قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن حكومته لم يكن لديها خيار سوى رفع أسعار البنزين، في إطار تنفيذ مشروع الدعم المعيشي لمساعدة العائلات محدودة الدخل. جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع لمجلس الوزراء، أمس الأحد 17 نوفمبر الجاري، بالتزامن مع اندلاع احتجاجات شعبية في جل أنحاء البلاد، اعتراضاً على زيادة أسعار البنزين بنسبة 50%، حسبما نقلت قناة "العالم" الإيرانية (رسمية). وأضاف روحاني: "ليس أمامنا إلا ثلاثة سبل: إما رفع الضرائب الشعبية أو زيادة تصدير النفط أو أن نقوم بخفض رقم الدعم الحکومي ونعيد عوائدها إلى المحتاجين". وقفزت الأسعار الجديدة للبنزين إلى ما لا يقل عن 15000 ريال (13 سنتاً أمريكياً وفق أسعار السوق الموازية) لكل لتر من البنزين في تعاملات السبت، بزيادة 50% عن الجمعة الماضية. والسبت، ترك المتظاهرون سياراتهم على طول الطرق السريعة الرئيسة، وانضموا إلى الاحتجاجات الجماهيرية في العاصمة طهران وفي أماكن أخرى من البلاد، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية. وذكرت الوكالة، أن بعض الاحتجاجات تحولت إلى عنف في عدة مدن، حيث قام المتظاهرون بإشعال النيران، بينما سمع إطلاق نار. وأوقفت السلطات الإيرانية نحو 1000 شخص خلال احتجاجات عنيفة على زيادة سعر الوقود، حسب وسائل إعلام محلية. وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء أن محتجين نظموا، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، احتجاجات في ألف و80 منطقة في عموم إيران، وخاصة في المدن الكبرى: طهران، وتبريز، ومشهد، والأهواز، وأصفهان، ويزد، وكيرمان. وأحرق محتجون غاضبون ما يزيد عن 100 مصرف، و50 متجراً خلال الاحتجاجات. وأوقفت قوات الأمن نحو 1000 متظاهر. وتسببت الاحتجاجات بسقوط قتلى وجرحى بين المتظاهرين وقوات الأمن. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن مئات الطلاب نظموا، الأحد، احتجاجات في جامعة تبريز على زيادة سعر الوقود. وردد الطلاب هتافات تنتقد الوضع الاقتصادي والفساد، وحملوا لافتات مكتوب عليها: "لا لزيادة سعر الوقود". ولم يفتح بعض التجار أيضاً محالهم التجارية في "سوق طهران الكبير"، أحد أشهر المراكز التجارية في العاصمة.