بعد إقبار نظام الباكالوريوس، الذي وُضع خلال الولاية الحكومية السابقة، استعرض عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي الحالي، التوجهات الكبرى للإصلاح البيداغوجي الذي سيشرع في تطبيقه، بشكل تدريجي، ابتداء من الدخول الجامعي 2023/2024. ومن بين مستجدات الإصلاح الجديد الذي يشتغل عليه ميراوي إخضاع الطلبة المقبلين على التسجيل في الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح لاختبار في اللغة، لمعرفة مستواهم اللغوي. وقال وزير التعليم العالي، في ندوة صحافية، اليوم الثلاثاء، إن الهدف من هذا الإجراء "هو أن يكون أبناؤنا ناجحين، لأن إلمامهم باللغات الحية سيمكنهم من فرص الشغل، وسيتيح لهم مجالا أوسع للانفتاح، وسيساهم في جلب الاستثمارات الخارجية للمغرب". ميراوي نأى بنفسه عن الخوض في النقاش المتعلق بإمكانية استبدال اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى باللغة الإنجليزية، قائلا: "نريد أن يتحدث طلبتنا الفرنسية والعربية والإنجليزية، ولغات أخرى لمن استطاع ذلك"، وتابع: "هذا النقاش ليس سياسويا، لأن ما نريده لبلدنا هو أن يكون مثل الدول الأخرى في التعليم العالي، والأهم بالنسبة إلينا هو جودة التعليم العالي وجودة الدبلومات التي يحصل عليها الطلبة". وأضاف الوزير أن الطالب "يجب أن يتمتع بحس مقاولاتي، وأن تكون لديه مهارات ذاتية"، مبرزا أن من بين أهداف الإصلاح الجديد "إعطاء الأمل للطلبة الذين لا يستطيعون الولوج إلى المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود". وتابع المسؤول الحكومي بأن بعض الطلبة الذين لا يُقبلون في المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود "يشعرون بأن حياتهم الدراسية انتهت"، مردفا: "نحن نريد أن نُشعرهم بأن هناك أملا، من خلال خلق مسالك وتكوينات جديدة للاستجابة لمتطلبات سوق الشغل". ومن بين أهداف الإصلاح البيداغوجي الجديد لقطاع التعليم العالي تكوين طلبة متخصصين في التخصصات المطلوبة، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، إذ طلبت وزارة التعليم العالي من الوزارات مدها بمعطيات حول التخصصات التي تحتاج إليها. وأوضح ميراوي أن التخصصات الجديدة ستستجيب لمتطلبات سوق الشغل، وأيضا لحاجيات البلاد، مثل العلوم السياسية، والدراسات الإستراتيجية، والدبلوماسية، والتنمية المستدامة. كما لفت المسؤول الحكومي ذاته إلى أن الغاية من خلق التخصصات الجديدة هي امتصاص العدد الكبير من الطلبة في الكليات ذات الاستقطاب المفتوح. وسيدخل الإصلاح البيداغوجي الجديد حيز التنفيذ ابتداء من شتنبر 2023، غير أن ميراوي قال إن وزارته ستكثف من الآليات الكفيلة بإنجاحه، مثل إحداث منصات تعلم اللغات، ووسائل تكوين الطلبة، وستتعاون مع الجامعات التي تريد الانخراط في هذا الورش انطلاقا من الآن، بما يمهد لإنجاح تنفيذه بعد اكتمال تصوره النهائي، السنة المقبلة.