فوت المغرب عملية إنقاذ الباخرة النفطية التي جنحت بميناء طانطان، قبل أيام قليلة، وهي محملة بحوالي 5 آلاف طن من الفيول، إلى شركة اسبانية متخصصة، بعد أن "عجزت" محاولات محلية عديدة عن جر الناقلة النفطية، من أجل تفادي كارثة بيئية تهدد سلامة المنطقة. وعلمت هسبريس أن شركة استغلال المواني، مرسى ماروك بالمحمدية، قررت إلغاء عملية إرسال جرار عملاق، يسمى "السلامة 1"، متخصص في إنقاذ البواخر والناقلات البحرية التي تجنح عن مسارها، لجر الباخرة الجانحة، بسبب تجدد إضراب يشنه العديد من الأجراء والعمال بالميناء النفطي بالمحمدية. وقررت إدارة الشركة، وفق مصادر متطابقة تحدثت لهسبريس من داخل الميناء النفطي، العدول عن إرسال جرار "الروموركور"، بعد أن وصل إلى الجرف الأصفر، قبل أن يعود أدراجه من حيث أتت، إذ كان مقررا أن يجر الباخرة الجانحة بميناء طانطان. المصادر عينها قالت إن "التراجع عن هذه العملية، التي كانت ستدر أرباحا تتراوح بين 500 مليون ومليار سنتيم، يعزى إلى استئناف قطاع من عمال ومستخدمي الميناء النفطي الوحيد بالبلاد إضرابهم عن العمل، يومي الجمعة والسبت، ردا على ما اعتبروه تماطلا للإدارة في الاستجابة لمطالبهم. بالمقابل أرجع محمد عثماني، وهو مدير مركزي بالوكالة الوطنية للموانئ، في تصريحات صحفية له اليوم، عدم الاستعانة بجرار الميناء النفطي بالمحمدية، الذي انطلق أول أمس الثلاثاء، إلى "سوء الأحوال الجوية اضطرته للتوقف بالجرف الأصفر، في انتظار إكمال طريقه". وأفاد عثماني بأنه "سيتم جلب جرار من لاس بالماس الاسبانية، تصل قوته إلى 16 ألف و500 حصان، اليوم الخميس، وجلب خمسة خبراء من هولندا سيصعدون على متن الباخرة، بالاستعانة بمروحية يسخرها الدرك الملكي". وكان جراران قادمان من أكادير وطرفاية، وجرار ثالث يوجد بميناء طانطان، تصل قوتها الإجمالية إلى حوالي ستة آلاف حصان، قد أقدمت على محاولة إنقاذ الباخرة الجانحة بميناء طانطان، غير أن العملية لم تكلل بالنجاح. ويرتقب وصول سفينة جر عملاقة من اسبانيا إلى ميناء طانطان، للقيام بعملية سحب الباخرة الجانحة، وهو ما يعني تحول المبالغ المالية الناجمة عن القيام بهذه العملية إلى الطرف الاسباني، عوض حيازتها من لدن الجانب المغربي. وكانت باخرة قد علقت، الاثنين الماضي، في جرف صخري بمدخل ميناء طانطان، وهو الذي يسميه البحارة المحليون "مدخل الموت" لوعورته وخطورته. وحاولت مجموعة من الفرق المحلية إفراغ حمولة السفينة، إلا أن جميع الجهود المبذولة حينها باءت بالفشل.