدود قطاع غزة برصاص اطلق من القطاع، منذ حرب عام 2014. ويواصل الفلسطينيون احتجاجاتهم قرب الحدود منذ مارس / آذار حيث قتل نحو 149 فلسطينيا. شهدت نهاية الأسبوع الماضي أعنف تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014.