نظمت اليوم ندوة صحافية بمدينة الرباط، احتفاء بإنجازات بشرى بيبانو، باعتبارها أول مغربية تمكنت من الوصول إلى أعلى "سبع قمم في العالم" في مدة 4 سنوات، والممتدة بين 2011 و2015 . عرفت الندوة حضور العديد من المنابر الإعلامية والرعاة الذين وثقوا بها وحاولوا تقديم دعم من أجل بلوغ غايتها، إضافة إلى حضور عائلة بشرى التي عبرت اليوم بشكل واضح عن دعمها المعنوي وفخرها بابنتهم التي رفعت راية المغرب عاليا من فوق أكثر القمم علوا وخطورة. وقد تمكنت الخمسينية من حفر اسمها في ذاكرة المغاربة، بعد أن وشحها الملك محمد السادس بوسام الاستحقاق من درجة قائد سنة 2015, بمناسبة تسلقها لأعظم القمم المنتمية إلى سلسلة جبال الهملايا الأعلى على الإطلاق. وتعتبر بشرى بيبانو المثال الحي للمرأة المكافحة والمثابرة، حيث إن سيرتها حافلة بالعطاءات؛ فبعد تخرجها من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، حيث تابعت بعد ذلك دراساتها العليا بإحدى الجامعات الكندية، لتشتغل في نهاية المطاف في وزارة التجهيز والنقل كمهندسة دولة في المعلوميات. ولم تقف بشرى عند هذا الحد؛ بل قررت الولوج إلى مجال تسلق الجبال، بعد أن كان حكرا على الرجال، نظرا لما يتطلبه من مجهود بدني كبير، لكنها لم تأبه، حيث تجندت من أجل تحقيق رغبتها وشغفها بهذه الرياضة، حتى وصلت إلى ما عليه الآن وتصبح أول امرأة مغربية تحقق إنجازا من هذا القبيل. ولعها بهذه الرياضة كان بداية مجرد هواية، والآن أضحى هذا الولع محور عملها، حيث قالت بشرى خلال الندوة إنه "من الجيد أن يعمل الإنسان في الأمور التي يحب"؛ فبعد عملها في الوزارة، قررت الأن التفرغ لمجال تسلق الجبال، من خلال إنشائها مقاولة لتنظيم مجموعة من الرحلات والتداريب المتعلقة بهذه الرياضة، إضافة إلى ندوات تروم من خلالها التعريف بهذا النوع من الرياضات. واسترسلت: "هذه المقاولة تفتح الباب أمام شراكات مع جمعيات متعددة، بغية خلق فسحة للمرأة الشغوفة بهذا النوع من الرياضات، حيث إننا ننظم العديد من المخيمات للفتيات، من أجل القيام بمجموعة من الأنشطة والتحديات التي من شأنها تعزيز ثقة الفتيات بأنفسهن وتشجيعهن على الإقدام على هذه الرياضة التي تبدو للوهلة الأولى شبه مستحيلة وقاسية". ومما زاد من رغبتها في تحقيق مرادها هو دعم عائلتها المتواصل لها، وعلى وجه الخصوص زوجها الذي يشاركها الشغف نفسه، لا سيما بعد أن قام بتسلق العديد من القمم برفقتها، محاولة منه لتشجيعها، وبصم اسمها في مجال التسلق، وتثبت للعالم أجمع أن المرأة المغربية تستطيع بدون شك القيام بأمور مذهلة، على الرغم من الصعوبات التي يمكن أن تواجهها في طريقها، لتدرك في الأخير أنها إنسانة خلقت لتحدي الصعاب. وأعلنت بشرى بيبانو، خلال ندوة اليوم، عن كتابها بعنوان "طريق نحو القمم السبع", الصادر باللغة الفرنسية، والذي حصد جائزة في فرنسا، حيث قامت بطبعه، ليظل حبيس الحدود الفرنسية، إلى أن قررت مؤخرا إعادة طباعته في المغرب، مع محاولة لطرح نسخة باللغة العربية، والتي ستشرف على ترجمة هذه النسخة بنفسها. من خلال تجربتها الخاصة, صرحت بشرى بيبانو, حصريا لجريدة هسبريس, عن إصدار جديد عبارة عن فيلم وثائقي, من إخراج مهدي مطيع, يتحدث عن مغامراتها بين أعالي الجبال وأهم المحطات التي مرت منها لتصل إلى القمة. وأردفت: "بالنسبة لفكرة الفيلم, أعتبرها تجربة مميزة, خصوصا أن الاقتراح كان من الصديق والمخرج مهدي مطيع, حيث كانت تراوده فكرة إنتاج فيلم منذ مدة, ووقع اختياره علي, لكي تكون تجربتي موضوع الفيلم, من خلال إبراز الإنجازات التي قمت بها, فحاولت أثناء مغامرتي أن أوثق مجموعة من اللحظات الحقيقية, وأن أصور حيثيات التحدي التي ربما تخفى على العديد من الناس, رغبة مني في أن أقرب ما أمكن من ليس لديه دراية بمجال تسلق الجبال, وأن أضع أمام أعينهم كبسولة مختصرة, تتيح للمشاهدين إمكانية السفر وخوض المغامرة من أماكنهم فقط". تابعت بشرى بيبانو قائلة: "في نظري، استطاع مهدي مطيع صياغة سيناريو رائع، أطلق عليه عنوان "القمة"، والذي سيعرض قريبا لأول مرة بإحدى قاعات السينما الموجودة بالرباط". * صحافية متدربة