هوية بريس – الجزيرة بدأت قوات الأمن مساء اليوم الثلاثاء انتشارا واسعا في طهران ومدن أخرى في إيران، عقب تلويح السلطات بالتعامل بصرامة أكبر مع من تصفهم بمثيري الشغب في إطار الاحتجاجات التي خلفت 22 قتيلا، واتهم المرشد علي خامنئي من وصفهم بالأعداء بالوقوف وراءها. وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن قوات الشرطة ومكافحة الشعب باشرت منذ مساء اليوم الانتشار في الميادين والشوارع الرئيسية في طهران، وفي مدن شهدت اضطرابات دامية خاصة في محافظة أصفهان (جنوب غرب طهران). وأضاف أنه لم تسجل حتى مساء اليوم أي إصابات في إطار الاحتجاجات التي بات معظمها يحدث ليلا منذ اندلاعها في مدينة مشهد الخميس الماضي. وكانت محافظة أصفهان شهدت مساء الاثنين مواجهات دامية، قتل فيها تسعة بينهم عنصر من الحرس الثوري قتله رجل مسلح ببندقية صيد، وفق السلطات. ورفع ذلك حصيلة خمسة أيام من الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 2009 إلى 22 قتيلا بينهم ثلاثة من قوات الأمن، واعتقال مئات المتظاهرين أكدت السلطات أن بينهم عدد ممن وصفتهم بمثيري الشغب، وأشار نائب محافظ طهران إلى اعتقال 450 متظاهرا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وكانت المظاهرات قد بدأت من مدينة مشهد، وامتدت لاحقا إلى كرمنشاه وأصفهان وقُمّ وهمدان ورشت رغم التشديد الأمني وقطع بعض تطبيقات التراسل الفوري، وذلك احتجاجا على غلاء المعيشة والبطالة عقب زيادات جديدة في أسعار الغذاء والوقود وفرض ضرائب جديدة. وفي المقابل خرجت مظاهرات لتأييد الحكومة لكنها طالبت أيضا بالإصلاح. صرامة أكبر في الأثناء، أكد مسؤول في الداخلية الإيرانية أن السلطات ستتعامل بداية من اليوم بصرامة أكبر مع كل أشكال العنف والفوضى، بحسب تعبيره. وكان رئيس محكمة الثورة في طهران موسى غضنفري قال بدوره إن كل من اعتقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات سيواجه بأحكام قاسية تصل إلى حد الحرابة، في إشارة إلى العقوبة التي تكون على أعظم الجرائم وتصل إلى قطع الأطراف أو القتل. من جهته، قال قائد قوى الأمن الداخلي العميد حسين أشتري إنه تم إبلاغ جميع قادة الشرطة في مختلف المحافظات بالتعامل بحزم مع من يستهدف المنشآت العامة ويحدث الفوضى، ورصد تحركاتهم على الأرض وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أشتري أن الشرطة لن تسمح باستهداف أمن المواطنين، وحذر مما وصفها بعمليات القتل الممنهج خلال الاحتجاجات، مشيرا إلى أنها جزء من سيناريو من سماهم بالأعداء، وأكد أن الأوضاع في البلاد تحت السيطرة. وكان الحرس الثوري قال في وقت سابق إنه لا ضرورة كي يتدخل، وأكد أن الوضع تحت السيطرة. أعداء إيران وفي أول تعليق له على الاحتجاجات، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن من وصفهم بالأعداء يتحينون الفرص لاستهداف الشعب الإيراني. وأضاف في كلمة له بطهران أن الأعداء يريدون إشاعة التوتر في البلاد وإثارة المشاكل. وتابع "انظروا إلى أحداث الأيام الأخيرة، كل من له علاقات سيئة مع إيران اتحدوا فيما بينهم. منهم من لديه الأموال، ومن بيده السياسة، ومن له السلاح، ومن يملك مؤسسات استخباراتية.. وما يمنع الأعداء من تنفيذ أعمالهم العدائية ضد البلاد هي شجاعة وصلابة وإيمان الشعب الإيراني". وكان مسؤولون إيرانيون آخرون أشاروا إلى ضلوع أطراف خارجية، لكن الرئيس حسن روحاني أقر بشرعية المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي يرفعها المتظاهرون، محذرا في المقابل من استخدام العنف.