غير بعيد عن التوقعات التي واكبت الاستحقاقات البلدية التي عرفتها مدينة مونتريال نهاية الأسبوع الجاري، والتي شهدت احتدام الصراع بين مرشحين بارزين هما العمدة السابقة فاليري بلانت عن حزب "مشروع مونتريال" ودوني كودير عن حزب "مونتريال معا"، وهو كذلك عمدة أسبق لمونتريال، فازت بلانت بولاية ثانية بعد حصولها على 52،2 بالمائة من الأصوات مقابل 37،8 بالمائة لدوني كودير، ونال المرشّح بَلاراما هولنِس 7،3 بالمائة من تأييد الناخبين، غير أن الذي ميز هذه الانتخابات كذلك هو تواجد عدد مهم من المرشحين الشباب والنساء المنحدرين من أصول مغربية ومغاربية وعربية. هسبريس التي واكبت هذه الانتخابات من خلال إجراء لقاءات مع عدد من المرشحين المغاربة، سواء على مستوى مدينة مونتريال أو لفال، إبان الحملة الانتخابية، التقت الفائزين المغربيين، ويتعلق الأمر بالمستشار عن لاشين يونس بوقالة (26 سنة)، وهو طالب جامعي من أبوين مغربيين من مدينة الناضور، والمستشار عن مونتريال الشمالية عبد الحق صاري (46) سنة، أستاذ جامعي رئيس جمعية "شمس اليتامى". وجوابا على سؤال لهسبريس حول كيفية مرور عملية انتخابه مستشارا بمدينة مونتريال لولاية ثانية، قال يونس بوقالة: "لقد تلقيت دعما كبيرا من أبناء الجالية المغربية والمغاربية بصفة عامة، وأود بالمناسبة أن أشكرهم عبر موقعكم. لقد ساندوني إلى آخر يوم من الحملة الانتخابية وقاموا بعمل جبار، بالإضافة إلى أنهم قاموا بالتصويت لصالحي". وأضاف: "الحملة الانتخابية على العموم مرت في ظروف جيدة، خصوصا أننا قمنا بالتواصل مع الناخبين عبر طرق أبوابهم والتحدث إليهم عن برنامجنا، خاصة أن الظروف التي فرضها فيروس كوفيد، أساسا التباعد والحد من التجمعات، لم تسمح لنا باللقاءات العمومية والتجمعات الخطابية. وبالنسبة لي، كل باب هو مهم، لأنه ممكن أن يمدني بصوت، والحمد لله سكان لاشين وضعوا ثقتهم في شخصي". وفي رده على سؤال حول رأيه في النسبة القليلة من المهاجرين المغاربة الذين صوتوا في هذه الانتخابات، أجاب يونس بوقالة: "حقيقة لا بد من القيام بتكوينات حتى نشرح ميكانيزمات النظام الجماعي بكندا؛ فالمؤسسات البلدية هي المكلفة بكل ما هو محلي، خصوصا على مستوى النظافة وجمع القمامة وحماية المجال البيئي وتنظيم الحدائق وكذلك النقل والطرقات، بالتالي يجب على أبناء جاليتنا أن يعوا مدى قوة حضور البلدية في حياتهم اليومية، لهذا عليهم أن يشاركوا ويصوتوا في الانتخابات، سواء على مستوى البلدية أو المقاطعة أو على المستوى الفدرالي، لأن التصويت ضروري حتى لو لم نكن متفقين مع القائمين على التسيير في ولاية معينة، لا بد من التصويت لأن كل القرارات والمشاريع الكبرى التي تؤخذ على المستوى البلدي ترتكز على عدد المصوتين". وختم يونس قائلا: "بعضنا يحس بأن البلديات قد لا تمثله لأن ليس فيها مستشارون من جاليتنا، لهذا فلا بد من التصويت والمشاركة". أما بالنسبة للمستشار عبد الحق صاري، فقد أجاب عن سؤال حول تجاوب أبناء الجالية المغربية والمغاربية مع ترشحه لبلدية مونتريال بالقول: "هذه الاستحقاقات كان لها طعم خاص بالنسبة لي لكوني تلقيت سندا كبيرا من طرف سكان الدائرة التي ترشحت بها، خصوصا من الجالية المغاربية بشكل عام، والجالية المغربية التي كانت حاضرة معي طوال الحملة الانتخابية، سواء من خلال الحضور أو التطوع وكذلك بالمشاركة يوم التصويت، وهذا أمر جد مشرف". وعن رأيه حول ضعف نسبة التصويت في صفوف المغاربة المقيمين بمونتريال خلال هذه الاستحقاقات، رد صاري بأن الأرقام المسجلة هذه السنة من حيث المشاركة "جد مشجعة مقارنة بالاستحقاقات السابقة، ولكن مازال هناك عمل كثير يجب القيام به، خصوصا فيما يتعلق بالشباب المغربي المقيم بمونتريال؛ لا بد أن تكون له مشاركة بنسب أكبر في الانتخابات القادمة وحضور أكبر في الميدان السياسي، لأن هذا الأمر يهم مستقبله بشكل مباشر، خصوصا على مستوى البلدية؛ فالمجلس البلدي هو حكومة قرب لها القدرة على التأثير على الحياة اليومية للناس في كل الميادين". واعتبر صاري أن المشاركة كانت جيدة رغم أن نسبتها لم تتعد 34 أو35 في المائة على صعيد مونتريال بشكل عام. وجوابا على سؤال بخصوص الإضافة التي يحققها تواجد أبناء الجالية المغربية في أماكن صناعة القرار بمدينة مونتريال، قال عبد الحق صاري: "إن تواجد مستشار من أصول مغربية ومغاربية بدائرة صناعة القرار يكون له فضلان: أولا هو نوع من الاندماج ببلد الإقامة، ثانيا ستكون له القدرة على وضع قراءة صحيحة لاحتياجات المهاجرين، مما يمكنه من عكس صوتهم داخل المؤسسات، دون إغفال الجيل الثاني من أبناء المهاجرين المغاربة الذين لهم حيثيات خاصة بهم قد يستطيع مستشار من أصول مغربية عكسها وإيصالها بكل أمانة وفاعلية".