خيم النقاش بين الخبراء والأطباء والباحثين في مجال الصحة النفسية حول الأضرار الناجمة عن الأزمات، على غرار ما خلفته جائحة كوفيد 19. وناقش مجموعة من الخبراء والباحثين المغاربة والأجانب، في لقاء علميا احتضنته مدينة الدارالبيضاء اليوم السبت، بإسهاب تداعيات الأزمة الصحية العالمية على الصحة النفسية للمواطنين. واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نظمته جمعية "مابا" المتخصصة في طب الإدمان، أن الجائحة العالمية خلفت مناخا أدى إلى العديد من الاضطرابات النفسية وتسببت في حالة نفسية خطيرة للكثير من المواطنين. إيمان قنديلي، الطبيبة النفسية والاختصاصية في الإدمان والعلاج السلوكي المعرفي، أكدت أن هذا اللقاء العلمي يندرج في إطار مساعي التقليل من المخاطر والأضرار التي لها علاقة بالصحة النفسية. ولفتت الدكتورة قنديلي، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه الجائحة العالمية ساهمت في إرباك الصحة النفسية للأفراد وبالتالي انعكست سلبا على صحة المجتمع. وتحدثت الطبيبة النفسية والاختصاصية في الإدمان والعلاج السلوكي المعرفي، ضمن التصريح ذاته، عن أهمية الاهتمام بالصحة النفسية موازاة مع المجهودات المبذولة في التصدي للأمراض والأوبئة. وأوضحت الدكتورة إيمان قنديلي، التي تتولى رئاسة جمعية "مابا" المتخصصة في طب الإدمان، أن الغاية من اللقاء وضع توصيات لرفعها إلى مؤتمر للصحة النفسية ينظم على الصعيد الإفريقي، الذي ينتظر انعقاده في المغرب في شتنبر المقبل. من جهته، أوضح البروفيسور محمد برادة، الوزير السابق وأستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، أن فيروس كورونا خلف مشاكل عديدة للعائلات، وصار الكثيرون يشتكون من مشاكل نفسية. ولفت برادة إلى أن قطاع الصحة لا يمكنه لوحده تحمل المشاكل المجتمعية الناجمة عن مثل هذه الأزمات الصحية. وشدد المتحدث نفسه على ضرورة توحيد جهود جميع المتدخلين في القطاع الصحي، في إطار تنزيل النموذج التنموي من أجل مواجهة المشاكل الصحية. ويروم هذا الملتقى العلمي، وفق منظميه، إلى الخروج بمجموعة من التوصيات ووضع خارطة طريق لإدارة الأزمة الصحية من خلال إطلاق مرصد للصحة النفسية. وعرف اللقاء المذكور مشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء؛ على غرار البروفيسور ربيع رضوان، البروفيسور رجاء أغزادي، والدكتور أمين بنجلون، إلى جانب حضور وزير الصحة السابق أنس الدكالي.