تزوجها على سنة الله ورسوله بعدما رأى فيها الإنسانة الشريفة والعفيفة . رأى فيها الأم الحنون ونصفه الثاني كما يقولون فلم يعد امامه غير التأقلم مع الحياة الجديدة التي تجمع بين إثنين تحت سقف واحد . لم يبخل الزوج في تقديم النصيحة في وقتها ويتبادل الرأي من خلال حوار مفتوح حتى يتسنى لهما التغلب على كل الصعاب والمشاكل التي تخبط فيها من سبقوهم في مثل هذه الشراكة وهكذا دارت الايام وسارا على معرفة درب ما لهما وما عليهما . مرت سنتين على الزواج المبارك فبدا بطن الزوجة منتفخا , إنها حامل وفي شهرها الرابع فعمت الفرحة بيت الزوجية وتناقل الخبر الأهل والأحباب والجميع يترقب المولود. "" فماذا حصل ؟ ما هذا التغيير الذي عاشه البيت ؟ أين اختفت السعادة ؟ أسئلة كثيرة حاول الزوج ايجاد الجواب عنها فخلص الأمر على أن الحمل والوحم سبب من اسباب التغيير الحاصل , وما على الزوج إلا الصبر ما دام الحب قاسم مشترك (... ) مرت الشهور والزوج يتحلى بصبر أيوب إلى أن وضعت مولودها الامر الذي دفع بالزوج أن يخلق الجو المناسب للحديث والتحاور وربما وجدا خلاصا للأزمة القائمة ولا يعقل أن يستمر الحال على ما عليه ولا يعقل للزوجة أن تصبح بين ليلة وضحاها ناشز إنسانة سليطة اللسان تحولت من حمل وديع إلى ذئب مفترس وفي كثير من الأحيان لم تكن الإجابة إلا دموع في بكاء في صراخ وغضب لا يقوى عليه إلا من رحمه ربك (...) فكان الزوج يشغل نفسه بالأمل وبالغد والمستقبل فرغم معاناته الإجتماعية والمعيشية كان يوفق ما بالإستطاعة ولو على حساب صحته فكان قائما رغم المتطلبات الكثيرة والزائدة خاصة بعد الولادة الثانية حب الزوج لهذه السيدة لم يزده إلا إصرارا وتشبتا بها , معتقدا أنها ستتغير وستغير سيرتها إلى الأفضل إلى أن مرت الأعوام ودخلا العقد الرابع في الحياة فهل سيفكر الزوج في طلاقها بعد أن بلغا من العمر عتيا ؟ لم ينس الزوج لسان زوجته القبيح الذي يتفجر كلمات ساقطة وتهديداتها بالهروب وأطفالها إلى مكان مجهول فتنازل عن رجولته وعن كرامته داخل البيت محافظا على سمعته وكبريائه أمام الأصدقاء وعامة الناس كما يقول المثل الشعبي " سبع في الزنقة وفي البيت نعجة " ليس جبنا ولكن تضحية في سبيل الأطفال وتربيتهم وخوفا من الغد الذي سيصبح فيه الزوج متهما بتطليق أمهم و وتشريدهم وكل شيء في هذا العمر في سبيل إسعاد فلذات الكبد ولو على سعادة الزوج (...) اما المرارة الخفية فتكمن في كون هذه الزوجة تعيش صراعا نفسيا داخليا تعتقد بانها من أغنياء هذا المجتمع وأنها صاحبة سلطة ونفوذ مما يجعلها سريعة الغضب مع الناس وهدم كل روابط الصداقة وبمجرد أن تجد صديقة جديدة تنهي علاقتها مع الأخرى إلى أن افتضح أمرها وبدا الحديث عنها في كل المجامع والمحافل , والأمر الخطير أنك كل ما اقتربت إليها ستجدها ناقلة أسرار البيت ناقمة على الزوج مقللة من شأنه خلافا لباقي الناس والأهل والأصحاب , مرض نفسي لا يمكن لطب النفس أن يجد مخرجا لها غير الخالق عز وجل لأن مرضها في حد ذاته صدمة للإنسانية فقد تخرب البيوت وتقطع الأرحام ويبقى الحدث أمامها أبسط بكثير من جرعة ماء. أما الأشياء الأخرى فكانت سرا من أسرار الزوج الذي طلب من شاهد على العصر ألا يفشيها - حفاظا على السمعة واحتراما للأبناء - ما دامت حمرة الخجل سيدتة الموقف , لكن ما بوسعي إلا نقل اللحظات الأخيرة في حياة الزوج وهو على فراش الموت حيث قام بدعوة زوجته والأولاد وقال لها : " فاليوم أنا راحل إلى ربي وأنت طالق فلا تبكي علي ولاتزوري قبري ولا تترحمي , فيكفيك ما صنعت في الدنيا من أسى وأحزان وأقراح فلك اليوم حريتك فاطلقي رجليك لها وانعمي كيفما شئت ومع من شئت فانا من الدنيا زائل وغائب فيودع. فماذا يقول الشرع في تطليق المرأة قبل الغرغرة والشهادة؟ للرد على هذا السؤال يرجى مراسلتنا على البريد الإلكتروني : [email protected]