واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد، اهتمامها بالمخاض الذي لا زالت تعرفه الأزمة السورية، إلى جانب اهتمامها بالشأن الفلسطيني وبالمحادثات التي انعقدت في جنيف بخصوص الملف النووي الإيراني. وهكذا أبرزت صحيفة "الأهرام" المصرية أن الائتلاف الوطني السوري المعارض أعرب أمس السبت، عن استعداده للانخراط في الجهد الدبلوماسي لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ 31 شهرا في البلاد، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه المجموعة اجتماعا لاتخاذ قرار يتعلق بما إذا كانت ستحضر مؤتمر السلام الدولي الذي تأخر طويلا. ونقلت اليومية في هذا الصدد،عن المتحدث باسم التكتل خالد الصالح، قوله إن "الائتلاف أكد في مناسبات مختلفة أنه مستعد تماما للانخراط في عملية سياسية من شأنها أن تحقق مطالب الشعب السوري"، مضيفا "أننا نؤمن بالتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة، لكن تحركات النظام تظهر أنه ليس على استعداد للمشاركة في أي عملية تفاوض جادة". أما جريدة "الأخبار" فتطرقت إلى الاجتماع الذي عقدته المعارضة السورية في اسطنبول للتوصل إلى موقف موحد من مشاركتها في مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة السورية المتوقع انعقاده بحضور ممثلين عن النظام السوري. وذكر الائتلاف الوطني السوري المعارض، حسب الصحيفة، أن الاجتماع يضم ما وصفها بأهم مكونات المعارضة، مشيرا إلي أنه من المقرر أن يستمر على الأقل حتى مساء اليوم، كما أنه من المقرر أن يتم التصويت خلال الاجتماع على انضمام 11 عضوا كرديا جديدا إلى الهيئة العامة للائتلاف التي تضم 108 أعضاء. وأوردت اليومية أن هذا الاجتماع يأتي بعدما رفض الائتلاف عرضا لإجراء اجتماع غير رسمي في موسكو مع مسؤولين من الحكومة السورية تمهيدا لمؤتمر جنيف 2. وتطرقت الصحف الأردنية، بدورها، للصعوبات التي يواجهها انعقاد مؤتمر جنيف 2. ففي افتتاحية بعنوان "لا بديل عن جنيف 2"، كتبت صحيفة (الدستور)، أنه "رغم الصعوبات الكثيرة والحواجز التي تعترض انعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية حلا سياسيا، إلا أنه لا بديل عن هذا المؤتمر، كسبيل وحيد لإنقاذ سورية: أرضا وشعبا من التقسيم وإقامة الدويلات الطائفية المتناحرة المتصارعة". وأضافت أنه "على الأطراف المعارضة بعقد هذا المؤتمر أن تعي تماما بأن الدولتين المعنيتين مباشرة بالأزمة هما روسيا وأمريكا، مصممتان على عقد المؤتمر وعلى الوصول إلى حل بعد أن تأكدتا استحالة الحسم العسكري لأي من الطرفين، وأن بقاء الأزمة مشتعلة من شأنه أن يدفع بكتل النيران الملتهبة عبور الحدود، وخاصة بعد تفجير النزاع المذهبي سنة وشيعة". من جهتها، توقفت صحيفة (الغد) عند التحول في خطاب المعارضة السورية، لإفشال مساعي عقد المؤتمر، وكتبت أنه "بعد أن تم استنزاف كل الخطابات المتعلقة بالتحريض المذهبي والطائفي وفشل الرهان على هذا الوتر، وكذلك تراجع الحديث عن استخدام السلاح الكيماوي، بات خطاب جديد يطرح على ساحة الصراع الدائر في سورية تروج له المعارضة وهو الاحتلال الإيراني لسورية". واعتبرت أن هذه المعارضة تتحدث عن "احتلال إيراني" لسورية، "حتى يتسنى لها تعطيل أي فرصة لإحلال السلام في سورية، وأن هذا السلوك يعبر عن كيفية الصراع الدولي الدائر على سورية وأن مختلف الأطراف الفاعلة فيه تسعى في كل مرة لإدامة الصراع، بغض النظر عن حجم الخسائر البشرية والمادية". أما الصحف الإماراتية، ومن ضمنها "البيان"، فكتبت عن الأزمة السورية تحت عنوان "سوريا أزمة بلا حلول" قائلة إن "متاهة" لا مخرج، أبلغ وصف يمكن إطلاقه على صورة المشهد في سوريا، تعقيد وتشابك كبيرين تبدو معهما ضفاف الحلول، سياسية منها كانت أو عسكرية، بعيدة عن مرسى سفينة أثقلها العجز والشلل الإقليمي والدولي مجتمعين، فلم يخرج إلى حيز الوجود إلا صمت مطبق على دماء تراق كل دقيقة في سوريا ومدنيون أقصى مطامحهم العبور إلى دول الجوار أحياء، رغم ما ينتظرهم هناك من عذابات اللجوء ومقتضياته المريرة على الرغم من الجهود التي تبذل هنا وهناك من أجل التئام شمل نظام الأسد والمعارضة في مؤتمر جنيف 2". وعرجت الصحف الإماراتية على ما عرف بقضية التجسس الأمريكية، حيث كتبت صحيفة "الخليج" في افتتاحياتها تحت عنوان "علاقات أطلسية مأزومة"، أن عاصفة التجسس التي ضربت الدول الأوروبية وضفتي الأطلسي، يبدو أن ذيولها لن تتوقف، وستتواصل تداعياتها لفترة زمنية، لأنها أحدثت زلزالا مفاجئا في العلاقات بين الدول الغربية، وتوابعها نراها ونسمعها يوميا في مختلف العواصم، وربما تشتد أكثر إذا ما كشف عميل المخابرات الأمريكي السابق إدوارد سنودين عن المزيد، أو فتح محتوى حقيبته السرية على آخرها. وأضافت الصحيفة أن "ما حصل ويحصل يدل على عشوائية سياسية في مفهوم العلاقات الدولية، وفي معنى التحالفات القائمة وأهميتها وفائدتها بين الدول الحليفة، إذ تتبدى عدم ثقة مطلقة في الاتفاقات المبرمة بينها، وخصوصا ما يتعلق بالتنسيق في تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على السباق المحموم الذي شهدته جنيف خلال الساعات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق بين القوى الغربية الكبرى وإيران بخصوص برنامجها النووي، فكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) بهذا الخصوص أن وزراء خارجية مجموعة (خمسة زائد واحد) واصلوا ليلة أمس ماراثون مفاوضات استمر طوال اليوم لتضييق فجوة الخلافات، في وقت تراجعت التوقعات بحدوث اختراق نحو اتفاق بين القوى الكبرى وإيران حول برنامجها النووي في جنيف مساء أمس. وتوقعت الصحيفة عقد جولة أخرى من المفاوضات خلال 10 أيام ما لم تحدث مفاجأة اختراق في اللحظة الأخيرة بين المفاوضين. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (العرب) أنه في وقت تختلف فيه مواقف الدول الغربية من تشدد طهران في تنفيذ برنامجها، وبرزت فرنسا كأكثر طرف يتمسك بوقف البرنامج الإيراني كشرط لاستمرار التفاوض، رافضة أي تساهل في الأمر، حيث اعتبرت الصحيفة أن موقف باريس يلتقي تماما مع مواقف دول الخليج، مشيرة إلى وجود حديث عن تنسيق بين فرنسا والسعودية التي تلوح بالشروع في تنفيذ برنامج نووي إذا لم يتم إجبار إيران على وقف برنامجها. أما صحيفة (الحياة) فنقلت عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تأكيده في اليوم الثالث من المفاوضات الماراطونية وجود خلافات في وجهات النظر بين الدول الكبرى حول نقاط في "اتفاق صفقة" يقترح بنده الأهم تعليق طهران تخصيب اليورانيوم موقتا لمدة 6 أشهر، في مقابل الإفراج عن 50 مليار دولار من أموالها المجمدة في الخارج. وعزت الصحيفة هذه الخلافات إلى إثارة وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس،"قضايا عرقلت المحادثات للدفاع عن مصالح إسرائيل"، مشيرة إلى إعلان تل أبيب رفضها المطلق لأي اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك مجموع البرنامج النووي لإيران، مؤكدة أنها "غير ملزمة به" وانصب اهتمام الصحف القطرية واليمنية على قضايا تخص مونديال 2022 المقرر تنظيمه في قطر، إلى جانب الحوار الوطني اليمني، الذي كتب في شأنه المحرر السياسي في صحيفة (الثورة) اليمنية مقالا تحت عنوان "إنجاح الحوار الوطني انتصار لإرادة التغيير"، قائلا "إن الرسالة التي ينبغي للقوى والمكونات السياسية التقاطها هي انه لا مجال أمامها للتراجع أو الهروب من استحقاقات المرحلة ... لان الخيارات المتاحة أمام الجميع محصورة ... في طريقين لا ثالث لهما، فإما إنجاح الحوار والعبور إلى يمن جديد يتسع للجميع ... وإما الانهيار ومواجهة مصير بائس يشهد عليه المجتمع الدولي". أما صحيفة (أخبار اليوم) فأوردت في هذا السياق أن رئيس هيئة رئاسة مؤتمر شعب الجنوب، رئيس فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار محمد بن علي، قرر عودة مكون الحراك الجنوبي إلى الحوار الوطني، وأكد تمسكه برئاسة مؤتمر الجنوب (بعد انشقاق عدد من القياديين عنه). وبخصوص المواجهات في محافظة صعدة أشارت الصحيفة نفسها إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وجرح آخرين في