تمسك الملك الإسباني فيليب السادس بمتانة العلاقات الدبلوماسية بين مدريدوالرباط من أجل تجاوز الخلاف السياسي الحالي؛ إذ لفت إلى أهمية "بناء علاقات مؤسساتية أكثر صلابة وقوة في الفترة المقبلة قصد إيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي تهم البلدين". وقال الملك الإسباني في الخطاب الذي ألقاه على السفراء الأجانب بالقصر الملكي في مدريد، اليوم الاثنين، على هامش حفل الاستقبال التقليدي للسلك الدبلوماسي المعتمد في المملكة الإيبيرية، إن "الحياة الطبيعية بين البلدين بدأت تعود بشكل نسبي رغم غياب سفيرة المغرب". وأكد الملك فيليب السادس، وفقا لما نقلته صحيفة "إل موندو" الإيبيرية، أن "حكومتي البلدين اتفقتا على إعادة تحديد العلاقات السياسية بشكل مشترك"، مبرزا أن "إسبانيا تتشبث بموقفها حيال قضية الصحراء، من خلال دعم الحوار الأممي بين الرباط وجبهة البوليساريو". وذكر المصدر عينه أن "المنطقة المغاربية لها طابع استراتيجي بالنسبة إلى إسبانيا بسبب تشعب العلاقات الثنائية، ما يتطلب ضرورة تعزيز الجهود المطلوبة لتوطيد السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة"، معتبرا أن "هدف مدريد يتمثل في تعزيز علاقاتها مع كل الشركاء المغاربيين". وقد ترأس الملك الإسباني فيليب السادس، اليوم الاثنين، حفل الاستقبال التقليدي للسفراء الأجانب المعتمدين بمدريد، في ظل غياب سفيرة المملكة المغربية بالعاصمة الإيبيرية، كريمة بنيعيش، بسبب الأزمة الدبلوماسية المندلعة بين البلدين منذ سنتين. ووفقا لمجموعة من الصحف الإسبانية، فقد غابت السفيرة المغربية بإسبانيا عن حفل الاستقبال الدبلوماسي الذي حضرته مجموعة من الشخصيات المهمة، وعلى رأسها كل من الملكة الإسبانية ليتيزيا، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس. وما زال التوتر الدبلوماسي يطبع العلاقات الثنائية بين البلدين منذ استقبال مدريد زعيم جبهة "البوليساريو" بجواز سفر مزور، وهو ما أدى إلى انعدام التواصل السياسي بين العاصمتين في فترة معينة، قبل أن يعود التنسيق بينهما بشكل نسبي حيال بعض الملفات المشتركة في الأشهر الأخيرة. وبهذا الخصوص، أكد خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، أن "المغرب وإسبانيا يحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر مما مضى، وسيتم إكمال التعاون الثنائي بخصوص القضايا الخلافية، لأن ذلك سيعود بالنفع على الطرفين"، معتبرا أن "الأدوار المغربية على مستوى وقف تدفقات الهجرة غير النظامية تستحق الإشادة".