تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت على مواضيع أبرزها إطلاق سراح المعارض ورجل الأعمال الروسي خودوركوفسكي، والوضع في جنوب السودان، ونتائج القمة الأوروبية ببروكسيل، وقانون الإجهاض في اسبانيا. ففي ألمانيا، تناولت الصحف في تعليقاتها قرار إطلاق سراح رجل الأعمال والمعارض الروسي ميخائيل خودوركوفسكي بموجب عفو أصدره الرئيس الروسي فلادمير بوتين، حيث كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) في تعليقها أن الملياردير وصاحب الإمبراطورية النفطية السابق ، لم يكن فقط أغنى رجل في روسيا، لكن أيضا أكبر خصم للرئيس بوتين، وهو معارض عنيد من أجل الديمقراطية، مشيرة إلى أنه مازال قادرا على التحرك رغم السنوات التي قضاها في السجن حيث الحياة صعبة. واعتبرت أن العفو عن خودوركوفسكي وإطلاق سراحه مؤشر على أن ضغوطات مورست على الحكومة الروسية للقيام بهذه الخطوة. أما (زاخسيشن تسايتونغ) فكتبت أن " فلاديمير بوتين يحصل دائما على ما يريد خاصة بعد تلقيه لطلب العفو من خودوركوفسكي ، الذي يعتبر واحدا من أكبر أعدائه بعد قضائه عشر سنوات في السجن، واسترجاع حريته رسميا، معتبرة أن القرار صفقة جيدة. وأضافت الصحيفة أن قضية خودوركوفسكي كانت منذ البداية "مهزلة" انحاز فيها القضاء الروسي ضده وظلمه لدوافع سياسية. من جانبها اعتبرت صحيفة (نوي بريسه) أن عفو الرئيس بوتين عن خصمه خودوركوفسكي ، لأن هذا الأخير لم يعد يشكل خطرا عليه حتى أنه سمح له بمغادرة البلاد إلى ألمانيا، لأن الرئيس ، تقول الصحيفة، يدرك جيدا أن أي محاولة لتوجيه السهام من خصومه ستكون لها عواقب وخيمة. وترى الصحيفة أنه على الرغم من انتقاد الحكومات الغربية لروسيا بسبب القمع الواسع النطاق للمعارضة ، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاقتصادية مع موسكو فإن المصلحة هي التي تكون لها الكلمة. وفي فرنسا، اهتمت الصحف هي الأخرى بالعفو الذي منحه الرئيس الروسي لمعارضه الرئيسي خودوركوفسكي، حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن روسيا التي تستعد لاحتضان الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير القادم بسوتشي، تحاول تجاوز حالات سوء الفهم الصارخة مع العالم الغربي الذي ينظر إليها كبلد معادي للحريات وحقوق الإنسان. واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر لا يجعل من روسيا ، حسب التصور الغربي، أرضا للديمقراطية والحريات ،مشيرة إلى أن فلاديمير بوتين لا يبحث عن محاكاة أوروبا والولايات المتحدة وجعل بلاده على شاكلتهما ،بل يعتزم فرض بلاده كدولة قوية، ناجعة وعصرية ، يكون لها تأثير واسع. من جهتها أكدت صحيفة (لوموند) أنه يتعين إدراك معنى هذا العفو، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي "ليس مدفوعا بهاجس ديمقراطي مفاجئ " بل يرغب في إنجاح أحد أكبر مشاريعه الشخصية المتمثل في الألعاب الأولمبية الشتوية، وتجنب أية مظاهرات قد تذكر بطريقة حكمه لروسيا. وفي روسيا، تناولت الصحف مواضيع كان أهمها المشاورات الجارية بين الولايات المتحدةوالصين بشأن صياغة موقف موحد من كوريا الشمالية لعدم استقرار الأوضاع هناك، بعد إعدام قريب الرئيس جانغ سونغ تيك، حيث كتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) بهذا الخصوص أن مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، تناقلت استنادا إلى مصدر دبلوماسي في واشنطن أخبارا عن هذه المشاورات. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن توصل الولايات المتحدة إلى تفاهم مع الصين بشأن كوريا الشمالية سيشكل عقبة حقيقية أمام بيونغ يانغ، لأن "للدولتين مصالح في المنطقة"، وهذا سيؤدي، تقول الصحيفة ، إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية واستقرار الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية إلا أن "هناك من يشك في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين". من جانب آخر، واصلت الصحف اهتمامها بمضامين المؤتمر الصحفي السنوي الموسع الذي عقده بوتين، فذكرت صحيفة "فيدوموستي" في تعليقها بأن الرئيس الروسي مازال كما في السابق يعتبر الليبراليين