أعلنت الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الشروع عمليا في التحضير للمؤتمر الاندماجي لأحزاب الفيدرالية، المقرر تنظيمه أيام 16 و17 و18 دجنبر من العام الجاري. جاء ذلك الإعلان في ندوة صحافية نظمتها فيدرالية اليسار، اليوم الجمعة، بنادي المحامين بالرباط. وأكد محمد الساسي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل، أن هذه المحطة لا تشكل اندماجا لثلاث بنيات فقط، بل ميلاد حزب جديد بعرض سياسي جديد سيتم تقديمه للمغاربة، خاصة الشباب منهم. وستضم الهيئة السياسية الجديدة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وعددا من قيادات الحزب الاشتراكي الموحد، الذين أعلنوا انسحابهم من حزب "الشمعة" بعد الخلافات التي شهدها قبيل انتخابات 8 شتنبر 2021 على خلفية قرار مكتبه السياسي عدم تقديم مرشحين مشتركين مع الفيدرالية. كما ستضم هذه الهيئة فعاليات يسارية أخرى، من بينهم مفكرون وأساتذة جامعيون وأعضاء سابقون في تيار البديل الديمقراطي، الذي انشق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة الراحل أحمد الزايدي، حسب محمد الساسي. وأوضح الساسي أن عددا من الشخصيات ذات التوجه اليساري أعلنت دعمها للحزب الجديد؛ من بينهم المفكر عبد الله حمودي، وعزيز الحدادي، ولطيفة البوحسيني، ومحمد سعيد السعدي الوزير الأسبق والقيادي السابق في حزب التقدم والاشتراكية، وكريم التازي. من جهته، أكد علي بوطوالة، المنسق الوطني لفيدرالية اليسار، أن المؤتمر المقبل الذي ستحتضنه مدينة بوزنيقة سيكون توافقيا بين أحزاب الفيدرالية وباقي الفعاليات اليسارية التي أعلنت دعمها والتحاقها بالحزب الجديد، مشيرا إلى أن الحديث عن من سيتولى قيادة المولود الجديد أمر سابق لأوانه. وأوضح بوطوالة، في تصريح لهسبريس، أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل تضم مناضلين من تحالف فيدرالية اليسار ومن رموز المجتمع المدني ومن مثقفين ومتعاطفين مع الفيدرالية سالفة الذكر. وحول ما إذا كان الباب لا يزال مفتوحا في وجه الحزب الاشتراكي الموحد من أجل الالتحاق بالحزب المقبل، قال بوطوالة "إن الأعضاء الذين انشقوا عن الاشتراكي الموحد بقيادة محمد الساسي بسبب ما حصل قبل الانتخابات الأخيرة هم ضمن اللجنة التحضيرية للحزب الجديد. وإذا أراد الرفاق في الاشتراكي الموحد الالتحاق بهذا اليسار الوحدوي فلا بد من الحوار والنقاش وتقييم ما حصل"، مشددا على أنهم حريصون على إعادة بناء اليسار وتجميع كل مكونات اليسار. واعتبر القيادي اليساري أن المؤتمر الاندماجي سيكون قاطرة لإعادة البناء وتوحيد اليسار، مبرزا أن وحدة اليسار أصبحت ضرورة وجودية في المغرب وليست فقط ضرورة سياسية ونضالية. وأضاف: "هناك عدد من الفعاليات والشخصيات والرموز اليسارية ابتعدت وجمدت نشاطها السياسي، إما عياء أو احتجاجا على المسار الذي عرفه اليسار والدور الهامشي الذي أصبح يلعبه داخل المجتمع المغربي؛ لكن هناك فرصة اليوم لإعادة بناء اليسار وإعادة الثقة إلى الشعب المغربي في المشروع اليساري، وإعادة ثقة اليساريين في مشروعهم"، مشددا على أن هذا المشروع لا يزال حيا وسيستمر في أداء دوره. وسجل بوطوالة أن التطورات الدولية والجهوية الحالية تفرض أن يكون هناك معبر قوي عن الطموحات والمطالب الحيوية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بالنسبة للأغلبية الساحقة من المواطنين والمواطنات. إلى ذلك، اعتبر المتحدث ذاته أن قرار الاندماج جاء تتويجا لمسار وحدوي حققت فيه الفيدرالية تراكمات إيجابية وقطعت خطوات حاسمة؛ كخوض الانتخابات مرتين بلوائح مشتركة، وتقديم مذكرة مشتركة حول تصورها للنموذج التنموي في يناير 2020، وعقد جامعة صيفية قبل ذلك في 2019، فضلا عن تنظيم منتديات محلية في مدن مغربية عديدة. ومن المرتقب أن تعقد، يوم 12 يونيو المقبل، اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي، والتي ستتفرع بدورها لجان موضوعاتية عديدة بغية صياغة مشاريع أوراق في القضايا النظرية والسياسية والاقتصادية والتنظيمية والثقافية.