لم يتبق أمام الجزائر في ظل "العزلة" الإقليمية المفروضة عليها إلا مسايرة تيار يميل إلى المهادنة واستعطاف مواقف من دول أوروبية تعيد الاعتبار للدبلوماسية المعطوبة، في ظل نجاحات المملكة في الترويج للأطروحة المغربية. وفي ظل التصعيد الأخير مع مدريد بسبب موقف الأخيرة من نزاع الصحراء المغربية ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي، يحاول النظام العسكري الجزائري أن يسلك اتجاها يعيد فتح قنوات الاتصال مع روسيا وفرنسا والصين. ويبدو أن ما عاشته الجزائر، "حاضنة الجبهة الانفصالية"، من عزلة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء سيتضاعف بعد سقوط ورقة إسبانيا من يديها. نبيل الأندلسي، الباحث في العلاقات الدولية، شدد على أن "الجزائر تعيش عزلة إقليمية ودولية على مستوى الأممالمتحدة، وعربية على مستوى جامعة الدول العربية". وأبرز الخبير المغربي، في تصريح لهسبريس، أن القيادة الجزائرية بدل أن تحسن قراءة السياق الدولي والإقليمي والعربي الداعم للحقوق الشرعية والسيادة المغربية على الصحراء الغربية تأبى إلا مواصلة نهجها المعيق لأي تسوية سياسية لهذا الملف المفتعل. وأورد الباحث أن قضية الصحراء المغربية أو المشكل المفتعل أوشك على نهايته بإقرار الأممالمتحدة والمنتظم الدولي للحقوق الشرعية للمملكة المغربية على الصحراء. وأوضح الأندلسي أن خيارين لا ثالث لهما أمام الجزائر، إما القبول بمستجدات الملف وتطوراته الأخيرة؛ وهو ما يستلزم من القيادة الجزائرية والجيش الجزائري تغيير "عقيدة العداء للمغرب" للتقليص من خسائرها ذات البعد الإستراتيجي، وهذه فرضية مستبعدة في ظل النظام السياسي الجزائري الحالي. أما الخيار الثاني، وهو الذي يتبناه النظام الجزائري حاليا، وهو "معاكسة أي حل سلمي سياسي للنزاع، على الرغم من كل ما يكلفه هذا الخيار من ميزانيات كان الأولى أن توجه لحل إشكاليات الشعب الجزائري على المستوى الداخلي" أضاف المحلل.