قال السفير التركي بالرباط، أوغور ارينار، إن "تركيا والمغرب دولتان أختان، علاقاتهما تعود لقرون وليست حديثة، ولا توجد أية مشكلة سياسية بين البلدين". جاء ذلك في كلمة تقديمية لمحاضرة ألقاها الباحث التركي، برهان كورأغلو مساء الثلاثاء، بالعاصمة الرباط، في موضوع "العلاقات المغربية التركية بين الأمس واليوم". وأضاف السفير التركي أن "هناك الكثير مما يجمع بين المغرب وتركيا، فهناك الدين المشترك والثقافة الأصيلة للدولتين"، مضيفا أن "تركيا والمغرب دولتان غنيتان ثقافيا، دولتان متوسطتان تبحثان عن السلم في المنطقة والعالم". وأشاد السفير التركي بالتحولات التي جرت في المغرب في اتجاه تعزيز الديمقراطية بالبلاد، كما أشاد بالدستور المغربي لسنة 2011 واعتبره رائدا في المنطقة. وذكر بالزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين، آخرها زيارة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، للمغرب في يونيو/تموز الماضي. أما المحاضر برهان كورأغلو، من جامعة باهجي شهير باسطنبول، فقال إنه "يجب الرجوع إلى مئات السنين حتى نفهم ثقافة المجتمعين المغربي والتركي"، مشيرا إلى أن "المغرب وتركيا دولتان قويتان حافظتا على الإسلام، ولو لم يكن المرابطون والموحدون أقوياء في المغرب لسقط الإسلام في المنطقة بسقوط الأندلس". وأضاف أنه مع "دخول الأتراك للإسلام أصبحوا خداما للإسلام، فالأتراك بعصبيتهم وبما تعلموه من الإسلام أصبحوا في صدارة الدول الإسلامية على مر التاريخ، ذلك أن محاسن الأتراك التقت مع محاسن الإسلام فأصبحت تركيا دولة مشرفة للعالم الإسلامي"، حسب تعبير المتحدث. وأشار الباحث التركي إلى أن "تركيا استفادت عندما رجعت إلى جغرافيتها الأصلية الشرق الأوسط وإفريقيا"، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه مع ذلك "فعلاقات تركيا مع الغرب إلى اليوم تبقى جيدة"، مضيفا أنه إذا "أرادت تركيا القيام بدور في إفريقيا الغربية فلا بد لها أن تقوم به بوساطة وشراكة مع المغرب". وقال كورأغلو إن "الدول التي لها إرث إمبراطوري مثل تركيا والمغرب يجب أن تراعي هذا الأمر في علاقاتها الدولية". ونوه المتحدث إلى أن "تركيا استطاعت أن تقوم بمصالحة مع تاريخها، والاستفادة من نتائج العصر الحديث للقيام بثورة هائلة في 20 سنة الأخيرة، في التعليم والاقتصاد والمجتمع المدني"، مضيفا أنه "لابد من فعل في التاريخ للخروج من روحية الكسل التي أصابت العالم الإسلامي". وفي المجال الثقافي، قال كورأغلو إن "هناك مفكرون في المغرب يتميزون بالعمق في التفكير، وعزى هذا الأمر إلى عمق الثقافة الإسلامية في المغرب، وتأثير الثقافة الأندلسية، وأثر المواجهة المباشرة مع الغرب"، مضيفا أن "الشهرة التي نالها المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري مثلا، في تركيا لا تقل عن شهرته في العالم العربي". وقال إن "تركيا قامت بالإصلاحات في عهد الدولة العثمانية عندما شعرت بالأزمة والتحدي الحضاري الذي كان يمثله الغرب، وكذلك فعل المفكرون المغاربة الكبار في المجال الفكري". وبين أن "المنافسة بين الجامعات التركية أحدثت ثورة في مجال التعليم". عبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط (أقدم المؤسسات الجامعية في المغرب)، اختار أن يبدأ حديثه بمقولة نسبها إلى السلطان العثماني عبد الحميد الأول تقول "المغرب وتركيا روحان في جسد واحد"، وأضاف أن الجسد هو "الأمة الإسلامية والروحان هما الدولتان المغربية والتركية". وأشاد بنحادة بالتقدم الحاصل في تركيا وقال إن "تركيا نموذج يحتذى في المجالات الإقتصادية والثقافية، وأساسا في التعليم الجامعي وبناء الجامعات، وبناء فكر جامعي حر"، داعيا إلى تعزيز العلاقات المغربية التركية. وأشار بنحادة إلى توقيع جامعة محمد الخامس بالرباط لاتفاقية تعاون وتبادل الخبرات المعرفية مع جامعة باهجي شهير، وإحداث معهد يونس ايمرة لتعليم اللغة والدراسات التركية. كما أشار عميد كلية الآداب، إلى إحداثه بمعية زميل له تكوين خاص بالدراسات التركية بكلية الآداب منذ سنة 1987 تخرج منه عدد كبير من الطلاب.