هوية بريس – السبت 04 أكتوبر 2014 إن من عجائب هذا الزمان والعجائب جمة أن ترى ظواهر شاذة -والشاذ يحفظ، ولا يقاس عليه عند أهل اللغة- تتحول إلى ظواهر عادية مع كثرة انتشارها.. فصار أجناس من البشر يتبنونها بل ويدافعون عنها.. والأدهى والأمر أن تكون تلك الأجناس تتغنى بالثقافة والتحضر.. فظهر جنسان جديدان هما: المخنثون والمسترجلات الملعونون بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم… فمسخوا أنفسهم.. وتنكروا لجنسهم.. فما بلغوا قصدهم وما حفظوا أصلهم والله المستعان.. فكانوا بحق كالغراب الذي حاول تقليد القطاة في مشيتها فأضل مشيته وأخطأ مشيها، وصار معروفا بمشيته المضطربة المميزة له بين مشيات الطيور الأخرى، ولله در من قال لمن كان قناصا للفوائد صيادا للفرائد: إن الغراب وكان يمشي مشية***فيما مضى من سالف الأجيال حسد القطا وأراد يمشي مشيها***فأصابه ضرب من العقال فأضل مشيته وأخطأ مشيها***فلذلك كنّوه أبا مرقال إن هؤلاء المخنثين والمسترجلات الذين تجردوا من قمصانهم وارتدوا لباس السخافة والتفاهة يستحقون جمعا يليق بحالهم.. فبحثنا في قواميس اللغة العربية فلم نجد ما يناسبهم إلى أن وقفت على أحدهم لما سأل شيخا من المشايخ: – قال السائل: بم نجمع المخنثين من المثقفين؟؟ – قال الشيخ: المثقفونات.. – قال السائل: فما نوع هذا الجمع الغريب في اللغة العربية؟؟ – قال الشيخ: جمع المخنث السالم. – قال السائل: وبم نجمع المسترجلات من المثقفات؟ – قال الشيخ: المثقفاتون.. قال السائل: فما نوع هذا الجمع؟؟ – قال الشيخ: جمع المسترجل السالم.. فالحذر الحذر أخي الحبيب من تلك الشرذمة من الناس الذين طمس الله على أبصارهم وبصائرهم وصاروا ينعقون بما لا يعرفون ويهرفون بما لا يعلمون.. فأكثروا الصراخ والنباح ليشوشوا على هويتنا وثقافتنا وتاريخنا.. فكف قدميك عن مجالسهم واصرف نفسك عن مواقعهم، ولا تقرأ مقالاتهم، ولا تشارك تعليقاتهم ولا تدويناتهم ولا تغريداتهم، فكل ذلك كان مسموما.. فأعمالهم دلت على أنهم حمر، وإصلاحهم هدم، وتثقيفهم عمى، طهارتهم رجس، ومنطقهم هجر: فلو قيسوا بإبليس وهو شيخهم***لكان لهم شران وهو له شر "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" (المنافقون:4). "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ")آل عمران:118). هذا وأقول ما قرأتم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …