اعتبر الكاتب التركي "علي نور قوطلو"، في مقالة نشرها اليوم، بصحيفة "يني شفق" التركية، أن السنوات الأخيرة حملت معها أنماط تحالفات مثيرة للاهتمام في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصالحت الأوساط، التي كان بينها صراعات طاحنة وعداوات متجذرة على خلفية تضارب المصالح السياسية، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها، لتناصب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" العداء، وتسعى من أجل إفشال مشروعه السياسي. وأضاف "قوطلو" في ذات المقال الذي نقلته وكالة أنباء الأناضول، أن تحالفاً نادر الوقوع، جمع بين أضداد الساحة السياسية العربية، من نخب "الانتهازية السياسية" والدول الغربية "الواقعية السياسية "، ورؤوس الأموال "الاقتصاد السياسي"، والحكّام الحسودين "السيكو- سياسية"، لأن "الثورة الصامتة"، التي قادها أردوغان وحزب العدالة والتنمية منذ عام 2002، خلفت تأثيرات على المنطقة برمتها، دون إغفال أهمية المحركات الأساسية لحركة الربيع العربي، إلا أن الثورة الصامتة التي صالحت الإسلام مع الديمقراطية، وقالت "لا" للهيمنة الغربية، ووقفت وقفة عز وكرامة، لا وقفة مصالح، كان لها تأثير المحفز لانطلاق الربيع العربي. الكاتب التركي إلى أن نجاح أردوغان الاقتصادي، ومواقفه من السياسات الخارجية، والكاريزما التي يتمتع بها الرجل، جعلت منه بطلاً يمتلك أرضية شعبية قوية في العالم الإسلامي كله، من المغرب إلى ماليزيا، ما أثار مخاوف بعض النخب السياسية في العالم العربي، وعلى رأسها أصحاب رؤوس الأموال ووسائل الإعلام الذين وضعوا خطط تصدٍ سياسية، على ضوء الخطر المحتمل القادم نحو مكتسباتهم، فكانت التحالفات والتنظيمات والمشاريع التي تصب في بوتقة إقصاء الرجل ومشروعه. ونوه "قوطلو"، إلى أن المتابع لوسائل الإعلام العربية اليوم، يجد أن بعضها وخاصة تلك المملوكة من قبل بعض الخليجيين، تمتنع عن نقل أي خبر عن أردوغان، في الوقت الذي تمنح حيزاً واسعاً للأخبار وللمقالات التي تستفيض بانتقاده، بدعم من مؤسسات إعلامية كبيرة، مثل "سي ان ان" و"وول ستريت جورنال"، و"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"بيلد"، مشيراً أنه يستطيع تفهم أسباب هذا التحالف، ف "اردوغان" شخص لا يمكن السيطرة عليها من توجه وشخصية، ويمتلك أسلوباً قيادياً مثيراً للإعجاب بين سكان المنطقة، كما أنه شخص محافظ معجون بتاريخ المنطقة وتراثها وثقافتها.