بعد تعادل نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم مع فريق أمام فريق شباب المحمدية، برسم الدورة الأولى من بطولة القسم الثاني بملعب البشير، نهاية الأسبوع الماضي، وجد فارس النخيل نفسه أمام معضلة ملعب ليستقبل فيه منافسيه، بعد إغلاق ملعب الحارثي. وأمام هذا الوضع، وجد فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم نفسه أمام مشكلة حلها يتأرجح بين اللجوء إلى ملعب مراكش الدولي، في المباراة القادمة أمام الطاس السبت المقبل، بعدما انتهى تقرير للسلطة المحلية والأمنية بالمدينة العتيقة إلى استحالة الاستقبال بملعب قشيش، في ظل وجود مدخل رئيسي بمحلات سكنية ومدارس. وأمام ضعف القدرة المالية لفارس النخيل، وثقل التكاليف المالية للاستقبال بملعب مراكش الدولي (ثمانية ملايين سنتيم للمباراة الواحدة تقريبا)، يمكن لإدارة الكوكب أن تلجأ إلى إمكانية الرحيل للاستقبال بمدينة الجديدة. وكانت إدارة نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم توصلت، يوم الاثنين 17 شتنبر من السنة الفارطة، بمراسلة موقعة من والي جهة مراكش- أسفي تمنعه من استقبال الفرق بملعب الحارثي. وجاء في نص المراسلة التي توصلت بها إدارة فارس النخيل أن قرار منع الكوكب من استقبال مبارياته بملعب الحارثي يأتي" لدواع أمنية" تهم عرقلة السير والجولان بالطرق والشوارع القريبة من الملعب، أثناء المباريات أو بمناسبتها، وكذا احتمالية وقوع أعمال شغب وخسائر في الممتلكات". وجاء قرار السلطة الإقليمية بعد أسبوع من زيارة لجنة البنيات التحتية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لملعب الحارثي والتأشير على جاهزيته بنسبة تفوق 97%، وكذا تأهيله لاستقبال المباريات بعد الإصلاحات التي خصص لها غلاف مالي ضخم. عبد الحليم بن يحيى، رئيس جمعية أوفياء الكوكب المراكشي، قال، في تصريح لسهبريس: "لقد خصصت وزارة الشبيبة والرياضة لإصلاح ملعب الحارثي، ثلاثة ملايير سنتيم، وليس من المعقول أن يصدر قرار بعد ذلك، بمنع فريق الكوكب المراكشي، من اللعب فيه، فهذا هو العبث بعينه". وزاد: "ما يعانيه الفريق سببه رئيس اللجنة المؤقتة الذي أحضر لجنة تقنية من الجامعة، دون تنسيق مع السلطة الإقليمية والأمنية بمراكش"، مشيرا إلى أن "أصحاب المحلات التي توجد بالمجال الترابي للملعب هم من يعترض على إجراء المباريات بالحارثي". نعيم راضي، رئيس فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، قال، لهسبريس، بمناسبة ندوة صحافية عقدت أخيرا: "لست مستعدا كمسؤول أن أهدر مال النادي في الملعب الكبير، لأننا نعاني من أزمة مالية كبيرة، وليس من الشهامة أن يتخلى الكل عن فارس النخيل في هذه الفترة". وأشار إلى أن "عودة الجمهور مشروطة باللعب في ملعب المدينة، الذي يعتبر روح مراكش، وللمحافظة على الموارد المالية"، مؤكدا "استعداد الفريق لتعويض الأضرار التي ستلحق بالمحلات التي توجد بالقرب من ملعب الحارثي"، على حد تعبيره. وتابع راضي: "الفريق في حاجة إلى جمهوره، لذا وضعت طلبين لدى الجامعة المغربية لكرة القدم، بخصوص إجراء المباريات بملعب قشيش أو الحي المحمدي"، مضيفا: "لا نستطيع اللعب بملعب يكلفنا ما يناهز 10 ملايين سنتيم للمقابلة الواحدة، وفارغ من مشجعين نحن في أمس الحاجة إليهم، للعودة إلى قسم المحترفين". وأكد رئيس الكوكب المراكشي لكرة القدم على ضم صوته للجماهير المراكشية ومحبي فارس النخيل المطالبين باللعب بملعب الحارثي، مذكرا بتجربة فرق الدارالبيضاء التي تم تعويضها لحظة إغلاق ملعب العاصمة الاقتصادية، ومشيرا إلى أن "مصاريف الطاقم التقني والإداري فقط، تتطلب غلافا ماليا قدره يفوق 150 ألف درهم". وتساءل نعيم راضي: "لماذا تم إصلاح ملعب الحارثي بمبالغ مالية ضخمة، وفي الآن نفسه لم يفتح أمام فريق الكوكب المراكشي، أيقونة مراكش، بما له من تاريخ كروي حافل". وأجمع كل من استقت هسبريس آراءهم بخصوص مشكلة ملعب الحارثي على ضرورة محاسبة المسؤولين الذين رخصوا بإصلاح هذا الملعب، ليقرر في الأخير إغلاقه في وجه فريق المدينة، وفق تصريحات متطابقة لمشجعين وفاعلين رياضيين ومسؤولين بفريق الكوكب المراكشي. في المقابل، أوضحت مصادر هسبريس بعمالة مراكش وولاية أمنها أن "ملعب الحارثي، على الرغم من قيمته التاريخية، فإنه لم يعد مكانا مناسبا لإجراء مباريات رياضية؛ لأن الوضع اليوم غيره في ماضي الأيام، فالمدينة أضحت ذات صيت عالمي، ومحج للسياح من كل حدب وصوب، والمنطقة المحاذية تضم محلات تجارية، ومؤسسات سياحية". وأوردت: "أن المجلس الجهوي لجهة مراكش أسفي أكد لفريق الكوكب المراكشي استعداده لأداء مستحقات المباريات التي سيجرها نادي فارس النخيل بعيدا عن المنحة، لكن المسؤولين عن الفريق يتخوفون من اقتطاع المبالغ التي ستؤدى للشركة المسيرة للملعب الكبير من المنحة المخصصة للكوكب"، وفق قول هذه المصادر.