تجاوزت التساقطات المطرية التي شهدها المغرب خلال الأيام الأخيرة من شهر مارس المنصرم كمية التساقطات المسجلة من شهر شتنبر إلى غاية منتصف شهر فبراير الماضيين، بنسبة الضعف. وبلغت نسبة التساقطات المطرية المسجلة خلال شهر مارس الماضي، 6365 ملمترا؛ في حين أن كميات التساقطات من شهر شتنبر إلى فبراير لم تتعد 2976 ملتمترا، وفق المعطيات التي قدمها نزار بركة، وزير التجهيز والماء. وأوضح بركة، في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أن التساقطات المطرية الأخيرة كان لها وقع إيجابي على الفرشة المائية وعلى الفلاحة، حيث مكنت من إنقاذ الموسم الفلاحي فيما يرتبط بالزراعات الربيعية. ويُتوقع أن تمكن التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة في شهر مارس من إنقاذ مليون هكتار من الزراعات الربيعية؛ ما سيجعل الموسم الفلاحي الحالي أحسن مما كان متوقعا، بعد تأخر التساقطات المطرية، غير أنه سيكون، عموما، أقل من المتوسط، حسب بركة. وانعكست التساقطات الأخيرة على حقينة السدود، حيث بلغت 5 مليارات و532 مليون متر مكعب؛ بينما كانت في حدود 5 مليارات و200 مليون متر مكعب في شهر فبراير، بنسبة ملء إجمالي بلغت 34.3 في المائة. وأفاد وزير التجهيز والماء بأن ثلث سدود المملكة تجاوز 50 في المائة، وبعضها وصل إلى مائة في المائة، مشيرا إلى أن تحسن حقينة السدود سيساعد على حل إشكالية ندرة المياه التي تعاني منها عدد من المناطق؛ لكنه استدرك بأن نسبة الملء تظل أقل من السنة الفارطة، حيث بلغت 50.8 في المائة. واعترف المسؤول الحكومي ذاته بأن أزمة المياه سترخي بظلالها على المغرب مستقبلا، قائلا: "علينا أن نتحدث بصراحة مع المغاربة، المغرب سيواجه إشكالية ندرة المياه، وبالتالي لا بد من نهج مقاربة استباقية". ومن بين الإجراءات التي تنكب عليها الحكومة تشييد مزيد من السدود، حيث يُتوقع أن يتم بناء 127 سدا تليا في أفق سنة 2024، إضافة إلى بناء مزيد من محطات تحلية المياه، حيث يُتوقع أن يتم إنشاء 20 محطة، في أفق 2030. وأفاد الوزير بركة بأن تقنية تحلية المياه أصبحت خيارا جيدا بالنسبة إلى المغرب، بحكم استعمال الطاقات المتجددة؛ ما يجعل عملية التحلية أقل كلفة، لافتا إلى أن كلفة تحلية المياه في محطة الداخلة لا تتجاوز 2.5 دراهم للمتر المكعب. وبالرغم من أن المغرب لا يزال يعتمد على السدود من أجل توفير حاجياته من الماء، فإن التوحل يطرح مشكلا كبيرا، حيث يقلص حقينة السدود. وأوضح بركة أن السدود التي يتوفر عليها المغرب كان من المفترض أن توفر 19 مليار متر مكعب؛ لكن التوحل يقلل الحقينة بنسبة 20 إلى 30 في المائة، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد إجراء مسح لمعرفة النسبة الحقيقية لتوحل السدود وستستعين بالتشجير كعامل وقائي للحد من انجراف التربية والحيلولة دون تسرب الأوحال إلى السدود، في إطار شراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات.