تتحدث بشرى بايبانو المغربية الملقبة ب"قاهرة الجبال" أول مغربية تنهي تحدي القمم السبع، وأول امرأة من شمال إفريقيا تتسلق أعلى قمة في العالم "إفريست"، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في رالي الصحراوية، عن تجربتها في تسلق القمم السبع، وعملها كرئيسة للجنة النسوية داخل الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل، بالإضافة إلى مشاركتها في رالي الصحراوية في دورته السادسة. 1 – كيف جاءت فكرة تحدي القمم السبع؟ البداية كانت من توبقال أعلى قمة مغربية، فبعد الوصول إلى القمة كان الإحساس رائعا واكتشفت حينئذ شغفا كبيرا بتسلق القمم. حيث تسلقت بعدها جميع القمم بالمغرب، وفي سنة 2011 قررت خوض هذه التجربة خارج المغرب، حيث كان جبل كليمنجارو (5895 مترا) بإفريقيا أول قمة قارية أتسلقها، وهناك اكتشفت مشروع القمم السبع وقررت حينها خوض هذه التجربة. وقد تمكنت من النجاح فيها بعد ثماني سنوات من العمل الجاد والالتزام التام بهذا الهدف الذي وضعته نصب عيني لأكون أول مغربية تنهي تحدي القمم السبع. 2 – ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال هذه المغامرة الاستثنائية؟ واجهت صعوبات كثيرة لإتمام هذا التحدي. كان أولها نظرة المجتمع، التي تربط المرأة بكونها ربة بيت وبالتالي فإن الانخراط في مغامرة كهاته تتطلب الابتعاد عن العائلة لمدة طويلة يعد أمرا غير مقبول. كما واجهت في البداية بعض الصعوبات لإقناع والدي بحلمي هذا، حيث كانوا يستغربون ويجدونه أمرا غير عادي، لكن الأمور تغيرت الآن وهذا كان أحد الأهداف التي أصبو إليها فقد تغير رأي المحيطين بي وتحولت شكوكهم وانتقاداتهم إلى شعور بالافتخار والاعتزاز، أما زوجي فقد كان مساندا لي طيلة هذا المشوار، حيث رافقني في كثير من القمم المغربية كما تسلقنا سويا قمة كليمنجارو. بالإضافة إلى الصعوبات التي رافقت الاستعداد الجسدي لخوض غمار هذا التحدي الذي يتطلب مؤهلات جسدية عالية. كما واجهتني صعوبات على المستوى المادي حيث كان من اللازم البحث عن مدعمين وإقناعهم بالثقة في حلمي وقدرتي على تحقيقه، لأنه مشروع مكلف جدا. وهاته الصعوبات هي التي جعلتني أحقق هذا التحدي في ثمان سنوات رغم أنه كان من الممكن إنجازه في أقل من ذلك، لكن أظن أن هذه الصعوبات والتحديات شكلت أيضا دافعا قويا نحو تشبتي بهدفي وعدم الاستسلام لأبرهن للعالم أن المرأة عامة والمرأة المغربية خاصة قادرة على رفع التحديات والصعوبات مهما كان حجمها. 3 – كيف تقيمين تجربتك في مساعدة الفتيات على تسلق الجبال؟ في الحقيقة نسجل حاليا إقبالا كبيرا من طرف الفتيات المغربيات على هذه الرياضة، ففي جمعيتي "دلتا إيفازيون"، نجد الإقبال من الفتيات والنساء يتزايد بشكل مستمر. إنها تجربة جميلة جدا ، لأننا نقوي الفتاة من خلال الرياضة لأنها تكسب الفتاة الثقة في النفس، وتساعد على تحدي الذات والسير قدما وهذا ما حاولنا نقله للفتيات، حيث نقوم بتنظيم ورشات تكوينية رياضية، للمشي وتسلق الجبال، وفي إطار الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل التي أشغل منصب رئيسة للجنة النسوية داخلها، نقوم بتنظيم "شالنج توبقال غولز" التي ننظم من خلالها منافسة لتسلق قمة توبقال لفائدة الفتيات. 4 – كيف كانت تجربتك في الصحراوية 2020 وماهي الفروقات بين تحدي الصحراوية والقمم السبع؟ الصحراوية مسابقة رائعة جدا، وهي فرصة للالتقاء والمشاركة من أجل قضايا اجتماعية مختلفة، ورالي الصحراوية تحد صعب حيث كان علينا قطع من عشرين إلى ثلاثين كيلومترا يوميا من خلال مسابقات مختلفة شملت الجري، والكانوي، وركوب الدراجات الهوائية وغيرها، كما أن المنافسة في إطار ثنائي يعطي الفرصة لتعلم العمل كفريق والاعتماد على بعضنا البعض. وقبل الحديث عن الفروقات، سأتحدث عن الشيء المشترك بينهما وهو القوة الذهنية، حيث تتطلب المنافستان قدرا عاليا من التحمل والصبر، أما الفرق فيكمن في كون الصحراوية منافسة بينك وبين مجموعة من الفرق الأخرى، في حين أن تسلق الجبال هو منافسة بينك وبين نفسك ما يتطلب منك قوة تحمل كبيرة ولا يهم متى تصل ولكن الأهم أن تصل إلى القمة. 5 – كلمة للمرأة المغربية؟ تحية كبيرة للمرأة المغربية التي تعطي الكثير لعائلتها ومجتمعها، ومن هنا أدعو النساء المغربيات للافتخار بأنفسهن وللثقة بهن وبقدراتهن والعمل على تطوير مهاراتهن وإسعاد أنفسهن والجري وراء أحلامهن وتحقيق طموحاتهن مهما كانت تبدو صعبة المنال. المصدر: الدار و م ع