والمعارضة (الغير ممثلة في البرلمان) الخصم الرئيسي للسلطة، ويعتبر معقل هذه السلطة وحصنها المنيع الأحزاب القديمة والقوى المحافظة في البلاد. وأضافت الصحيفة أن بوتين نصح خلال المؤتمر ، الليبراليين بأن لا يحاولوا احتكار الحقيقة، وأن لا يعتبروا أنفسهم المرجع الأخير لها ،مؤكدا على ضرورة الالتزام بالقواعد القانونية. وبإسبانيا، أولت الصحف الصادرة اليوم اهتماما خاصا لمشروع قانون تقييد الإجهاض الذي صادقت عليه الحكومة أمس والذي نددت به المنظمات النسائية وتيار اليسار في البلاد. وكتبت صحيفة (إلباييس) تحت عنوان "الحكومة توافق على الإصلاح الأكثر تقييدا للديمقراطية"، أن وزير العدل البرتو رويز غالاردون قدم أمس قانون الإجهاض الجديد الذي يلغي قانون 2010 الذي اعتمدته الحكومة الاشتراكية، وكان يسمح بالإجهاض لغاية 14 أسبوعا، و 22 أسبوعا في حال تشوه الجنين. وأضافت اليومية أن الأمر يتعلق بالقانون "الأكثر تقييدا مقارنة بقانون 1985"، مشيرة إلى أنه "بهذا الإصلاح، فقدت النساء الإسبانيات الحق في إنهاء الحمل طوعا خلال الأسابيع ال14 الأولى كما هو جاري به العمل في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي". من جهتها قالت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوان "الحزب الشعبي ألغى إصلاح ثاباتيرو" إن حكومة ماريانو راخوي المحافظة "أعادت إلى الأذهان قانون 1985 بإلغائها الإجهاض الحر إلى غاية الأسابيع ال14 الأولى من الحمل". وبدورها ذكرت صحيفة (إلموندو) أن القانون الجديد، الذي اعتمده أمس الجمعة مجلس الوزراء، يشترط "تصديق طبيبين على المخاطر النفسية على الأم"، مشيرة إلى أنه سيمكن النساء من الإجهاض فقط عند توفر تقريرين لطبيبين نفسيين. وأضافت اليومية أنه بموجب القانون الجديد، سيتعين على القاصرات (16 و17 سنة) الحصول على "إذن" والديهما لإجراء عملية إجهاض، مشيرة إلى أن القانون المقبل أثار ردود فعل المنظمات النسائية واليسار، بينما "باركه" مناصرو النص الجديد. أما (لا راثون) فكتبت تحت عنوان "انتصار الحياة" أن القانون الجديد ينص على الترخيص بالإجهاض في حالتين محددتين هما أن الإجهاض ضروري بسبب مخاطر كبيرة على حياة المرأة أو على صحتها البدنية أو العقلية، أو عندما يكون الحمل نتيجة جريمة اغتصاب. وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على تداعيات قضية الشقيقتين الإيطاليتين إليزابيثا وفرانسيسكا غريلو، الموظفتين السابقتين لدى نجمة برامج الطبخ البريطانية نايجيلا لاوسون وطليقها شارلز ساتشي رجل الأعمال الشهير. وأشارت وسائل الإعلام البريطانية، على اختلاف توجهاتها، إلى الاتهامات التي وجهت للشقيقتين الإيطاليتين بتبديد 820 ألف أورو من أموال مشغلتهما السابقة من أجل اقتناء ملابس فاخرة ورحلات ترفيهية باهظة التكاليف، قبل أن يصدر القضاء أمس الجمعة حكمه ببراءتهما من تهمة الاختلاس والتزوير. وكتبت صحيفة (التايمز) عن القضية التي استمرت ثلاثة أسابيع والتي تحولت إلى ساحة لتوجيه الاتهامات إلى نايجيلا لاوسون (53 سنة) النجمة التلفزيونية التي تحظى برامجها بمتابعة ملايين المشاهدين من هواة الطبخ عبر العالم. وأشارت الصحيفة إلى موجة الغضب العارمة التي انتابت نايجيلا لاوسون بعد الإعلان عن براءة الموظفتين السابقتين لديها واللتين كانتا مكلفتين بمساعدتها في مجال التدبير المنزلي. وخصصت صحيفة (الغارديان)، حيزا مهما لهذه القضية، ولاسيما لاعتراف النجمة التلفزيونية الشهيرة أمام القاضي بتعاطي الكوكايين وهو ما تسبب في إثارة نقاش إعلامي على نطاق واسع. وسلطت (الديلي تلغراف) من جانبها الضوء على الخسائر الناجمة عن الكشف عن جانب من الحياة الخاصة للنجمة التلفزيونية، والتي اشتهرت بتقديم عدد من البرامج المخصصة للطبخ على القنوات التلفزيونية البريطانية متسائلة عن المستقبل المهني للاوسون والمشاكل التي يمكن أن تقع فيها مع العدالة بعد اعترافها بتعاطيها المخدرات مرات عديدة. وفي هولندا ،اهتمت الصحف بشكل خاص بالوضع في جنوب السودان حيث أطلقت العديد من الدول الغربية عمليات إجلاء لرعاياها ، وبالإنجازات الكبرى للرئيس الروسي بوتين التي جعلت منه رجل سنة 2013 . وكتبت صحيفة (فولكس