مع تزايد انتعاش سوق الموضة العالمية بعدة عواصم أوروبية، اشتهرت بإطلاق آخر صيحات الأزياء النسائية، توجهت بعض الدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا إلى فتح سوق جديدة للموضة الإسلامية، عبر استعراض أزياء نسائية تتميز بتصاميمها الخاصة ومسايرتها لآخر صيحات الموضة في العالم. آخر معارض الأزياء الإسلامية أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث سهرت العائلة الملكية بماليزيا على تنظيم مهرجان بأفخم الفنادق الباريسية، يتم من خلاله عرض آخر صيحات اللباس الإسلامي النسائي، حيث تظهر نساء من كل الألوان والأجناس بأزياء تضم الحجاب وألبسة طويل تغطي الجسم، وفق التعليمات الدينية، فيما تحافظ العارضات على نفس طريقة العرض العالمية المتعارف عليها. كما سبق للسفارة الإندونيسية بالرباط أن نظمت يوما خاصا بعرض الأزياء بالحجاب شهر أكتوبر الماضي، حيث قدمت شركة "حجابرز مام كوميونيتي" عروضا في كيفية ارتداء الحجاب وفق آخر صيحات الموضة العالمية، وهي العروض التي حضرها فقط نساء. وفيما تقدر سوق الموضة الإسلامية ب96 مليار دولار، متمركزة في دول شرق آسيوية، يرى مصممو تلك الأزياء أن السوق الأزياء الإسلامية جد مربحة، حيث يقول رازا ريجا شاه، في تصريحه للصحافة، وهو منظم أسبوع الموضة الإسلامية بباريس، إن التنورة الأوربية، أي لباس المرأة العادي، تحتاج فقط إلى متر واحد أومترين من القماش "في حين تتطلب التنورة الإسلامية من 6 إلى 10 أمتار من القماش"، وهو ما يعنيه انتعاش سوق الأقمشة والأثواب. وتعد إندونيسيا وماليزيا من الدول الإسلامية الشهيرة بعروض الأزياء الإسلامية، حيث يتم تنظيم معارض داخلية لعرض آخر صيحات الموضة الإسلامية، يكون فيها جمهور العرض مقتصرا على النساء فقط، حيث تنتعش الشوق كثيرا خلال فترات المناسبات الدينية، مثل شهر رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة وخلال أيام الأعياد الدينية طوال السنة. ليلى الخياري، متخصصة في التصاميم الإسلامية، قالت إن النساء بصفة عامة، بمن فيهن المغربيات، يلجأن إلى تطوير لباسهن الإسلامي وفق آخر صيحات الموضة العالمية "بحثا عن الأناقة والحشمة في الوقت ذاته"، معتبرة في تصريحها لهسبريس أن تلك السوق تعرف انتعاشا كبيرا بالمغرب في الآونة الأخيرة، نظرا لانتشار محلات الموضة في مدن مغربية "سواء بإنتاج مغربي أو باستيراد ماركات تركية وآسيوية". وتضيف الخياري، وهي صاحبة مشروع للألبسة الإسلامية العصرية بمراكش، أن المصممات يراعين في صناعة الأزياء الإسلامية الحدود الدنيا من قواعد الحجاب، "نحن نمنح أزياء محتشمة بصفات عصرية وجديدة"، مشيرة أن الموضة بشكلها المذكور انطلقت من دول آسيا الإسلامية مثل إندونيسيا وماليزيا وحتى تركيا. ولا ترى المتحدثة أي تعارض بين الدين والأناقة العصرية "الإسلام يدعونا إلى الاعتناء بالمظهر الخارجي رجالا ونساء وليس هناك استثناء"، مضيفة أن شركات إنتاج الملابس الإسلامية المعاصرة تلقى قبولا كبيرا من لدن السيدات، خصوصا وأنها تتماشى مع الموضة الرائجة، "نعمل على أن توافق الأزياء فصول السنة وكل المناسبات بما فيها الأعراس والنزهة والتسوق والبيت والرياضة..".