خيّمت أجواء التوتر والغضب على اجتماع عقده فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب مساء أمس الجمعة مع الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وقالت مصادر حضرت اللقاء لهسبريس إن بنكيران كان غاضبا بدرجة غير مسبوقة على عدد من نواب حزبه، وعلى رأسهم رئيس الفريق عبد الله بووانو وآمنة ماء العينين وعزيز كرماط وخالد البوقرعي وغيرهم، موجها لهم سيلا من الاتهامات بعدم استيعاب المرحلة وعدم تفهم الإشكالات التي كانت مطروحة أمامه وهو يقود مفاوضات تشكيل حكومته في نسختها الثانية. وأضافت المصادر المذكورة أن بنكيران لم يستطع السيطرة على أعصابه في مواجهة انتقادات فريقه النيابي التي مست بالخصوص ما وُصف بالتنازلات التي قدها بنكيران وقبوله باستوزار أسماء تحوم حولها شبهة الفساد، وقبوله كذلك بالهيكلة التي خرجت بها الحكومة والعدد الكبير "غير المبرر" للوزراء، على حد تعبير نواب برلمانيين حضروا الاجتماع. ونقلت مصادر هسبريس أن بنكيران بعد أن أرغى وأزبد، اضطر في اللقاء المذكور الذي كان بمقر الحزب عقب انتهاء مراسيم افتتاح دورة أكتوبر من طرف الملك محمد السادس، لمقاطعة مداخلات بعض النواب، معبرا لبعضهم عن غضبه بشكل مباشر ورافعا التحدي في وجه آخرين، وهو ما قابله المعنيون وفق المصادر نفسها، بمطالبة بنكيران بضرورة مراعاة بأنهم وإن كانوا أعضاء في حزبه فإنهم نواب برلمانيون ليس عيبا أن يختلفوا معه في التقدير السياسي، وأن عليه أن يحترم حقهم في التعبير عن مواقفهم، تقول المصادر ذاتها.