هوية بريس – الجمعة 18 يوليوز 2014 تُعتبر ظاهرة التشيع بالمغرب حديث الساعة في هذه الآونة الأخيرة، بحيث بدأ كثير من الناس يسألون عن حجم هذه الظاهرة؟ وهل هناك تنظيم شيعي سري بالمغرب أم أن الأمر يقتصر فقط على أشخاص انتحلوا العقيدة الشيعية؟ وكم عدد المتشيعين بالمغرب؟ وماهي العوامل والأسباب وراء هذه الظاهرة الشاذة في بلد سني كالمغرب؟ المغرب كغيره من البلدان الإسلامية وخاصة المغاربية منها يتعرض لحملة تشييع منظمة سخرت لها إيران كل أشكال الدعم المادي واللوجيستي مُستغلة إعجاب وانبهار بعض أفراد المجتمع المغربي بالثورة الخمينية في إيران والانتصارات المزعومة للحزب الشيعي اللبناني في حروبه مع الصهاينة. واستغلت كذلك تطبيل بعض زعماء الحركات الإسلامية بالمغرب للمشروع الإيراني ولزعمائه ورموزه. وهذه الظاهرة لم يُعرف حجم توغُلها بالمجتمع المغربي بسبب خوف المتشيعين من السلطة من جهة وإيمانهم بعقيدة التقية من جهة أخرى، أما بالنسبة لوجود تنظيم شيعي سري بالمغرب فلا توجد مؤشرات على ذلك إلا بعض الوقائع التي تُنبئ عن وجوده؛ كتفكيك حزب البديل الحضاري الذي ضم متشيعين وقيادات شبه شيعية تم اعتقالها بتهمة تكوين "خلية إرهابية". أما بالنسبة للأفراد فلا توجد إحصائيات دقيقة لعددهم إلا ما أعلن عنه الشيعة أنفسهم من خلال جريدة شيعية هي الأولى من نوعها بالمغرب والتي ذكروا في افتتاحيتها أنهم أصدروا 3000 نسخة إشارة لوجود ثلاثة آلاف شيعي بالمغرب، وهذا العدد تناقلته بعض الصحف العلمانية بالمغرب، لكن يبقى هذا العدد مبالغ فيه لأنه كما هو معلوم عند الجميع أن الشيعة دائما يضخمون حجمهم وعددهم. وفي إحصائية أمريكية تقول أن عدد المتشيعين بالمغرب 1000 شيعي، وكما قلنا سلفا لا يوجد عدد محدد للمتشيعين وهذه الإحصائيات غالبا ما تكون غير دقيقة لأنها تحصي حتى المتعاطفين أو من ينتمون لنوع من التشيع وهو الذي يسمى بالتشيع السياسي. 1- بُؤر التشيع بالمغرب: تبقى مدن الشمال صاحبة الريادة وخاصة مدينتي طنجة ومكناس اللتان تنشط فيهما جمعيات شيعية سرية -كالغدير وغيرها-، وتوجد مكتبات تروج كتب شيعية كما هو الحال في طنجة حيث توجد مكتبة عبد العزيز بن الصديق التي تروج كتب الشيعة الإمامية الإثناعشرية. 2- أسباب وعوامل التوغل الشيعي بالمغرب: أغلب رُؤوس التشيع بالمغرب هم من تلامذة وأتباع أحمد بن الصديق وهو صوفي أشعري بطنجة، أو أنهم ممن درسوا بحوزات إيران أو سورية أو لبنان وتتلمذوا على يد مراجع شيعة كالمرجع اللبناني محمد حسين فضل الله. ويبقى العدد الأكبر من المتشيعين أو من يسمون بالمستبصرين هم عمال مغاربة مقيمين بأوروبا وخاصة ببلجيكا وإسبانيا، والذين تم احتضانهم من طرف جمعيات ومراكز ومعاهد شيعية ممولة من دولة إيران. ومن العوامل التي لا يُمكن إغفالها هو ما كان من انبهار بعض الحركات الإسلامية بالمغرب بالثورة الخمينية وبمبادئها وإعجابهم بالحزب الشيعي اللبناني الذي كانوا يرون فيه أنه الحزب الذي سيرد للأمة عزها وكرامتها. وكثيرا ما ينتقل هذا الإعجاب من طابعه السياسي -التعاطف- إلى طابعه العقدي كما هو الحال بالنسبة لحزب "البديل الحضاري" أو" الحركة من أجل الأمة" الذي كان يضم في وقت من الأوقات بين صفوفه من يعلنون ولاءهم لإيران كمراسل قناة المنار اللبنانية الشيعية المتورط في "الخلية الإرهابية" المعتقلة من سنوات وقد تم حظر هذا الحزب بعد ذلك. أما بالنسبة لباقي الحركات الإسلامية الكبرى فجماعة "العدل والإحسان" الصوفية تأثرت بالثورة الخمينية وببعض عقائدها الشيعية كالطعن في بعض الصحابة رضوان الله عليهم والتنقيص منهم، وقد أثنى مرشدها عبد السلام ياسين على الخميني أكثر من مرة وأبدى إعجابه به وبأفكاره وبثورته، الشيء الذي جعل كثيرا من أبناء الجماعة ينتقلون من ظلمات "البدع والخرافة" إلى ظلمات "الرفض والتشيع". أما "حركة التوحيد والإصلاح" أو "حزب العدالة والتنمية" فحاول قياديوها التفريق بين التعاطف السياسي والتعاطف العقدي مع الشيعة وحاولوا أن يكونوا صارمين في التصدي لهذا الخطر الشيعي لكنهم للأسف تجاهلوا أن بتعاطفهم السياسي مع الشيعة فهم يخدمون المشروع الصفوي الشيعي الذي يجعل العامل السياسي وسيلة لنشر عقيدته الفاسدة. يمكننا أن نلخص العوامل والأسباب فيما يلي: أ- تجاهل الدولة لهذا الخطر الشيعي رغم التحذير من عواقبه -العراق كنموذج- وعدم اتخاذ أي إجراءات صارمة لمواجهته ومعاقبة من يروج لهذه العقيدة الفاسدة. ب- عدم توفير حماية للخطباء والوعاظ الذين يتعرضون للتهديد بالتصفية الجسدية كلما تطرقوا لموضوع التشيع وخطره بالمغرب، والتزام الوزارة الوصية -وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الصمت وعدم تحريك أي ساكن نصرة لأئمة والوعاظ ومعاقبة من يهددهم. ج- غزو المجلات والصحف الشيعية للسوق المغربي في غياب رقابة تحمي القارئ وتحمي المجتمع من هذه العقائد الفاسدة، وغياب صحف ومجالات سنية متخصصة في التعريف بالعقيدة الصحيحة والتحذير من العقائد الفاسدة. د- غزو القنوات الفضائية خصوصا في قمر "نايل سات" للبيوت المغربية في جهل من مشاهديها لخطرها وحقيقتها، وهو ما يدفع للتدخل والمراقبة حماية لعقائد المغاربة. ه- السماح للسفارة الإيرانية وخاصة مكتبها الثقافي في تشييع أبناء المغرب واستغلال ظاهرة الفقر والأمية لتشييع الناس بالأموال وهذا تحت أنظار الدولة ومؤسساتها. ختاماً: التشيع هو جرثومة خبيثة لا تستهدف الأبدان ولكن تستهدف فطرة ودين الإنسان المسلم، لهذا يجب تجنيد كل الطاقات والوسائل الممكنة لحماية مجتمعاتنا الإسلامية وتحصينها ضد هذا الخطر الذي لا يقل ضراوة عن التنصير أو غيره.