من مؤسّسة الإمام مالك، وهي عبارة عن تنظيم ذو أهداف تربوية ودينية ناشط بقلب العاصمة الدنماركيّة كُوبنهاغن، جاءت محاولة مغاربة في جمع شتات مسجدي السنّة والفتح، قبل 4 سنوات ونيف من الحين، بعدما انفصل منشئوا الأوّل عن مشيدي جمع الثاني نتيجة خلاف دفع المستائين للبحث عن "بديل".. إلاّ أن فشل "المُصلحين" في مسعاهم دفع إلى التفكير في إحداث مؤسَّسة جديدة "تخلق اللُّحمة وتنبذ الفراق" وفق تعابير المبادرين. بناية لذات المؤسسة تستقر الحين فوق عقار من 4680 مترا مربّعا، ويتعلق الأمر ب"منشأة مؤقّتة" في انتظار تشييد "الجامع الكبير" الذي تكفل له القوانين الدنماركية التواجد على 110% من مساحة القطعة الأرضية التي تعادل نصف هكتار وتتوفر على إحدى كبريات شوارع العاصمة.. وبالرغم من الطابع الظرفيّ للبناية المستغلة حاليا إلاّ أنها توفر تواجد مسجد فسيح وآخر أقلّ مساحة، زيادة على مطبخ وبيت ضيافة وفضاء للوضوء وتغسيل الموتَى، وكذا مسجد للنساء وقاعة مطالعة، بجانب مكاتب للتدبير الإداريّ. ذروة أزمات الإسلاموفوبيا بالدنمارك وقفت أمام أصحاب الفكرة حين محاولتهم البحث عن وعاء عقاريّ يحتضن مشروعهم.. ويقُول إبراهيم التّافنِي لهسبريس، بصفته رئيس المؤسّسة، إنّ عراقيل عدّة لاقتها أجرأة المشروع، من بينها عدم موافقة مدبرين محليّين سابقين على الترخيص ببناء مسجد لمؤسسة الإمام مالك بكُوبنهَاغن، فيما ذهب عارضوا عقارات للبيع إلى القيام بمضاعفات في الأثمان حتى لا يتمّ اقتناؤها. "لقد بذلنا جهدا في هذا الأمر، كما أنّ المحسنِين لم يتأخّروا في توفير الأموال المتطلّبة، ومنهم نساؤنا اللواتي أعطين حليَّهنّ الذهبيَة لأجل هذا الغرض، كما لا يفوتني أن أشكر وزارة الأوقاف المغربيّة التي ساهمت معنا بمبلغ 700 ألف أورُو، وهو مبلغ غير يسير، لنتمكّن من شراء البقعة الأرضيّة" يورد التافني قبل أن يزيد: "أمسيَّة افتتاح المنشأة كانت أيضا في يوم مشهود تمكّنا خلاله من جمع مليون كرُون كتبرّعات". ونفَى رئيس مؤسَّسة الإمام مَالك أن تكون "جهات رسميَّة خليجيَّة" قد موّلت قسطا من المشروع، مشدّدا على أنّ وزارة الأوقاف المغربيَّة تبقَى الوحِيدة التي أقدمت على هذه الخطوة.. "جالسنا حينها مسؤولي الوزارة، ولم تكن لديهم أي شروط، ولم يطلبوا غير الاعتناء بالشباب المغاربة والابتعاد عن الإرهاب والحذر من المدّ الشيعيّ" يضيف التّافني بذات التصريح لهسبريس. الاشتغال الهندسي، المدعوم كذلك من لدن وزارة أحمد التوفيق تقنيّا، ينحو صوب البصم على معلمة عمرانية ببصمات مغربيَّة في قلب الدنمارك.. وبالرغم من ذلك فإنّ الأرقام التي تتوفر عليها مؤسسة الإمام مالك تقول إنّ عدد مؤدّي شعيرة الجمعة يصل إلى 1000 شخص، مقابل 5000 آلاف أثناء صلاة كلّ عيد، زيادة على تدريس القرآن واللغة العربيَّة والتربية الإسلامية ل80 من الأطفال، واشتغالات مع شابات راغبات في تعلم العربية، وأخريات يتعاطين مع تدريس لأمور الدين باللغة الدنماركيّة، وأنشطة لمحو الأميّة. "قد يقول البعض إنّ طموحنا كبير فمن أين سيأتيه المال، وهنا أردّ بالتشديد على أنّ شقتنا كبيرة في النّاس بهذه البلاد وخارجها.." يورد إبراهيم التافني الذي أقرّ بأنّ عددا من المسؤولين الحكوميّين المغاربة قد زاروا المرفق، كان آخرهم الوزيران عبد العزيز الرباح والحبيب الشوباني، وقد سبقهما إلى التنقل صوب مؤسسة الإمام مالك المنتخب الوطني المغربي للدرجات حين مشاركته ببطولة العام. الطموح حاليا يسير، وسط المدبرين بمؤسسة الإمام مالك، في اتجاه البحث عن سبل توفير الرعاية مستقبلا لمسنين مغاربة جعلتهم الظروف نزلاء بمراكز خاصة بهذه الفئة، دون أن يتأقلموا مع أساليب التكفل بهم لاعتبارات متصلة بالعادات المغربيَّة والإسلاميَّة.. وكذا يتم التفكير في تأسيس مدرسة بطاقة استيعابية أقلها 200 تلميذ.. بينما يبقى الرهان الأكبر للمؤسسة هو الانفتاح أكثر على المحسنين وذوي الأريحيَّة لأجل توفير مساهمات تساعد في تحقيق الشكل النهائي ل"المسجد المغربيّ الحُلم" بكُوبنهَاغن. المختار زريوح، عضو الهيئة الإدارية للمسجد، قال: "تحصّلنا على أوّل ترخيص تشييد من بلديَة كُوبنهاغن يحمل عبارة مَسْجِد، في حين رخّص لسابقينا باستعمال لمسمى المركز الثقافي كمصطلح تقنيّ، ونعمل على تجديد هذا الترخيص منذ العام 2003 أمام خوف من طول المساطر قد يحرمنا من إذن التشييد اعتبارا لتقلبات السياسة ونتاجات الانتخابات، ونامل في تجهيز التصميم النهائي للمسجد الجامع في أقرب وقت".. ووفقا لزريوح، بتصريحه لهسبريس، فإنّ الطموح يبقى مقرونا بكسب مسجد قادر على استقبال 2000 من المصلين بداخله.. زيادة على مرافق خاصة بالمؤتمرات، ومكتبتين أولاهما إلكترونية والثانية تقليدية، إضافة لمطعم كبير وفضاءات للرياضة وأخرى تجارية للإيجار هدفها ضمان موارد مالية يستفاد منها.