المغربية بشرى بايبانو، لا تعرف الحدود في تسلق الجبال، فبعد «توبقال»، ثم «كليمنجارو»، وصلت إلى قمة «أكونكاكوا»، ليصبح الهدف تسلق قمم أعلى جبال العالم تمكنت مؤخرا من بلوغ قمة «أكونكاكوا» أعلى قمة في أمريكا الجنوبية، كيف تشعرين وأنت تحققين هذا الإنجاز؟ شعرت بسعادة عارمة بتحقيق هذا الإنجاز، خصوصا وقد سبق لي محاولة تسلق تلك القمة ولم أتمكن، ولكن بالإصرار والتحدي أعدت الكرة مرة أخرى ونجحت. تتوفرين على وظيفة مهمة في إحدى الوزارات، كما أنك أم وزوجة، ما الذي دفعك لممارسة رياضة تسلق الجبال؟ لقد كان الأمر بمثابة تحد بالنسبة إلي، وهو أيضا حلم راودني منذ الطفولة، حيث، ومنذ شاهدت لأول مرة جبل إيفرست، تمنيت لو أكون فوق قمته، ومنذ ذلك الوقت، نمت في داخلي رغبة تسلق الجبال. وبالفعل بدأت بتسلق الجبال في المغرب بما فيها «توبقال»، ولكن، وبعد تسلقي جبل «كليمنجارو»، وضعت نصب عيني هدف الوصول إلى القمم السبع الشاهقة في العالم، والحمد لله توفقت في أولى خطوات تحقيق هذا الحلم وأتمنى التمكن من إكمال التحدي. كيف تتعايش الأسرة، خاصة الزوج وطفلتك مع هذا الأمر. كيف يتعايشون مع عشقك لتلك الرياضة واضطرارك للسفر على الدوام من أجلها؟ الحمد لله، الأسرة تدعمني بشكل كبير وتفرح معي في كل مرة أتمكن فيها من وصول قمة أحد الجبال. زوجي هو الآخر يتسلق معي الجبال، حيث سبق له أن تسلق معي «كليمنجارو» و»توبقال»، وهو يساندني بقوة، كما تساعدني العائلة في الاعتناء بابنتي البالغة من العمر ثمان سنوات. هذه الأخيرة التي لم تكن تفهم بادئ الأمر الداعي وراء غيابي وسفري الدائم، ولكنها اليوم، صارت تفهم وتفرح لما أقوم به. زوجي، كما أسلفت، يدعمني بشكل كبير ويتحمل معي أعباء ومسؤوليات البيت وهو الأمر الذي ساعدني في تحقيق كل ما وصلت إليه. نعلم بأن هذه الرياضة مكلفة بشكل كبير، فهل هناك من جهة تدعمك؟ الجهات الداعمة قليلة، وهي بالتحديد شركة للمياه التي تدعمني منذ سنة 2012، وأحد المكتاب العمومية الذي ساندني في آخر مشروع، أما ما دون هاتين الجهتين فلا يوجد أي داعم، على الرغم من أنني تقدمت بعدة طلبات لجهات متعددة، بما فيها وزارة الشباب والرياضة، ولكن للأسف لم أتوصل بأي رد إيجابي لغاية الساعة. ما هي الأشياء التي اضطررت للتضحية بها من أجل ممارسة هذه الرياضة؟ رياضة تسلق الجبال رياضة صعبة للغاية وتتطلب مجهودا بدنيا وفكريا كبيرا جدا، إذ أشعر بعد كل رحلة بتعب شديد، ولكن الحمد لله معنويا، أشعر بالراحة لأنني أخوض تحديا وأنجح فيه. أكيد، أن هناك بعض التضحيات التي أضطر لتقديمها من أجل ممارسة هذه الرياضة، ولكن الأهم أن هناك الكثير من الأشياء التي اكتسبتها من وراء هذه الرياضة، وأهمها الصبر والجلد والقوة، حيث إن تسلق الجبال يساعدني على مجابهة جميع مشاكل الحياة. هل هناك غايات خيرية وإنسانية تهدفين إليها من وراء كل رحلة تخوضينها؟ أكيد، أي رياضة أو فن لا تكون لهما قيمة إلا إذا ما وجها نحو أعمال الخير، لذلك، فقد أسست جمعية السياحة الجبلية، وهي الجمعية التي نقوم من خلالها بزيارة مجموعة من القرى النائية، من أجل ممارسة رياضة تسلق الجبال وأيضا لفك العزلة عن تلك المناطق، خاصة في فصل الشتاء، حيث نحمل معنا في كل زيارة مجموعة من الأشياء التي يحتاجها سكان تلك القرى من ملابس وأغطية ومواد غذائية. ماهي وجهتك المقبلة؟ حاليا أنا بصدد البحث عن دعم مادي، وفي حال تمكنت من الحصول عليه، سأتوجه إلى «دينالي»، وهي أعلى قمة في أمريكا الشمالية، وهي محطة أخرى ضمن مشروع تسلق القمم السبع.