تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على مواضيع أبرزها القانون المقيد للإجهاض بإسبانيا، والجدل الدائر ببريطانيا حول سياسة الهجرة التي يدعو إليها حزب المحافظين الحاكم، ونجاح أول عملية في العالم لزرع قلب اصطناعي لمريض فرنسي والإفراج عن الملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي. ففي إسبانيا، تركز اهتمام أبرز الصحف حول الجدل الدائر بشأن مشروع القانون الجديد المقيد للإجهاض، الذي صادقت عليه حكومة المحافظين مؤخرا، والذي أخذ بعدا دوليا بعد الانتقادات التي تعرض لها من فرنسا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، أن وزير العدل الإسباني، ألبرتو رويز غالاردون، رد على تصريحات الوزيرة الفرنسية لحقوق المرأة، نجاة فالو بلقاسم، مؤكدا أن "طروحات الاشتراكيين حول الإجهاض متجاوزة"، مضيفا أن الأمر يتعلق ب"موقف أقلية". وذكرت اليومية أن بلقاسم أعربت، في رسالة وجهتها لغالاردون، عن "قلقها العميق" حيال مصادقة إسبانيا على مشروع قانون يلغي الحق في الإجهاض، مضيفة أن القانون الإسباني الجديد جاء، بحسب الوزير، نتيجة نقاش في أوروبا وأن العديد من البلدان ستعيد النظر في تشريعاتها وتحذو حذو إسبانيا في هذا المجال. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، والمقربة من الحزب الاشتراكي المعارض، بموقف فرنسا، وما قالته بلقاسم من "إنه أمر فظيع رؤية بلد كإسبانيا، الذي بات في السنوات الأخيرة مرجعا بالنسبة للذين يناضلون ضد العنف ضد المرأة (...)، يسير نحو التخلي عن الحق في تصرف الفرد في جسده". كما ذكرت هذه اليومية، في السياق ذاته، بتراجع عدد حالات الإجهاض في إسبانيا بنسبة 5 في المائة في سنة 2012 وذلك بفضل القانون الجاري به العمل، داعية الحكومة إلى تصحيح وتعديل، وفي حينه، عددا من الأحكام الواردة في مشروع القانون الجديد. وفي بريطانيا، سلطت الصحف اهتمامها على الجدل الذي يحيط بسياسة الهجرة التي يدعو حزب المحافظين الحاكم إلى اعتمادها والتدابير التي أعلن عنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أجل الحد من تدفق المهاجرين من رومانيا وبلغاريا. وكتبت صحيفة (الدايلي تلغراف)، عن تصريحات وزير التجارة والمقاولات الصغرى، فينس كيبل، القيادي في حزب الليبراليين الديمقراطيين، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، والتي انتقد فيها توجه لندن نحو منع المهاجرين الأوروبيين من الحصول على بعض المساعدات الاجتماعية، ولاسيما التعويضات عن البطالة، إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من استقرارهم ببريطانيا. وأوضحت الصحيفة أن هذه التدابير تستهدف مهاجري رومانيا وبلغاريا، اللتين انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2007 ، غير أن رعاياهما لن يستفيدوا من حرية تنقل العمال إلا مع حلول سنة 2014، مشيرة إلى تباعد وجهات النظر بين الحزبين الشريكين في الحكومة بخصوص ملف الهجرة، مما يهدد بإشعال نيران التوتر داخل صفوف الأغلبية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الاندبندنت) عن التصريحات النارية لفينس كيبل المعارضة للتدابير التي أعلن عنها ديفيد كاميرون الذي يخشى من تدفق المهاجرين الراغبين في الاستقرار بالمملكة المتحدة ابتداء من سنة 2014، وهو ما قد يحد من النمو الاقتصادي بسبب زيادة التكاليف والمعونات الاجتماعية. وأشارت