تعميق أواصر التقارب بين الأكاديميين والإعلاميين المغاربة ونظرائهم الكويتيين تتواصل بالرباط فعاليات الأيام الإعلامية والثقافية الكويتية بالمغرب التي تنظمها وزارة الإعلام تحت إشراف سفارة الكويت لدى الرباط بالتعاون مع جامعة محمد الخامس-أكدال وتستمر حتى 27 أبريل الجاري. وأشاد سفير دولة الكويت لدى المغرب شملان عبد العزيز الرومي بالتعاون المثمر والبناء بين الشعبين الكويتي والمغربي في شتى المجالات الذي جعل البلدين منارتين في الشرق العربي والغرب الإسلامي للفكر النير والإبداع الجميل والفن الراقي والأدب الرصين ونموذجا لما يجب أن يكون عليه التعاون بين الدول العربية. وأبرز الرومي القواسم المشتركة للشعبين الشقيقين التي تستمد أصولها من ثقافة الصحراء المجبولة على فطرية الأحاسيس والمشاعر والتي بنى البلدان من خلال صدقها علاقاتهما الممتازة التي ما تفتأ تتطور نحو الأرقى والتعاون الأمثل.. وأشاد بمبادرة وزارة الإعلام لتنظيم الأسبوع الإعلامي بالمغرب في واحدة من أعرق الجامعات المغربية والعربية مشيرا إلى أن فعالياته سيكون لها اثر بالغ في تعميق أواصر التقارب بين الأكاديميين والإعلاميين الكويتيين ونظرائهم المغاربة وفتح أفق أوسع في وجه الطلبة وعموم المثقفين من البلدين للاستفادة من التجارب الجيدة التي عززها التعاون الثنائي الثقافي والإعلامي بين الكويت والمغرب. وقال انه «لا يخامرنا أدنى شك بنجاح هذه الفعاليات بفضل تضافر كل الجهود الخيرة وآمل أن يحقق هذا اللقاء الثقافي التطلعات المنشودة في تمتين وشائج الأخوة الصادقة بين البلدين الشقيقين» وأن يبرز بعض الجوانب المضيئة في نهضة الكويت الحديثة التي فرضت اسم بلد صغير اسمه الكويت على خريطة الدول الكبرى العظيمة بتاريخها وحضارتها وعبقرية شعبها وانجازاته الضخمة لصالح الإنسان وتنميته عبر العالم. من جهته عبر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس-أكدال بالرباط عبد الرحيم بن حادة عن تقديره لمبادرة تنظيم أسبوع إعلامي ثقافي كويتي بالمغرب الذي تجمعه بدولة الكويت وشعبها أكثر مما يفرقهما من قيم ومثل تستمد روحها من القواسم الثقافية والحضارية المتمسكة بالتراث والمعتزة بالقيم الإنسانية العالمية التي تمجد الإبداع والابتكار. وأكد بن حادة اهتمام الأكاديميين والمثقفين والأساتذة الباحثين وطلبة الجامعات المغربية بكل ما تنشره المطابع الكويتية وما يصدر عن المؤسسات الإعلامية والثقافية في دولة الكويت من كتب ومطبوعات متميزة بعمق أفكارها ورصانة تحليلاتها واتساع أفق نظرها تخدم الثقافة وتحقق الإشعاع للحضارة العربية الإسلامية. مشيدا بجهود دولة الكويت في دعم الكتاب العربي ودعم المثقفين والإعلاميين العرب. وتطلع بن حادة إلى تطوير مثل هذه الأنشطة التي تقلص المسافات الجغرافية وتطوي البعد لتجعل مثقفي البلدين وإعلامييهما وعموم المواطنين في صميم الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية والأدبية لكل بلد دون تأشيرة أو عبور حدود وذلك لتشمل التعاون الاقتصادي. كما تطلع من خلال هذه الفعاليات التي ستحقق لجيل جديد من طلبة جامعة محمد الخامس التعرف إلى نهضة الكويت الحديثة وإسهامات المثقفين والأدباء والمفكرين والإعلاميين الكويتيين في نشر الفكر المتنور دون تطرف أو تعصب وفي نصرة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية وخدمة التنمية وإشاعة ثقافة السلام إلى تمتين علاقات التعاون بين جامعة محمد الخامس وجامعة الكويت. وأعرب عن أمله في أن يسفر هذا التعاون عن إنشاء كرسي جامعي للثقافة المشتركة المغربية-الكويتية التي تستمد مرجعياتها من أصول واحدة مشتركة تتضمن برامجه مواد تراثية لثقافة الصحراء في كل من المغرب والكويت لتشجيع البحث الجامعي الأكاديمي في قواسم الشعبين الشقيقين في مختلف نواحي الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية والفكرية. وأضاف بن حادة أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط «ترحب بكل مبادرات الإعداد المشترك والبحث العلمي والتبادل الثقافي والفكري والجامعي الثنائي مع جامعة الكويت معربا عن استعداد مؤسسته لاستقبال طلبة وأساتذة كويتيين سواء في إطار الأستاذ الزائر أو الطالب الباحث». بدوره أكد رئيس الوفد الكويتي المنتدب من وزارة الإعلام إلى هذه الفعاليات عبد الرحمن المطيري أن تنظيم الأيام الإعلامية والثقافية الكويتية في المغرب بأعرق جامعة مغربية وإحدى أعرق الجامعات العربية يأتي في إطار حرص وزارة الإعلام الكويتية على تمتين أواصر العلاقات الجيدة مع المملكة المغربية الشقيقة والحفاظ على مستوى التعاون الثنائي في المجالات الإعلامية والثقافية لاسيما وأن الإنتاج الثقافي والإعلامي الكويتي يحظى في المغرب باهتمام كبير من قبل المثقفين والإعلاميين وجمهور الطلبة وتتميز جميع الفعاليات التي تعرضه بنجاح باهر. وقال المطيري أن «فعاليات الأيام الإعلامية والثقافية الكويتية بالرباط تعتبر لبنة جديدة في صرح العلاقات الثقافية المتينة بين الشعبين المغربي والكويتي الشقيقين تتوخى توطيد القواسم المشتركة بين البلدين الأخوين اللذين ينهلان من حضارات القيم الإنسانية للتاريخ العربي الإسلامي المشترك». وأشار المطيري إلى أن برنامج فعاليات هذه الأيام يتضمن معرضا لبعض صور النهضة الثقافية والإعلامية في الكويت ومعرضا للكتب والمنشورات التي تصدرها وزارة الإعلام الكويتية ومؤسسات النشر الثقافي والإعلامي التي تعكس إصداراتها صورة مشرقة للإنتاج والإبداع الفكري ويؤكد ثراء وتميز الحياة الثقافية في دولة الكويت. كما يتضمن البرنامج معرضا للصور التي تسجل اللحظات القوية والحاسمة في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين دولة الكويت والمملكة المغربية الشقيقة منذ مطلع ستينيات القرن الماضي. وعلى غرار الأيام الثقافية والإعلامية الكويتية المنظمة سابقا بالمغرب تتميز فعاليات هذه السنة بتنظيم مسابقة ثقافية لفائدة طلبة جامعة محمد الخامس-أكدال بالرباط ستخصص لها جوائز قيمة للفائزين والمتفوقين الثلاثة الأوائل.