أبدى ربع الإسبان موافقتهم على انضمام المغرب إلى الاتحاد الأوروبي في حال طلبها رسميا ذلك، بينما أعرب أكثر من 44% عن استعدادهم لقبول تركيا ضمن الاتحاد. "" وأثارت نسبة الربع الموافقين دهشة سياسيين ووسائل إعلام إسبانية بسبب المشاكل الكثيرة التي تسود حاليا بين المغرب وإسبانيا، ومنها ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وعمليات الصيد البحري. وأظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز "بدائل" الإسباني لاستطلاعات الرأي بالتعاون مع سكرتارية الاتحاد الأوروبي، حول "كيف يرى الإسبان أوروبا سنة 2010"، أن نسبة الإسبان الذين لا يعارضون انضمام المغرب إلى الاتحاد الأوروبي مرتفع بنسبة 1.4% في الجنوب الإسباني عنه في مناطق أخرى من البلاد. وكان المغرب قد تقدم بطلب رسمي، خلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن طلبه قوبل بالرفض، ورغم ذلك ظل المغرب يحظى بمعاملة مميزة من جانب البلدان الأوروبية في مجال الاقتصاد والسياسة. وحول رأي الإسبان في انضمام عدد من البلدان الإسلامية إلى الاتحاد الأوروبي، أفاد الاستطلاع أن هناك تفاوتا ملحوظا بين الذين يرفضون انضمام المغرب للاتحاد، وبين الذين يرحبون بانضمام تركيا. ووصلت نسبة الذين يؤيدون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 44%، بحيث وصل الفارق إلى حوالي 20% بين المغرب وتركيا، بحسب الأرقام التي أظهرها الاستطلاع. مفاجأة وفاجأ قبول ربع الإسبان المستطلعة آراؤهم لانضمام المغرب إلى الاتحاد الأوروبي سياسيين ووسائل إعلام إسبانية؛ حيث كان يعتقد أن نسبة قبولهم ستكون أقل من ذلك بكثير، بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي تسود حاليا بين المغرب وإسبانيا. وكان سكان الجنوب الإسباني، الذي يطلق عليه إقليم الأندلس، يعتبرون أنفسهم متضررين من إيقاف المغرب لاتفاقية الصيد البحري التي منعت مئات من مراكب الصيد الإسبانية من الصيد في المياه المغربية، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل الهجرة غير الشرعية أو تهريب المخدرات. غير مطروح حاليا من جانبه، قال ميجيل أنخيل نافارو، السكرتير العام للاتحاد الأوروبي في إسبانيا: إن انضمام المغرب إلى الاتحاد الأوروبي "غير مطروح حاليا على مائدة المفاوضات، عكس تركيا التي يمكن أن تنضم في وقت قريب إلى الاتحاد". وأضاف نافارو أن نسبة مرتفعة من سكان الجنوب الإسباني عبروا عن قبولهم انضمام المغرب، بزيادة ملحوظة عن الذين تم استجوابهم في باقي مناطق البلاد. وحول انضمام دول مسيحية للاتحاد، أظهر الاستطلاع ازدياد نسبة المرحبين بذلك؛ حيث قال 52.4% إنهم لا يعارضون انضمام أوكرانيا للاتحاد، فيما ارتفعت النسبة إلى 61،4% بخصوص انضمام كرواتيا. المهاجرون في الانتخابات وعلى صعيد متصل، أفاد استطلاع آخر للرأي أجري في منطقة الأندلس بأن قرابة 70% من السكان يؤيدون مشاركة المهاجرين في الانتخابات البلدية. وأظهر الاستطلاع، الذي شمل قرابة 2300 شخص، وأشرفت عليه وزارة الخارجية الإسبانية، أن 68.6% من سكان الجنوب الإسباني في صف مشاركة المهاجرين في الانتخابات البلدية. ويصل عدد المهاجرين المسلمين في إسبانيا إلى حوالي المليونين، أغلبهم من بلدان شمال إفريقيا، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الباكستانيين.