هددت جبهة البوليساريو الانفصالية المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية في الجنوب المغربي، بفتح جبهة داخلية في المغرب من خلال الجامعات، فقد دعا زعيم الجبهة محمد عبد العزيز الطلبة المنحدرين من المحافظات الصحراوية إلى "تشكيل درع وقائي" كمقدمة لإشعال حرب في الجامعات المغربية، وأضاف محمد عبد العزيز في رسالة حملت "التضامن من أجل الكفاح"، أن على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لإنصاف الطلبة الصحراويين. "" دعوة القيادي في الجبهة الانفصالية تزامنت مع تحرك غير مسبوق للطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية، ففي أقل من أسبوع قاموا بإنزال كبير في جامعة الحسن الثاني عين الشق (كلية الحقوق والعلوم الإنسانية طريق الجديدةالبيضاء)نهاية الأسبوع الماضي، إذ انتقل عدد من الطلبة الصحراويين إلى هذا الحي وكادوا يدخلون في مواجهات مع فصائل طلابية أخرى، لولا تدخل رجال الأمن، وقد ألقي القبض على أزيد من خمسين طالبا صحراويا، وأخلي سبيلهم جميعا باستثناء 5 طلبة، وكان بحوزة الطلبة الصحراويين قنينات للمولوتوف وأسلحة بيضاء، يوم واحد بعد هذا الحادث ستتحول وقفة بالمحطة الطرقية بمدينة أكادير نظمها طلبة صحراويون طالبوا بتخصيص حافلة تقلهم إلى مدنهم، إلى حادث مأساوي، إذ لقي طالبان حتفهما كما أصيب شخصان آخران إصابات خطيرة، إذ صدم سائق حافلة تابعة لشركة "سيبراتور" للنقل الطالبين بعد أن حاولت فئة منعه من الخروج من المحطة. هذا الحادث جعل البوليساريو تقوم بتعبئة دولية كما قاد المتعاطفون معها داخل الجامعات المغربية بوفقات احتجاجية مساندة لإخوتهم. الاستغلال السياسي لهذه الأحداث جعل الحكومة المغربية تنتقد بشدة البوليساريو، إذ اعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، في تصريح عقب المجلس الحكومي، عن أسف الحكومة المغربية واستنكارها الشديد وإدانتها القوية للتوظيف اللا أخلاقي لموضوع حقوق الإنسان بالمغرب من قبل من سماهم "خصوم الوحدة الترابية للمملكة" كما انتقد البوليساريو لأنها تحاول النيل من جهود المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى حل نهائي لملف الصحراء.
وكان وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري جدد هو الآخر، للأمين العام الأممي بان كي مون، إرادة المغرب القوية والثابتة في مواصلة المفاوضات حول الصحراء. احتفالات المغرب بعيد الأضحى ستؤجل تلك الحرب التي دعا إليها زعيم البوليساريو الطلبة المنحدرين من الصحراء، لكن بعد الاحتفالات ستشهد الجامعات صراعات جديدة أحد أبطالها الطلبة الصحراويون، مما يندر بموسم جامعي عاصف.