مواصلة استقرارها على وضع "الارتفاع"، تحتفظ لوحات أسعار المحروقات بمحطات المغرب برقم 14.5 من الدراهم فما فوق في أغلب مدن المملكة. وبلغ سعر البنزين في محطات الرباط، صباح اليوم الاثنين، 15.55 درهما و14.70 درهما بالنسبة للغازوال، منخفضا بسنتيمات على أسعار الأسبوع الماضي. وخلق الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات بالمغرب سخطا في صفوف المواطنين؛ لكنه تفاقم بحدة لدى مهنيي قطاع النقل بازدياد مصاريفهم وثبات أسعار نقل المسافرين والبضائع. وفي السياق قال مصطفى البراق، باحث اقتصادي في مجال الطاقة، إن تداعيات الأزمة الصحية والحرب الأوكرانية تلقي بظلالها على التجارة العالمية، وبالخصوص على البترول ومشتقاته. ولاحظ البراق أن الطلب زاد بعدما قلصت أوروبا وارداتها من المواد البترولية والغازوال الطبيعي عبر روسيا واتجاهها نحو أسواق بديلة، خالقة بذلك ازدحاما على الموردين، وبهذا بقي السعر في منحا تصاعدي لكثرة الطلب. وأكد المصرح لهسبريس أن سعر الدولار ارتفع بدوره ليصل 10.04 دراهم، وهذا ما يجعل ثمن دخول طن واحد من الغازوال إلى الموانئ المغربية هو 11.700 درهم، أي 11.70 درهما للكيلوغرام الواحد. واعتبر البراق أن تغير السعر بالمحطات رهين بالمصاريف الداخلية لكل دولة، مفسرا: "مصاريف التوصيل في المغرب هي بمعدل 0.70 درهما للتر، وضريبة الاستهلاك 2.42 درهما للتر الواحد، أما ضريبة القيمة المضافة فهي 10 في المائة". ووفق عملية حسابية فإن عشرة دراهم مبلغ دخول المحروقات للبلاد بالإضافة إلى التوصيل والاستهلاك والقيمة المضافة، يجعل السعر هو 14.22 دون احتساب هوامش الربح لشركات التوزيع وأرباب المحطات، أردف المتحدث. وأضاف الباحث الاقتصادي في مجال الطاقة أنه لا توجد أي بوادر لتراجع الأسعار في الوقت الراهن، وزاد: "ستزيد أسعار السلع كافة، وخصوصا المواد البترولية. وسوف يتضرر المغرب من هذه الارتفاعات".