مواجهات بين الحوثيين والسلفين أمس في منطقة حرض مسجلة "فشل وساطة أخرى في تهدئة الوضع بين الطرفين". أما صحيفة (أخبار اليوم) فذكرت أن الحوثيين قصفوا قرية (الوطن) شرقي دماج بالدبابات وعززوا جبهة حرض بدبابتين بعد مصرع 20 حوثيا في كتاف. وتناولت الصحف القطرية التطورات التي يعرفها ملف مونديال 2022 لكرة القدم في ضوء تأكيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس في الدوحة أحقية قطر بتنظيم هذا العرس الكروي العالمي، حيث اعتبرت صحيفة (الراية) أن زيارة رئيس (الفيفا) إلى الدوحة وتأكيده على أحقية قطر بتنظيم المونديال "تقطع الطريق على كل الذين يحاولون الصيد في الماء العكر، وإشاعة الأقاويل عن مدى استعداد دولة قطر لاستضافة البطولة العالمية، أو مدى مناسبة مناخها لهذا الحدث العالمي". وشددت الصحيفة على أن قطر التي فازت بشرف استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي، والتي اعتبرت هذا الفوز فوزا للمنطقة وللعالم العربي "قادرة بإرادتها وتصميمها على تنظيم بطولة كأس عالم مثالية ورائعة ". وبخصوص الوضع في قطاع غزة، أكدت صحيفة ( الشرق) في خضم هذه الأحداث الكبرى في المنطقة "يشتد الحصار أكثر فأكثر على قطاع غزة، ويعاني ما يزيد على 1.8 مليون فلسطيني في صمت، حيث يجرى هدم كل الأنفاق التي كانت تشكل شريانا يتنفس به القطاع. كما يصعد الاحتلال الإسرائيلي من ضغوطه الخانقة على القطاع مستغلا حالة الانشغال العربي والدولي بقضايا الحرب في سوريا وأزمة النووي في إيران وصراع السلطة في مصر". وترى الصحيفة أن الأحداث الجسيمة التي تشهدها المنطقة، "ينبغي ألا تشغل الأمة العربية والإسلامية وحكوماتها عن القيام بواجبها لحمل المجتمع الدولي على القيام بما يلزم من إجراءات لرفع الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة نهائيا"، مبرزة أن "الواجب والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تحتم على العالم التحرك الفوري من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتمكينه من أبسط حقوقه". وتركز اهتمام الصحف السودانية بشكل خاص حول زيارة قادة الجبهة الثورية ( تضم فصائل متمردة) لبعض العواصم الأوروبية، كما تناولت الصحف العلاقات بين السودان وجنوب السودان. وهكذا كتبت صحيفة (الرأي العام) في معرض تعليقها على الجولة الأوروبية لقادة الجبهة الثورية، أن " السلام والتفاوض الشامل لا يتم في باريس وإنما في الخرطوم وفي السودان، والذين هربوا من السلام والتفاوض لا يمكن أن تنخدع لهم حكومة تعرف مراميهم ومساعيهم وأهدافهم". وقالت صحيفة ( الصحافة ) من جهتها أن الجولة الأوروبية لهؤلاء القادة تم الترتيب لها من كمبالا بغرض حشد التأييد وطلب الدعم والمساعدة والمساندة بعد أن تسبب تحسن العلاقات بين السودان وجيرانه من دولة جنوب السودان وإثيوبيا وتشاد وإريتيريا وإفريقيا الوسطى وأخيرا أوغندا، في تضييق المنافذ على الحركات المسلحة والداعمين لها من المنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية. ونقلت صحيفة (الوطن) عن مسؤول بوزارة الخارجية السودانية قوله إن "هؤلاء يتجولون طوال الوقت وذلك لايهمنا"، مبرزة أن "القيادات المتمردة تبحث من خلال الزيارة عن الدعم السياسي أكثر من بحثها عن الدعم العسكري، لأن الأخير مضمون وله قنواته". وبخصوص العلاقات بين السودان وجنوب السودان، نقلت صحيفة ( الانتباهة )، عن مصدر بوزارة الخارجية السودانية، قوله إن "قضية آبيي لن تؤثر في هذه العلاقات، مجددا موقف بلاده الداعي إلى تسوية ملف آبيي على أساس بروتوكول اتفاق السلام القاضي بان تتم التسوية بصورة عادلة متفق عليها بين البلدين ولا يكون هناك خاسر أو فائز". وقالت صحيفة (التغيير) في السياق ذاته أن السودان وجنوب السودان اتفقا على التعاون المشترك بينهما لتنفيذ برامج وأنشطة في مجالات نزع السلاح والتسليح وإعادة إدماج مشاريع امن المجتمع، والسيطرة على الأسلحة الخفيفة، مشيرة إلى أن الطرفين وافقا على تشكيل لجنة من الجانبين لمتابعة تنفيذ توصيات ومقررات اجتماعاتهما بشأن نزع السلاح.