بعد أقل من يوم على إطلاقه، لا زال "نداء وقف حملة مقاطعة منتجات سنطرال"، الذي وقع عليه فاعلون مدنيون وسياسيون وحقوقيون يتصدع، بتزايد ردود الأفعال الرافضة له، وتوزع الموقعين عليه، بين منسحب ومحرج. نداء وقف مقاطعة "سنطرال" الذي أطلق ليلة أمس الأربعاء، رفضت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد التوقيع عليه، إضافة إلى البرلماني عمر بلافريج الذي اتخذ نفس الموقف، أما رجل الأعمال كريم التازي، فقد طلب سحب اسمه تبعا لموقف حزبه، إضافة إلى الصحافي سامي المودني، الذي كتب توضيحا في وقت متأخر من ليلة أمس، وقال إنه لم يتوصل بالنداء إلا عن طريق "الواتساب"، ولم ينتبه إلى أنه يستند إلى "نية" الشركة تخفيض أسعار منتجاتها، معلنا انسحابه من لائحة الموقعين عليه. من جانبها، أقرت اليسارية لطيفة البوحسيني، الموقعة على نداء وقف مقاطعة "سنطرال"، أنها تعرضت لوابل من الانتقادات على خلفية توقيعها للنداء، معتبرة أنه "إذا كان هذا النداء قد فشل في مسعاه كلية، وإذا كان بالمقابل قد نجح في شيء واحد ألا وهو عودة المقاطعة بكافة مستوياتها إلى النقاش العمومي، فشخصيا أعتبره نجح في أهم شيء…شئنا أم أبينا، نحن بحاجة إلى المناقشة…نحن بحاجة إلى إعمال العقل، نحن بحاجة إلى تجاوز الشعارات والعموميات وإلى مناقشة التدقيقات والتفاصيل". النداء، الذي أطلق ليلة أمس، دعا المواطنين إلى وقف حملة مقاطعة حليب "سنطرال" تجاوبا مع زيارة المدير العام للشركة، الذي أعلن عن نية مؤسسته تخفيض الأسعار قبل أزيد من أسبوع، دون الإعلان عن أي تنزيلات عملية للنية المعلنة. شبكات التواصل الاجتماعي، مهد "المقاطعة"، تجاوبت سريعا مع النداء الجديد، حيث وجه نشطاء انتقادات شديدة لمضمونه، مستغربين توقيته ودعوته للتجاوب مع "نية". وعبر نشطاء عن استغرابهم من تفاعل الموقعين على النداء مع نية المدير العام لشركة سنطرال، فيما التجاوب الإيجابي يجب أن يكون مع الإجراءات العملية التي يفترض أن تعلنها الشركة، تجاوبا مع حملة مقاطعة منتجاتها احتجاجا على غلاء أسعارها، ما أجبر موقعين على النداء للانسحاب أو التوضيح تحت الضغط. يشار إلى أن وقف حملة المقاطعة، أصدرت الحكومة بشأنه بيانا خاصا ناشدت من خلاله المواطنين للعودة لاستهلاك منتوجات "سنطرال"، إلا أن الدعوة لن تجد صداها، وهو ما دفع الشركة للإعلان بشكل رسمي عن تضررها، وإنزال مديرها العام ومديرها القاري للشارع المغربي، لمحاولة ثني المقاطعين، قبل أن يخرج نداء جديد من فاعلين، اليوم الأربعاء، أجهض ساعات بعد إطلاقه، بانسحاب بعض موقعيه ونفي آخرين التوقيع عليه، فيما ووجه بانتقادات شديدة، لموضوعه وتوقيته.