أمام ضعف القدرة المالية ل"فارس النخيل"، وثقل التكاليف المالية للاستقبال بملعب مراكش الدولي (ثمانية ملايين سنتيم للمباراة الواحدة تقريبا)، أصبح مطلب فتح ملعب الحارثي ملحا لإنقاذ نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم، الذي أضحى مهددا ب"السقوط" بسبب الوضعية المالية المزرية التي يعاني منها. حرمان الفريق الأول لحاضرة مراكش من ملعب الحارثي جعل إدارة النادي تلجأ إلى استقبال المقابلات خارج معقله، إذ جرت مباراته برسم الجولة 11 من منافسات القسم الثاني من البطولة الاحترافية، أمام شباب ابن جرير، بملعب الداخلة بمدينة اليوسفية، وانتهت بهزيمة "فارس النخيل" بثلاثة أهداف دون مقابل، ما أثار تذمر كل من يملك ذرة حب لهذا الفريق. عبد الحليم بن يحيم، عن جمعية أوفياء الكوكب المراكشي، قال متسائلا: "إلى متى سيستمر هذا المسلسل التعسفي ضد فارس النخيل؟ وكيف يعقل أن المدينة تتوفر على أزيد من 3 ملاعب، وبمواصفات عالية وجاهزة لاستقبال وإجراء جميع المباريات على أعلى مستوى، وفي الأخير نطلب اللجوء إلى مدن أخرى؟"، مضيفا: "كيف يعقل صرف حوالي 3 ملايير سنتيم على ملعب الحارثي إذا كان سيغلق في وجه الفريق الأول للمدينة؟". وفي تصريح لهسبريس، أوضح المتيم بحب "فارس النخيل": "مراكش بدون هذا الملعب مدينة بلا روح، لأن هذه المعلمة التاريخية شاهدة على أمجاد المدينة الحمراء، وتتويج فريقها بقسم المحترفين، وطنيا وإفريقيا"، وزاد: "لا يعقل أن فريقا فاز بلقب البطولة الوطنية سنتي 1958 و1992، وبكأس العرش ست مرات سنوات 1963 و1964 و1965 و1987 و1991 و1993، إلى جانب كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 1996، ولا يتوفر على ملعب". وأردف بن يحيى: "كان من الأفضل توفير المبلغ الذي خصص لإصلاح ملعب الحارثي لفائدة نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم، للخروج من أزمته المالية، بتسديد مليارين و600 مليون سنتيم من الديون التي تثقل كاهله منذ زمان"، وتابع: "ما يزيد الطين بلة أن كل مقابلة بالملعب الكبير تستنزف من مالية هذا الفريق غلافا ماليا يتراوح بين 50000 و70000 ألف درهم". إن ملعب الحارثي، يضيف المتحدث ذاته، "يعتبر من الرأسمال اللامادي لمدينة مراكش، وفارس النخيل في أمس الحاجة إلى هذا الملعب، لذا فقرار المنع لا نفهم منه كمحبين ل'الكويكا' سوى أن هناك من يكيد ويخطط للقضاء على الفريق نهائيا، لأن فرقا عدة في البطولة الاحترافية من القسم الأول، كشباب المحمدية، والثاني كنادي الراسينغ الرياضي، وفريق الدشيرة والتواركة، تلعب بملاعب توجد وسط المدينة، فلماذا يحرم الكوكب المراكشي لكرة القدم من هذا الحق ظلما وعدوانا؟". وإلى جانب الأزمة المالية التي يعاني منها فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم فإن "ملعب الحارثي، الذي يعد أيقونة ومعلمة مراكشية تختزل تاريخ أهل هذه الحاضرة، باعتباره فضاء تخرج منه لاعبون دوليون، كما شكل في زمن المقاومة رمزا للنضال والتصدي للحماية الفرنسية، يتقن اللاعبون اللعب على أرضيته"، حسب قول بن يحيى. وللتعبير عن "العبث" الذي يسم القرارات بمدينة مراكش، قال المشجع العاشق ل"الكويكا": "حصلت إدارة النادي على ترخيص من السلطة المحلية لاستقبال شباب ابن جرير بملعب 20 غشت (قشيش) بمقاطعة المدينة، وبعدها مباشرة صدر قرار يلغيه من السلطة الأمنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم". رشيد أغزاف، رئيس المؤسسة المغربية للشفافية ومحاربة الفساد، قال من جهته: "تم إصلاح ملعب الحارثي إبان تقديم المغرب ترشيحه لاحتضان كأس العالم 2022، بحيث صرفت على إصلاحه 3 مليارات سنتيم، ومازال يخضع للصيانة؛ ورغم المبلغ المالي الضخم الذي أنفق عليه لم يتم فتحه في وجه الفرق الكروية المحلية، سواء الفريق الأول أو الفرق الأخرى". "تلقى فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم عدة ضربات كلفته النزول إلى القسم الوطني الثاني، وقد تذيل الترتيب في الموسم الكروي السابق"، يضيف الحقوقي ذاته، مردفا: "نعتبر عدم استفادة الفرق المحلية من ملعب الحارثي، الذي يشكل معلمة تاريخية احتضنت أمجاد الفريق المراكشي الأول، رغم إنفاق مبالغ مالية كبيرة عليه، يدخل في خانة هدر المال العام، إذ لا يستقيم إصلاحه ليبقى دون استغلال". "ويعاني الفريق المراكشي من صعوبات مالية كبيرة، وإغلاق ملعب الحارثي في وجهه يجعله أمام ثلاثة خيارات؛ إما أن ينتقل ليلعب مقابلات الإياب بالجديدة، أو بملعب مراكش الكبير، أو أن يلعب بملاعب الأحياء، وهذا يكلفه نفقات إضافية محددة في مبلغ 10 ملايين سنتيم للمباراة الوحيدة؛ فضلا عن ضياع الفرصة أمامه لولوج مشجعيه ومحبيه، ما يحرمه من مداخيل مهمة"، يورد أغزاف. وطالبت المؤسسة المغربية للشفافية ومحاربة الفساد بالتراجع عن قرار إغلاق ملعب الحارثي، داعية "السلطات الأمنية ومجلس جهة مراكشآسفي وولاية مراكش، وكل من له غيرة على مدينة مراكش"، إلى "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنقاذ الفريق المراكشي العريق وإعادته إلى السكة الصحيحة، ليرجع إلى توهجه وإلى تحقيق نتائج إيجابية وإحراز الألقاب".