يستحق الموقف الذي عبرت عنه الدول الخليجية، بإعلان دعمها الواضح لقضية الصحراء المغربية، كل تنويه في هذا الوقت الذي أصبحت فيه كل دولة تبحث عن مصالحها بشكل فردي، أمام الضغوط الدولية، لا سيما أن دول الخليج، التي تتفق على مغربية الصحراء، لم تتوصل إلى اتفاقات نهائية بخصوص بعض القضايا العالقة، أهمها استمرار تباين وجهات النظر بين "الإخوة" فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل. وقد بقي موقف دول الخليج ثابتا في الزمن، حتى أنه في عز الخلاف بينها تم الحفاظ على نفس الموقف إزاء الصحراء. كما تم الحفاظ على نفس المكانة المرموقة للملك محمد السادس لدى الدول الخليجية، التي لم تتأثر بالدعاية الجزائرية للقمة العربية المقبلة، حيث تحاول الجزائر الاستيلاء على الجامعة العربية، وتحويلها إلى منصة لمهاجمة المغرب، وهو ما يعني أن القمة المقبلة ستولد ميتة. ويا لها من تصرفات تستحق كل التقدير والاحترام، حيث أطلقت السعودية اسم الصحراء المغربية على أحد أهم شوارع العاصمة الرياض. وكم هي كبيرة هذه الأخوة مع دولة الإمارات، التي بادرت في نونبر 2020 إلى افتتاح قنصلية عامة بمدينة العيون. وكل الشكر تستحقه سلطنة عمان ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت، التي وقعت دون تردد على بيان يدعم المغرب في معركته الدبلوماسية دون قيد أو شرط. وليس غريبا أن تكون وفود دول الخليج ممثلة في المسيرة الخضراء، كما ليس غريبا أن يصل حبل الود إلى حد دعوة المغرب للالتحاق بمجلس التعاون الخليجي، رغم بعد المسافة، ولكن الذين صدقوا الدعاية الكاذبة، جمعوا القشور، ونسوا البذور، وأعدموا المشروع في مهده، رغم أن التحالفات الدولية، اليوم، ليست مرتبطة دائما بنفس الرقعة الجغرافية، ولكن هناك من سيخسرون بشكل فادح إذا انتقل التعاون بين المغرب وهاته الدول إلى مستوى التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي المشترك بشكل أكبر على أرض الواقع. المغاربة لا يمكنهم، والحالة هاته، إلا تحية إخوانهم في الخليج، والحذر مطلوب من المناورات الدعائية التي تحاول فصل المغرب عن أصدقائه، من خلال الدفع بالمغرر بهم إلى إفساد هذه العلاقة بالدعاية لمواضيع مسيئة، أو الترويج لشائعات لا وجود لها إلا في مخيلة أصحابها. وأخيرا، لقد رد الملك محمد السادس التحية لأهل الخليج، ببرقيته الأخيرة إلى جميع القادة، حيث قال في رسالته: "كان للدعم الصريح والقوي لمغربية الصحراء الذي عبرتم عنه خلال اجتماع المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج في دورته 42 بالرياض أبلغ الأثر في نفسي، وإنني لأعرب عن عميق شكري وتقديري لهذا الموقف المعهود"، قبل أن يضيف "إن موقف دول الخليج يزيد من حرص المغرب القوي والتزامه الدائم والمطلق بالدفاع عن أمنها واستقرارها وكذا بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية والنموذجية جهويا أو دوليا".. والفاهم يفهم.