واصل الإيرانيون انتفاضتهم ضد النظام الحاكم، إذ خرجوا أمس الأحد في تظاهرات انطلقت شرارتها بسبب قرار رفع أسعار البنزين، الذي حظي بتغطية من المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي. ووفق موقع «إيران إنترناشيونال»، «فقد شملت التظاهرات محافظاتطهران، وأصفهان، وجرجان، وشيراز، وكرمسار، وكرمانشاه، وبرازجان، وقرجك، وتبريز، وماهشهر، وكرج، وشهريار. وعلى الرغم من انقطاع الإنترنت في عموم إيران فقد تحايل المتظاهرون على هذه العزلة بالتواصل مع العالم عبر تطبيقات لكسر هذه العزلة أو بالاتصال هاتفيا. ووفق ما أكد أحد الناشطين في منطقة زينبية في أصفهان، فقد «قتل محتج واحد على الأقل، وأصيب 3 آخرون في إطلاق نار من القوات الأمنية»، مضيفاً أن «المحتجين لم يتراجعوا، والأمن يستخدم الغاز المسيل للدموع». وفي وقت قام فيه محتجون بإضرام النار في مصرف في شيراز، نشرت على مواقع التواصل صور ومقاطع فيديو تؤكد إضراب كثير من المحلات في سوق طهران الكبير (البازار). وقال أحمد كريمي أصفهاني، رئيس رابطة تجار سوق طهران، لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إلنا)، إن التجار لن يفتحوا محالهم التجارية حتى يستقر الوضع في السوق ويتم تأمينه. ونقل موقع «إيران إنترناشيونال»، عن مصدر في مستشفى كرج، أن «القوات الأمنية تطلق الرصاص تجاه صدور ورؤوس المحتجين بقصد القتل», وأفاد بوصول «أكثر من 10 جثث، و17 إلى 18 مصاباً إلى المستشفى». وكانت مصادر تحدثت عن وصول عدد قتلى التظاهرات منذ الجمعة إلى 27. وفي كرمانشاه، أطلق الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين»، وفق ما أفاد مصدر من هناك، موضحاً: «الأمن ينتشر في كل شوارع المدينة، والمحتجون يلجأون إلى بعض المحلات». وفي برازجان في محافظة بوشهر، قام المحتجون بإغلاق الطريق بواسطة إشعال النار في إطارات السيارات. أما في مدينة كرج فقد قام المحتجون بإضرام النار في مصرف «كوثر». وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن مئات الطلاب نظموا، الأحد، احتجاجات في جامعة تبريز على زيادة سعر الوقود. وحذرت وزارة الاستخبارات من أن السلطات ستتعامل بصرامة مع المخلين بالأمن العام ومن يستهدفون أمن واستقرار البلاد. وقالت وزارة الاستخبارات: «الأعداء الذين يعولون على هذه الاحتجاجات لن ينالوا إلا اليأس وخيبة الأمل»، معلنة أنه تم التعرف على العناصر المحركة للاحتجاجات وستتخذ الإجراءات اللازمة ضدهم». وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن محتجين نظموا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، احتجاجات في و8010منطقة في عموم إيران، وأحرق محتجون غاضبون ما يزيد عن 100 مصرف، و50 متجراً خلال الاحتجاجات، وأوقفت قوات الأمن نحو 1000 متظاهر. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد، إن «حكومته لم يكن لديها خيار سوى رفع أسعار البنزين، في إطار تنفيذ مشروع الدعم المعيشي لمساعدة العائلات محدودة الدخل». وزاد، خلال مشاركته في اجتماع لمجلس الوزراء: «ليس أمامنا إلا ثلاثة سبل: إما رفع الضرائب الشعبية، أو زيادة تصدير النفط، أو أن نقوم بخفض رقم الدعم الحكومي ونعيد عوائدها إلى المحتاجين». وأوضح أنّ قرار الحكومة جاء لتنفيذ مشروع «الدعم المعيشي» الهادف إلى «إيصال المساعدات إلى العائلات المتوسطة ذات الدخل المحدود». قرار الزيادة حظي بغطاء من مرشد الجمهورية علي خامنئي، حيث عبر عن دعمه للقرار، وشدد على ضرورة تنفيذه، لكنه حث المسؤولين على التعامل بدقة في هذا الصدد بما لا يؤثر على المواطنين. ورأى أن ما يجري من أعمال شغب وتخريب يقف وراءها الأعداء ومعارضو الثورة، وقال: «هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك، ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائماً أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك». ونقل التلفزيون عن المرشد قوله: «لست خبيراً، وهناك آراء مختلفة، لكنني قلت إنه إذا اتخذ قادة الفروع الثلاثة قراراً، فإنني أؤيده»، وذلك تعقيبا ًعلى القرار الصادر الجمعة الماضية عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المؤلف من رؤساء الدولة ومجلس الشورى والسلطة القضائية.