تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك الفرعوني الشهير، رمسيس الثاني، داخل معبده "أبو سمبل "، بمحافظة أسوان، جنوبي مصر، صباح اليوم الثلاثاء، في ظاهرة تعد من المعجزات الفلكية، تحدث من آلاف السنين، وتعكس التقدم العلمي، الذي بلغه القدماء المصريون في علوم الفلك. وبينما تكتسب الظاهرة التي تحدث مرتان في السنة اهتماما سياحيا كل عام، فإنها تأتي هذه المرة في ظل وضع سياسي مرتبك، تعيشه مصر، مما يكسبها بعدا سياسيا، لأول مره في تاريخها. وأعلن وفد من قيادات حزب الدستور (ليبرالي)، على رأسهم جميلة إسماعيل، أمينة تنظيم الحزب، والناشطان السياسيان، أحمد حرارة، وإسلام أبو ليلة، حضورهم، حدث تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، للمساهمة في تنشيط السياحة بمحافظة أسوان، وتوصيل رسالة للعالم بأن مصر يسودها الأمن والأمان، وذلك بحسب بيان صحفي لحزب الدستور، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه. ورحبت وزارة الآثار المصرية في بيان صحفي باستثمار الحدث، لتنشيط السياحة المتراجعة في مصر، لكنها حذرت في الوقت نفسه من استغلاله سياسيا. وتشهد مصر، منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليوالماضي، حالة احتقان سياسي بين مؤيديه من جهة، ومعارضيه، وقوات الأمن من جهة أخرى، زادت وتيرتها، بعد فض اعتصام ميداني "رابعة" و"النهضة" بالقاهرة، بالقوة في منتصف أغسطسالماضي، ما فجر موجة عنف في غالبية محافظات مصر. وقال أحمد صالح، مدير عام آثار أبو سمبل، ومعابد النوبة في تصريحات صحفية إنه "لن يسمح باستخدام أي شعارات حزبية أو دينية خلال احتفالية التعامد، وأنه أصدر أوامر مشددة لجميع الأثريين بمعابد أبو سمبل، بعدم السماح بالدخول لأى شخص يحمل لافتات تحمل شعارات سياسية"، وذلك في إشارة منه إلى علامة "رابعة العدوية"، التي يستخدمها مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي. وتحدث ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني ( الذي حكم مصر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد وقام بفتوحات عسكرية كبيرة في ليبيا والشام وتتحدث روايات تاريخية غير موثقة عن أنه فرعون النبي موسى) ، مرتين في العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر، وهو اليوم الذى يبدأ فيه فصل الزراعة عند المصري القديم، والأخرى يوم 22 فبراير، وهو اليوم الذى يبدأ فيه فصل الحصاد. وفي يوم تعامد الشمس، تخترق الأشعة مدخل المعبد، وتسير بداخلها بطول 60 متراً إلى أن تصل إلى الغرفة المسماه ب "قدس الأقداس"، وتنير ثلاثة تماثيل فقط، هم تمثال "رع حور اختي"، والذي يرمز إلى الاتحاد بين "رب الشمس" (رع)، و"رب السماء" (حورس) ، حسب المعتقدات الفرعونية، وتمثال منحوت للملك رمسيس الثاني، و تمثال "آمون رع " (إله الشمس)، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو "للإله بتاح" وهو "رب الظلام" فلا يجب أن يضئ. واكتشف معبد أبو سمبل الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني"بورخاردت" فى عام 1813، و أزاح التراب عنه كاملا المغامر الإيطالى "جيوفانى بلزونى" فى عام 1817. *وكالة أنباء الأناضول