اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بتفاعلات زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا الاتحادية إلى مصر، ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وبالأوضاع في بعض مناطق العالم العربي. وهكذا، أشارت صحيفة (الأهرام) المصرية إلى أنه في ختام المباحثات التاريخية التي جرت بالقاهرة يومي الأربعاء والخميس الماضيين بين مسؤولي الدفاع والخارجية في كل من مصر وروسيا، اتفق الجانبان على إعداد اتفاقية للتعاون الشامل في جميع المجالات بين جيشي البلدين، وتقرر تشكيل مجموعة عمل لإعداد تلك الاتفاقية. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الروسي، سيرجى شويغو، أن التعاون يشمل مجال إعداد وتدريب الأطر العسكرية للجيشين الروسي والمصري، وقال "بحثنا مشاريع التعاون العسكري، واتفقنا على اتخاذ خطوات في القريب العاجل لصياغة الاتفاقات في وثيقة قانونية". وفي الشأن المحلي، أكدت صحيفة (الجمهورية) أن أول جمعة بلا طوارئ أو حظر تجوال أمس شهدت اشتباكات بين أنصار جماعة "الإخوان المسلمون" والأهالي في القاهرة والجيزة والمحافظات الأخرى، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، بينما لقي أحد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مصرعه تحت عجلات حافلة خلال مسيرة إخوانية بالإسكندرية. وفي علاقة بالشأن المحلي المصري، ذكرت صحيفة (أخبار اليوم) أن مصدرا مسؤولا بمجلس الوزراء نفى وجود اتجاه لتعديل وزاري مرتقب أو تغيير كامل للحكومة، حيث أكد أن الحكومة مستمرة حتى نهاية الفترة الانتقالية، مسجلا أنه ليس من المعقول أن تأتي حكومة جديدة لعدة شهور فقط. واهتمت الصحف الأردنية، بدورها، بالعلاقات المصرية الروسية، في ضوء الزيارة الأخيرة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى القاهرة، حيث كتبت صحيفة (الرأي) "عندما يلتقي وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان مع عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وفي نظام دولي، يكاد يكون، في ما يتعلق بمنطقتنا، ثنائي القطبية، فإن السؤال الذي سيخطر على البال هو : هل يعيد التاريخ نفسه هذه الأيام ¿ فشبيه بهذا ما حدث سنة 1954 حين كسر عبد الناصر احتكار الولاياتالمتحدة للسلاح في الشرق الأوسط، في ما أطلق عليه، آنذاك، صفقة السلاح التشيكي". وأضافت أنه "في صيف 2013، عادت واشنطن لترفض، هذه المرة، ما كانت التزمت به منذ نيف و30 عاما بتزويد مصر، سنويا، بمساعدات عسكرية محددة. كما خفضت مساعداتها المالية المتفق عليها، أيضا، وجعلت التزامها باتفاقهما مشروطا بشروط لا تمكن مصر من تنفيذ خارطة الطريق التي اعتمدتها ثورة 3 يوليوز 2013 .. وبدا الأمر، في الحالتين المتكررتين، كما لو أن حلف واشنطن مع +الإخوان المسلمون+ حلف استراتيجي ثابت، لا يتغير، وقف ذات الموقف من مصر في ثورتيها سنتي 2013 و1954. وكان على مصر أن ترفضه اليوم، كما رفضته آنذاك، وأن تبحث لنفسها عن مخرج جديد". من جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أن "الروس يستثمرون، بهدوء وبأعصاب باردة، الفراغ والاستعصاء في الشرق الأوسط. وهذا يبدو واضحا في التعامل مع المرحلة الثانية من تحولات الربيع العربي التي تشهدها بنى النظم السياسية في العالم العربي والمنطقة. يبدو ذلك في النجاح الذي حققته الدبلوماسية الروسية مقابل الإرباك الأمريكي في ثلاثة ملفات أساسية هي : ملف الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني، والملف الثالث يتشكل في هذه اللحظات بعودة العلاقات الروسية - المصرية". وتناولت الصحف الإماراتية حالة الضعف التي وصلت إليها القومية العربية، فكتبت صحيفة (الخليج) تحت عنوان "القومية حين تضعف"، عن اتساع الفكر الديني وما أفرزه من "فكر سلفي وآخر متطرف" يقوم على تأويل خاطئ للمضامين القرآنية على لسان السلف الصالح، واتخاذ العنف وسيلة لتحقيق معتقداته رافضا الحوار مع الآخر. واعتبرت اليومية أن هذه الحالة الدينية "المتطرفة" لم تكن لتتسع على شكل تنظيمات مسلحة شعارها العنف لولا "ضمور الحالة القومية التي تم ضربها وإضعافها" طوال خمسينيات وستينيات القرن الماضي من هجمات متلاحقة من جانب قوى إقليمية وعالمية، استخدمت فيها شتى أشكال الأسلحة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاستخبارية، وأخذت شكل تحالفات تم فيها حشد مختلف القوى والإمكانات، لأنها كانت ترى في الحالة القومية خطرا على وجودها ومصالحها ومستقبلها. وبخصوص مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، كتبت صحيفة (البيان)، تحت عنوان "مسيرة