كرانت) أن عددا من البلدان، بما فيها هولنداوألمانياوإيطاليا أجلت مواطنيها من جنوب السودان، مضيفة أن هولندا أجلت أمس على متن طائرة عسكرية أكثر من 80 شخصا من ضمنهم 40 هولنديا. وأشارت الصحيفة إلى أن البلاد على شفا حرب أهلية بينما خرجت لتوها من صراع دموي مع الجارة شمال السودان، مبرزة القلق الكبير للمجتمع الدولي حول الوضع الهش في البلاد. أما صحيفة (تراو) فاهتمت من جانبها بإنجازات الرئيس بوتين سنة 2013 ، مشيرة تحت عنوان '' بوتين يستغل كل الفرص ليصبح رجل سنة 2013 '' إلى أن السنة المنتهية بدون شك سنة بوتين الذي أظهر '' قوته السياسة" من خلال مبادرته في الصراع السوري والانتصار الذي حققه في الآونة الأخيرة في مواجهة الاتحاد الأوروبي بخصوص قضية أوكرانيا. من جهة أخرى، اهتمت الصحف بتوقيع بوتين لمرسوم العفو على خصمه ميخائيل خودوركوفسكي بعد قضائه عدة سنوات في السجن بتهمة الاحتيال والاختلاس ، وكذلك بالجدل القائم حول عقد مؤتمر جنيف الثاني في ضوء الاختلافات في وجهات النظر من قبل الأطراف المعنية. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بقرار المحكمة الدستورية ، الذي ألغى أحد الأهداف الرئيسية لخفض النفقات المدرجة في ميزانية 2014 ، لتزيد من صعوبة الوضع على رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلهو، لتحقيق الأهداف المتفق عليها مع الدائنين الدوليين للبلاد. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس ) أن حكومة بيدرو باسوس كويلو التزمت بالعثور بسرعة على بديل للإجراء الملغى من قبل المحكمة الدستورية والقاضي بخفض بما يقرب 10 في المائة من معاشات موظفي الحكومة السابقين الذين يتقاضون أكثر من 600 أورو شهريا . وأضافت الصحيفة أن التزام رئيس الوزراء بالتسريع في إيجاد تدابير بديلة لقيت ترحيبا كبيرا من قبل رئيس (يوروغروب) يروين ديسيلبلويم. أما صحيفة (بوبليكو) فلاحظت أن رئيس الحكومة رفض ضمنا زيادة الضرائب ، لأن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يضر بالانتعاش الاقتصادي ويقوض الجهود المبذولة حتى الآن من قبل البرتغاليين. وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ، عبرا عن ثقتهما في قدرة الحكومة البرتغالية على رفع التحدي. وفي إيطاليا، ركزت الصحف اهتمامها على مشروع قانون المالية برسم 2014 الذي تمت المصادقة عليه يوم أمس الجمعة في مجلس النواب حيث صوت 350 نائبا لصالحه مقابل 196 ضده ، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ سيصوت الاثنين المقبل على هذا النص الذي أثار جدلا واسعا في الساحة السياسية لمدة شهرين. وسلطت (كورييري ديلا سيرا) الضوء على العديد من التعديلات التي أدخلت على النص الأصلي متسائلة عما إذا كانت تغييرات أخرى تلوح في الأفق. وأضافت الصحيفة أنه بعد احتجاجات رؤساء البلديات ضد التخفيضات في الميزانية المخصصة لهم ، بل وهددوا حتى برفع الأمر إلى المحكمة، قررت الحكومة التراجع عن هذه الخطوة ومنح البلديات الجزء الخاص بهم من الأموال التي حرموا منها على خلفية هذا القانون. من جانبها، أشارت صحيفة (المساجيرو) إلى أن النص صادق عليه مجلس النواب بعد صعوبات كثيرة اعترضته، مشيرة إلى أن حزب برلسكوني '' فورزا إيطاليا " قاطع التصويت. وفي بلجيكا ، اهتمت الصحافة بنتائج القمة الأوروبية التي أنهت أشغالها يوم أمس الجمعة في بروكسل وخاصة إخفاق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند في الحصول على الدعم الأوروبي للتدخل العسكري الذي يقوده بلاده منذ 5 دجنبر الجاري في إفريقيا الوسطى. وتحت عنوان "هولاند سيظل وحيدا في إفريقيا الوسطى" كتبت صحيفة (لوسوار ) أن قرارا بشأن تدخل محتمل للاتحاد الأوروبي في جمهورية إفريقيا الوسطى لم يتخذ في القمة الأوروبية وحول تقديم الدعم الأوروبي لفرنسا لن يتحدد قبل شهر. وقالت الصحيفة إن أي أحد في القمة الأوروبية تحمس لهذه الخطوة "المجنونة" وسارع لتقديم يد المساعدة لفرنسا في إفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن القمة انتهت دون أن يتمكن الرئيس الفرنسي من الحصول على الدعم الذي تمناه حول جمهورية إفريقيا الوسطى من قبل شركائه الأوربيين.