هاجم الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم المغربي، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واصفا إياه بنعوت قدحية، من قبيل الكفر والسفاهة، لكونه "يحارب الله ورسوله ودينه، وأراد مسخ الهوية الإسلامية للمجتمع المغربي"، وفق تعبير الداعية الإسلامي. ويأتي الهجوم غير المسبوق للشيخ، الموقوف عن إلقاء الدروس بمسجد درب الطلبة بالدار البيضاء، ردا على ما صرح به لشكر بخصوص مطالبته بمراجعة أحكام الإرث، وتجريم تعدد الزوجات، وهو ما وافقته إياه نساء حزبه اللائي طالبن أيضا بالمساواة الكاملة بين الجنسين، وبالحق في الإجهاض. وقال أبو النعيم، في مقطع فيديو بثه على موقع "اليوتوب" وصفحته الخاصة بالفايسبوك، إن حزب الاتحاد الاشتراكي معروف بكفره، وتاريخه تاريخ كفر منذ الخمسينات من القرن الماضي، وذلك في مجالسهم الخاصة والعامة"، مشددا على أن ما نطق به لشكر "كفر بواح وحرب على القرآن والسنة". ولم تقف اتهامات أبو النعيم عند حدود الكاتب الأول لحزب "الوردة"، بل وسع دائرة نعوته وأحكامه "الشرعية" على نساء حزبه اللواتي وصفهن بالبغايا، قبل أن يزيد بالقول "إن هؤلاء الكفار تلامذة المهدي بنبركة، وعابد الجابري، والعروي، وأحمد عصيد، تجاوزوا الحدود". وانتقل الشيخ السلفي، صاحب سلسلة محاضرات بعنوان "تاريخ اليسار المغربي الدموي"، إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس المجلس العلمي الأعلى، وغيرهم من علماء المؤسسات الدينية، ليسألهم بالقول "هل ما قاله لشكر جائز في بلاد المسلمين"، قبل أن يجيب "من قال ليس كفرا فقد ارتد عن دينه، ومن قال كفر فماذا فهل لمواجهة كفر الرجل". وهاجم أبو النعيم، في تدخله الذي وسمه بعنوان "الدر النزيه على لشكر السفيه"، وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية بالمغرب لكونها ارتأت الصمت إزاء ما جاء على لسان لشكر، مخاطبا إياهم "ماذا تريدوننا أن نفعل، نسكت ونأكل ونشرب ونام، فهل هذه قيمة القرآن في قلوبكم". وكأنه يستشرف ردود فعل معينة على مداخلته الجريئة هذه، كرر الشيخ أبو النعيم غير مرة أنه يقول كلمة حق مهما كان الثمن، ولا يخاف لومة لائم، حتى لو أدخل السجون، على حد قول الداعية الذي أوضح بأنه "لا يخرج في احتجاجات حتى لو كانت سلمية، ولكنه من أجل الدفاع عن شريعة الله، فإنه مستعد لأن يُقطع إربا إربا".