السلام بلا جدوى"، أن تقديم الوفد الفلسطيني المفاوض استقالته من مواصلة المفاوضات جاءت نتيجة "الزهد الإسرائيلي" في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، خاصة وأن عملية السلام لا تسير إلى المجهول، بل في اتجاه هاوية بلا قرار، في ظل ما تشهده من انتكاسات بفعل تعنت الاحتلال وعدم جديته في التفاوض. وترى الصحيفة أن "لا تنازل عن دولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي 1967، يعيش في حدودها لاجؤون هجروا من بلادهم منذ عقود، يرفرف علمها في عاصمتها القدس الشريف، بنود غير قابلة للمزايدة والالتفاف وعلى الاحتلال إدراك أنø الحقوق لا تسقط بالبطش والاعتداءات". وانصب اهتمام الصحف السودانية أساسا حول قرار حكومة الرياض إبعاد الأجانب في وضعية غير قانونية من أراضيها، وتطورات الوضع السياسي بالسودان. وهكذا، كتبت صحيفة (الرأي العام)، نقلا عن سفير السودان بالسعودية، أن عدد السودانيين الذين أبعدوا من السعودية بموجب القرار الأخيرة بلغ حتى الآن 10 آلاف و500 شخص، وأن عدد السودانيين الذين يتوفرون على عقود عمل رسمية هناك يبلغ 560 ألف شخص، مبرزا أن أعدادا كبيرة من أبناء السودان دخلوا إلى المملكة بطرق غير شرعية وبدون التوفر على جوازات سفر. وقالت صحيفة (التغيير)، من جهتها، إن السلطات السودانية تبذل في الوقت الراهن جهودا لاستقبال العائدين وكذا أبنائهم، موضحة أن وزارة التربية والتعليم أصدرت، في هذا الصدد، توجيهات للمدارس وإداراتها بالتعامل بمرونة في قبول الطلاب من أبناء العائدين لمتابعة دراستهم، وإن هناك غرفة عمليات للتنسيق واستقبال هؤلاء العائدين والتعرف على مشاكلهم ثم تسهيل وصولهم إلى وجهاتهم. ونقلت صحيفة (الأهرام اليوم) عن مصدر دبلوماسي سوداني بالرياض نفيه مشاركة السودانيين في أعمال الشغب والانفلاتات التي شهدها حي منفوحة بالعاصمة الرياض عقب القرار السعودي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والتي توفي على إثرها سوداني يبلغ من العمر 15 سنة. وعلى صعيد آخر، تحدثت صحيفة (المجهر السياسي) عن انعقاد المؤتمر العام الاستثنائي السادس لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم السبت بالخرطوم، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية رئيس الحزب عمر حسن البشير، سيخاطب بالمناسبة أعضاء المجلس الذي من المقرر أن يبت في توصية المكتب التنفيذي للحزب بفصل "مجموعة الإصلاحيين" من عضوية الحزب، وبحث الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وما صاحبها من تداعيات. وأبرزت صحيفة (الانتباهة) إعلان تحالف قوى المعارضة إنشاء آلية خاصة لإدارة العلاقات مع فصائل الجبهة الثورية المسلحة المتمردة للتنسيق من أجل إسقاط النظام الحاكم، مشيرة إلى أن حزب الأمة المعارض، الذي اعتبر أن هذا التحالف يعاني من هيكلة واضحة ولا يملك رؤية بشأن مستقبل السودان، أكد استمرار تجميد نشاطه في قوى المعارضة. وشكلت العلاقات القطريةاليابانية في ضوء الزيارة التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية القطري خالد العطية إلى طوكيو، وتنامي حالات الانفلات الأمني في ليبيا، واستمرار الحصار على قطاع غزة، أبرز الملفات التي تطرقت لها الصحف القطرية. وهكذا، ترى صحيفة (الشرق) أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها خالد العطية إلى اليابان، "تأتي لتؤكد عمق العلاقات التي يمكن وصفها بالخاصة"، موضحة أن هذه العلاقات "تتجاوز حدود العلاقات السياسية والاقتصادية المعهودة إلى العلاقات الإنسانية، ومنها وقوف قطر مع اليابان غداة كارثة فوكوشيما النووية الأليمة التي ألمت باليابان 2011، حيث قامت قطر بتخصيص أربعة ملايين طن إضافية من الغاز المسال وإرسالها لمساعدة اليابان في تلبية احتياجاتها من الطاقة". وبخصوص تنامي أعمال العنف في ليبيا، كتبت صحيفة (الوطن) أن الأحداث الراهنة في ليبيا باتت تستقطب اهتماما إقليميا وعالميا واسعا، عقب تزايد حالات الانفلات الأمني، مبرزة أن "مجمل الصور والمعطيات المتعلقة بالواقع الأمني الراهن في ليبيا، أخذت تفرض على الفرقاء الليبيين الإسراع بإيجاد معالجات شاملة تتيح تجاوز كل هذه التوترات الأمنية". وفي قراءتها لإشكالية استمرار الحصار على قطاع غزة، سجلت صحيفة (الراية) أن الوضع الإنساني في القطاع "يتحول في كل يوم من سيء إلى أسوأ بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر خاصة معبر رفح من جانب مصر"، محذرة من أن "تفاقم الأوضاع سيقود إلى كارثة إنسانية إذا لم ترفع مصر الحصار عن غزة وتعيد فتح معبر رفح والذي يمثل شريان الحياة لسكان غزة".