في خضمّ تزايد العنف الممارَس في الفضاء الرقمي، مع توسُّع استعمال هذا الفضاء من طرف مختلف الشرائح المجتمعية، بما يشمل الأطفال، أطلقت مؤسسات مغربية الحملة الوطنية الأولى للوقاية من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني، بهدف حماية الأطفال من مخاطر العالم الافتراضي. وتروم الحملة، التي تُنظم تحت شعار "جميعا من أجل حماية أطفالنا من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني"، تحسيس الأطفال ومحيطهم المدرسي والأسري، وكذا مختلف الفاعلين في المجتمع المدني، بخطورة ظاهرة العنف السيبراني ضد الأطفال. وتؤكد الورقة التقديمية للحملة أن العنف الرقمي، لاسيَما التحرش الإلكتروني، أصبح إشكالية تقضّ مضجع الأطفال والمراهقين، وممارَسة تتزايد أكثر فأكثر، لاسيَما مع تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة والأنترنيت، واستعمال الأجهزة والتطبيقات المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي. ويبقى الأطفال عرضة لمخاطر العنف خلال تواجدهم في الفضاء الرقمي، وهو ما تؤكده المعطيات الرقمية المتعلقة بهذا الجانب؛ ذلك أن 31 في المائة من الأطفال سبق لهم أن توصلوا برسائل وعبارات جارحة على الأنترنيت، حسب المعطيات التي نشرها المركز المغربي للأبحاث متعدد التقنيات والابتكار. وتم إطلاق الحملة من طرف كل من "فضاء مغرب الثقة السيبرانية"، و"المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار"، بدعم من الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، وبرعاية وزارة الانتقال الرقمي، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي. وأفاد يوسف بنطالب، رئيس المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار، بأن الحملة التحسيسية ستركز بالأساس على الأساتذة، باعتبارهم القناة الأساسية لإيصال المعلومات المتعلقة بالحماية من التحرش الإلكتروني إلى الأطفال. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الحملة التحسيسية ستشمل أيضا الآباء والأمهات، عن طريق الفدرالية الوطنية لآباء وأمهات وأولياء التلاميذ، التي ستسهر بدورها على تنظيم ورشات تكوينية لفائدة جمعيات المجتمع المدني، التي ستعمل بدورها على تأطير أمهات وآباء التلاميذ. وتتوخى الحملة الوطنية لوقف التحرش الإلكتروني إتاحة الفرصة للمواطنين والمواطنات من أجل الاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بالموضوع، والإبلاغ، بشكل آمن، عن الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال المنشورة عل الأنترنيت، والإبلاغ عن العنف الإلكتروني والتحرش ضد الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي.