يبدو أن العلاقة بين المغرب والجزائر تسير نحو الانفراج ولو مؤقتا، بعد التوتر الأخير بخصوص رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى قمة "أبوجا"، ورد فعل الرباط الذي وصل إلى حد استدعاء سفيرها بالعاصمة الجزائر وما تلى ذلك من"حرب" تصريحات من الجانبين. بوادر هذا الانفراج تجسد في لقاء جمع، صباح اليوم، بالعاصمة المالية ""باماكو" بين وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار الذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة، ورمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر على هامش اجتماع وزاري من إجل إقامة أرضية للتنسيق بخصوص أعمال الاستراتيجية المندمجة للأمم المتحدة بمنطقة الساحل. الاجتماع الذي ترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وحضره وزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية وممثلي المنظمات الجهوية والإقليمية، كان مناسبة لرئيسي الدبلوماسية في المغرب والجزائر، ليناقشا سبل الخروج من المأزق الذي تعرفه العلاقات الثنائية، حيث طلب لعمامرة من مزوار جلسة للتباحث بعد الجلسة الافتتاحية لاجتماع دول الساحل. اللقاء الذي كان حميميا حسب مصادر "هسبريس" بعد أن تبادل فيه الطرفان التحية والعناق، تناول فيه وزيرا خارجية البلدين "سبل الخروج من المأزق الذي تعرفه العلاقات الثنائية" ومحاولة إذابة جليد الخلافات بين البلدين والتباحث من أجل ردم هوة الأزمة التي كادت تصل بالعلاقة بين أهم بلدين في المنطقة المغاربية إلى القطيعة خلال الأيام الأخيرة. في الإطار ذاته التقى مزوار الرئيس المالي ووزر خارجيته وتباحثا معا سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة بعد الزيارة الأخيرة للملك لدولة مالي والتي خلفت صدى إيجابي كبير والدور المحوري الذي أصبح يلعبه المغرب لاستقرار هذا البلد، كما عبر مزوار للرئيس المالي عن استنكار المغرب وإدانته الشديدة لجريمة قتل صحفيين فرنسيين بكيدالي شمال مالي، واستعداد المغرب مواصلة جهوده في سبيل إستقرار البلد وبناء مؤسساته.