أجرى وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار مباحثات، صباح اليوم، مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، أشاد فيها الأخير بالمغرب معتبرا إياه "نموذج في المنطقة للاستقرار والتنمية، وبالاصلاحات السياسية التي تمت في عهد الملك محمد السادس". كما أعرب رئيس الحكومة الإسبانية لمزوار عن تنويه إسبانيا بالشراكة الاستراتيجية التي تربطها بالمغرب، وبالجهود التي يبذلها هذا الأخير في مجال سياسة الهجرة. وفي هذا الصدد اكد وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار لرئيس الحكومة الإسبانية على موقف المغرب الداعم لتنمية ذاتية ومتوازنة لبلدان الجنوب المصدرة للهجرة وأهمية تقديم الشريك الأوربي للمساعدات الضرورية لهذه الدول من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المندمجة التي يكون محورها المواطن من خلال دعم الاستثمارات المهيكلة وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص وربط التنمية بالمجال. في السياق ذاته، أعرب مزوار لرئيس الحكومة الإسبانية عن طموح المغرب في إعطاء دفعة جديدة للشراكه المغربية الإسبانية في مجال محاربة الهجرة السرية من خلال تقديم الاتحاد الأوربي للمغرب مساعدات في هذا المجال والذهاب سويا نحو تنمية حقيقية ومتوازنة بإفريقيا. هذا واستُقبل وزير الخارجية المغربي، أيضا، من طرف الملك الاسباني خوان كارلوس، حيث كان اللقاء مناسبة للحديث عن اطار الشراكة الاستراتيجية لمحاربة الهجرة السرية، وموقف المغرب الداعم من اجل مقاربة شمولية للملف تدمج الأبعاد الثلاث، وحقوق الإنسان والأمن والتنمية، والمسؤولية المتشاركة لبلدان الآصل والاستقبال والعبور وإشراك المنظمات الدولية المعنية بالهجرة، مع التذكير بالتزام إسبانيا بدعم المغرب بغلاف مالي يقدر ب300 ألف أورو لإرجاع المهاجرين السريين إلى بلدانهم الأصلية. والحرص على تفعيل المقاربة الشمولية ذات البعد الإنساني في الحد من الهجرة السرية. وهو نفسه ما أكد عليه مزوار خلال لقائه مع وزير الخارجية الاسباني. وكان مزوار قد دعا خلال مداخلته يوم أمس الأربعاء أمام وزراء خارجية دول غرب المتوسط وفعاليات اقتصادية ومدنية في المنتدى الاقتصادي 5+5، إلى ضرورة تغيير مقاربة الشراكة الإستراتيجية التي تجمع دول شمال غرب المتوسط بجنوبه في اتجاه استثمار الطاقات الاقتصادية والبشرية الهائلة والمهمة التي تتوفر عليها القارة الإفريقية والفضاء المغاربي والمتوسطي. وركز المزوار في اللقاء الذي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية ما بين 22و24 أكتوبر على أهمية توسيع نطاق شراكة إستراتيجية متوازنة بين شمال الفضاء المتوسطي وجنوبه لاستثمار كل الطاقات الاقتصادية التي يزخر بها، خاصة القارة الأفريقية التي يرى وزير الخارجية والتعاون أنها ليست المشكلة بل هي الحل، مشيدا بإمكانياتها الاقتصادية وفرص النمو القوية التي تتيحها اليوم، معتبرا أنها وصلت إلى مستوى النضج الاقتصادي الذي سيجعلها عامل نمو قوي مستقبلا للعالم بأسره.