أثار المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، مؤخرا، الكثير من الجدل بعد صدور مجموعة من التقارير والبيانات والمراسلات لأساتذة ينتمون لكلية الطب والصيدلة بوجدة ويعملون في المركز المذكور، كشف بعضها عن "اختلالات إدارية ومالية في المستشفى الجامعي"، بينما تبرأ آخرون منها واصفين إياها ب"المغلوطة". ودفع مقال منشور في إحدى الصحف الورقية الوطنية، الإدارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة إلى مراسلة الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بوجدة لإبداء رأيه في ما ورد فيه بخصوص "اختلالات بالمستشفى الجامعي". وفي بيان توصلت به هسبريس، أكدت النقابة سالفة الذكر أن الأساتذة "لا يستطيعون نفي ما جاء في المقال"، رابطة ذلك ب"الغياب البنيوي لآليات المقاربة التشاركية مع عدم تفعيل أجهزة الحكامة وعدم إشراك ممثلي الأساتذة في المجلس الإداري في مراقبة التدبير المالي والإداري وهندسية الموارد البشرية". في المقابل، وجه مجموعة من الأساتذة الباحثين الأطباء بكلية الطب والصيدلة بوجدة العاملين بالمستشفى الجامعي محمد السادس مراسلة إلى عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يحتجون من خلالها على ما وصفوه ب"مغالطات" البيان سالف الذكر. وجاء في المراسلة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها: "نستغرب لنبأ صدور بيان عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، يتحدث عن جمع عام لم يستدع له جميع الأستاذة، وعن بيان يحمل الكثير من المغالطات عن المستشفى الجامعي". وقال عبد الكريم الداودي، مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، إن إدارة المركز لم تتوصّل قط بأي تقرير بشأن ما يصفونها ب"الاختلالات الإدارية والمالية"، المنسوب إلى أساتذة كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. وأضاف الداودي في اتصال هاتفي مع هسبريس: "دعوت الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة لإبداء رأيه بشأن ما تم نشره في إحدى الصحف الورقية والمنسوب إليه، كما راسلت الأساتذة لموافاتي بالتقرير الذي يجري الحديث عنه موقعاً، لكن إلى حدود اليوم لم أتوصل به". وبالنسبة لمدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، فإن مركزا من حجم المستشفى الجامعي محمد السادس "لا يمكن ألا يعرف مشاكل بين الفينة والأخرى"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإدارة تعمل بعد بروز أي مشكل على حله "بتبصّر وبمشاركة رؤساء المصالح والمستخدمين". وأبرز المسؤول الصحي ذاته أن إدارة المستشفى بصدد إنجاز تقرير عن أداء المستشفى الجامعي، يتضمّن أرقاما حول عدد العمليات والتدخلات الجراحية التي قام بها وعدد المستفيدين من خدماته، لاسيما الحاملين لبطاقة نظام المساعدة الطبية (راميد). وبشأن المطالبة بإيفاد لجان للافتحاص الإداري والمالي، أكد الداودي أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس الذي يشمل أربع مستشفيات، عرف منذ افتتاحه سنة 2014 حلول مجموعة من اللجان، كان آخرها لجنة تفتيش مالية ظلت بالمركز لمدة 8 أشهر. وبعد تذكيره بالمجهودات التي بذلها جميع مستخدمي المستشفى الجامعي خلال أزمة جائحة كورونا، عبّر المتحدث عن أسفه لتبخيس دور هذا المرفق العمومي الذي وفر 120 سريرا لإنعاش مرضى كوفيد-19. في هذا السياق، يعتزم فرع الحزب الاشتراكي الموحد بمدينة وجدة، إلى جانب أساتذة أطباء ينتمون للنقابة الوطنية للتعليم العالي، تنظيم ندوة صحافية، الجمعة، بمقر الحزب، حول "ما يشهده المستشفى الجامعي من خروقات واختلالات بنيوية"، وفق دعوة توصلت بها هسبريس.