احتجاجا على الوضعية التي وصفت ب«الكارثية» وغير القانونية التي تعيشها العملية البيداغوجية بوجدة، قرر أساتذة كلية الطب والصيدلة بمدينة وجدة تعليق التداريب السريرية ابتداء من الأربعاء 28 نونبر2012 لأنها «تفتقر لأبسط مقومات التكوين البيداغوجي بسبب غياب البيئة الملائمة، وذلك بشهادة الوزير نفسه المسؤول الأول عن هذه الوضعية المزرية». وقد حمل الأساتذة، في بيان صادر عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي فرع كلية الطب، وزارة الصحة كافة المسؤولية عما وصف ب«الوضعية الشاذة وغير المسبوقة في تاريخ كليات الطب والصيدلة بالمغرب»، معلنين إخلاء مسؤوليتهم الأخلاقية والتاريخية من «العبث» الذي يهدد مستقبل طلبة كلية الطب بوجدة، مستنكرين «الصمت الرهيب والتماطل المتعمد من طرف وزارة الصحة في إخراج مرسوم القانون المتعلق بإحداث المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة» . وكان المكتب المحلي للنقابة المذكورة قد عقد جمعا عاما استثنائيا يوم الأربعاء 21 نونبر الجاري، ناقش خلاله الوضعية «الكارثية» التي يعيشها الأطباء الأساتذة ومعهم الطلبة بالمستشفى الجهوي بوجدة، كما وقف عند مجموعة من الاختلالات تمثلت في غياب إطار قانوني يستند إليه الأطباء الأساتذة في ممارسة أنشطتهم اليومية بمستشفى الفارابي، زيادة على الفوضى والضغط الذي يعرفه هذا المستشفى مما يعرقل السير العادي للخدمات الصحية على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف كافة الفاعلين في قطاع الصحة (الأساتذة، أطباء الصحة العمومية، الممرضين وباقي أطر الصحة)، إلى جانب انعدام الوسائل اللوجيستيكية والبيداغوجية اللازمة كما هو متعارف عليه في باقي المراكز الاستشفائية الجامعية، مما ينعكس سلبا على جودة تكوين الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين. وقد كانت هذه الوضعية الكارثية، التي يعيشها الأطباء الأساتذة ومعهم الطلبة في ظل غياب المركز الاستشفائي الجامعي، موضوع محطات نضالية ومراسلات وجهت إلى الجهات الوصية من أجل إيجاد حل استعجالي، إلا أن الأمور ظلت على حالها ولم تلح في الأفق أي بوادر للاستجابة لمطالب أساتذة وطلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة. وإلى ذلك أصدر مجلس طلبة الكلية المذكورة بيانا استنكروا فيه التصريح الذي وصف بالمهين في حقهم وفي حق أساتذتهم، والذي أدلى به وزير الصحة في برنامج قضايا وآراء على القناة الأولى حيث شكك في تكوين طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة وأحقيتهم في الحصول على دبلوم الدكتوراه في الطب، مقارنا تكوينهم بتكوين تلاميذ المعاهد الخاصة لتكوين الممرضين. وذكر الطلبة في بيانهم الاستنكاري بأن الوزير «بتصريحه المهين في حقهم، كما لو أنه يعاتبهم على تماطل الوزارة، التي هو على رأسها، في تفعيل المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة»، مبرزين أنهم، «بالرغم من الصعوبات والعوائق التي تواجههم في ظل استمرار غياب المستشفى الجامعي، يبذلون مجهودات استثنائية في التحصيل العلمي لينالوا باستحقاق شرف السهر على صحة المواطنين».