الصحيفة إلى التزام نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين بعرقلة كل مشروع أو إجراء يسعى لتقييد تدفق مهاجري دول الاتحاد الأوروبي، مبرزة أن التدابير التي أعلن عنها ديفيد كاميرون تسعى فقط إلى الحصول على دعم حزب استقلال المملكة المتحدة (اليميني المتشدد) خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ووصفت صحيفة (الغارديان)، من جانبها، الإجراءات التي يقترحها المحافظون ب"الانتخابوية"، مشيرة إلى أنهم يريدون تحديد سقف لعدد المهاجرين الأوروبيين نحو المملكة المتحدة. وأوضحت في معرض تطرقها إلى تصريحات نيك كليغ أن هذه التدابير تتناقض مع قوانين الاتحاد الأوروبي ولا مجال لتطبيقها. أما في فرنسا، فتطرقت الصحف لنجاح أول عملية في العالم لزرع قلب اصطناعي لمريض فرنسي، حيث كتبت صحيفة (ليبيراسيون) أن زرع هذا القلب المستقل بذاته يفتح المجال لإجراء عمليات أخرى، مشيرة إلى أنه يبدو أن العملية جرت في أفضل الظروف سواء بالنسبة للمريض أو الشركة التي صممت القلب. وأضافت أن العملية تشكل إنجازا تكنولوجيا يعد ثمرة موهبة جراح فرنسي كبير للقلب. ومن جهتها، اعتبرت (لوفيغارو) أن نجاح هذه العملية التي تشكل انتصارا من أجل الحياة وأملا لمرضى القلب، أنست الأزمة التي تمر منها فرنسا في هذه المرحلة، مضيفة أن هذه الجوهرة التكنولوجية هي منتوج فرنسي مائة في المائة. وأضافت أن فرنسا تتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال البحث الطبي، لكنها غير مستغلة بما فيه الكفاية، معتبرة أن هذا الإنجاز كان حلما قبل أن يصبح واقعا بفضل المهارة والتضحية، والعمل المتواصل. وفي روسيا لا يزال خبر الإفراج عن الملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي وتصريحاته الأولى تحتل مكانة الصدارة في الصحف الرئيسية الروسية، فصحيفة (كوميرسانت) تعتقد أن "خودوركوفسكي الذي أطلق سراحه "لن يؤثر في السياسة الداخلية"، مضيفة أنه من الناحية العملية لا تراود أي أحد الشكوك في أن خودوركوفسكي "سيصبح زعيما للرأي العام". ومن جهتها، كتبت صحيفة (ازفستيا) أنه "ينبغي تقديم التهنئة الى خودوركوفسكي كإنسان حي وذي جاذبية بمناسبة صدور العفو الرئاسي عنه والإعراب عن الابتهاج لذلك. لكن خودوركوفسكي، كشخصية درامية من الطراز الشكسبيري، قد خسر على الأغلب في الوعي العام، لدى الإفراج عنه قبل الأوان. وقالت صحيفة (فيدوموستي) "الآن وبعد الإفراج عن خودوركوفسكي يجمع المستثمرون والاقتصاديون وأصحاب البنوك وحتى الموظفون كلهم تقريبا على أن هذا لن يؤثر على الجاذبية الاستثمارية لروسيا". ونشرت صحيفة (نيزافيسميايا غازيتا)، تحت عنوان "الكرملين لا يخاف خودوركوفسكي كرجل سياسة"، آراء الخبراء بصدد قرار الكرملين الإفراج عن خودوركوفسكي بقولهم إنه لم يعد يشكل خطرا على السلطة. وحتى إذا ما غير خودوركوفسكي قراره فإن من شأن ذلك أن يعزز مواقع فلاديمير بوتين. وفي موضوع آخر، وتحت عنوان "جامعة الدول العربية ترفض خطة وزير الخارجية الأمريكي"، تحدثت نفس الصحيفة عن دعم وزراء الخارجية العرب، خلال لقائهم بالقاهرة، لموقف السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن التسوية الشرق أوسطية، مبرزة أنهم لم يوافقوا على نشر قوات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ورفضوا خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تماما.