هوية بريس – عبد الله المصمودي ذكر إدريس الكنبوري أن "العريضة التي وقعها بعض الأسماء للمطالبة بوقف المقاطعة، رغم التبريرات الواردة فيها، تبقى عريضة خارج أي سياق. هؤلاء الأشخاص، مع احترامي للجميع وبدون سوء نية، ورطوا أنفسهم بلا فائدة ولم يحسنوا قراءة الوضع السياسي رغم أن بعضهم مارس السياسة طويلا". وأضاف الباحث في قضايا العنف والتطرف والفكر الإسلامي في تدوينة له على حسابه في فيسبوك "بصرف النظر عن موقفي الشخصي المقاطعة اليوم قطعت أشواطا بعيدة وأصبحت حالة اجتماعية سيكولوجية فردية وجماعية. نجاح غريب جدا وغير مسبوق في المغرب إطلاقا، إذا استثنينا مرحلة الاستعمار الفرنسي عندما دعت الحركة الوطنية إلى مقاطعة التبغ الذي تبيعه الشركات الفرنسية (بالمناسبة وللذكرى وللعلم: بعض الصحف التابعة لبعض الأحزاب الوطنية في منطقة الشمال الخاضعة لإسبانيا كانت تنشر إعلانات مدفوعة للدعاية لأنواع من السجائر، خاصة Casa sport، أكثر السجائر شعبية في تلك الفترة. بين تلك الصحف صحيفة كان يشرف عليها الراحل المكي الناصري)". وقال الكنبوري "المقاطعة اليوم أصبحت بين المواطنين وهذه الشركات بشكل مباشر، والطرف الوحيد الذي يمكنه أن يوقفها وأن يدعو إلى ذلك هو الحكومة، لكن عبر التدخل المباشر والعملي في تحديد الأسعار وضبط المنافسة في الأسواق، وهو ما لم تقم به الحكومة إلى اليوم، ومعناه أنها قررت تسليم المواطنين إلى هذه الشركات. المواطنون اليوم وضعوا الحكومة والدولة أمام الاختبار، تلقائيا، واستمرار المقاطعة حتى اليوم من دون تدخل حقيقي للحكومة يعني دون لف أو دوران أننا نعيش فراغا سياسيا في البلاد". يذكر أن أربعين شخصية محسوبة على اليسار، أطلقت نداء مساء الأربعاء الماضي، يدعو إلى توقيف مقاطعة "حليب سنطرال"، مدة 10 أسابيع، بعد التفاعل الذي أبدته الشركة ومسؤولوها، وهو النداء الذي أجهضه المقاطعون حتى قبل إطلاقه، ما اضطر عددا من الموقعين عليه إلى سحب توقيعاتهم، ونفي بعضهم الآخر العلم به.