أذكت الظروف العصيبة التي تمر منها الإنسانية، جراء انتشار وباء كورونا المستجد، أواصر التضامن والتعاون بين جميع أفراد المجتمع، حيث اختار عدد من الشباب المغربي بمونتريال، في هذا الإطار، إطلاق عملية تضامن واسعة لفائدة الطلبة الدوليين من مغاربة ومغاربيين وعرب مقيمين بكندا، الذين اضطرتهم ظروف الطوارئ للبقاء في البيوت والانقطاع عن العمل المسموح لهم به. وأكد هشام جيراندو، منسق مجموعة من المغاربة، أن "المبادرة مدنية، وقام بها عدد من الشباب المغربي المقيم بمونتريال، حيث أطلقوا عمليات لمساعدة الطلبة المغاربة والمغاربيين، وكذلك بعض الطلبة المكسيكيين واللاجئين، وعدد من العائلات الكيبيكية المعوزة لمواجهة هذه الأزمة". وقال المتحدث ذاته، في اتصال بهسبريس، "نقدم للمستهدفين مجموعة من المواد الأساسية والأطعمة وبعض الحاجيات اليومية"، مضيفا أن "المجموعة مكونة من ثلاثة فرق عمل، الفريق الأول يتكلف بالاتصال من أجل جمع المساهمات والتواصل مع الطلبة، وطاقم ثان يتكلف بإعداد المؤونة وترتيبها في علب تحترم شروط النظافة والتخزين، فيما الفريق الثالث يتكلف بالتوزيع". وأورد جيراندو، ضمن التصريح ذاته، أن "الجميل في الأمر يمكن في كون العديد من أبناء الجالية يتطوعون للقيام بعض عمليات التوزيع البعيدة، مشيرا في حديثه عن عن تجاوب أبناء الجالية المغربية بمونتريال مع البادرة إلى أنهم "أبانوا عن روح تضامنية عالية، حيث ترد علينا، كل يوم، اتصالات من محسنين مغاربة وعرب للمساهمة في العملية، والقيام بتحويلات مالية عبر البنك على امتداد تراب كندا". وأوضح منسق المجموعة أن "هناك بعض الشركات التي ساهمت معنا بمواد وأطعمة ضرورية، سواء بشكل مباشر أوعن طريق تخفيض الأثمنة بشكل كبير، حتى نتمكن من اقتناء الكميات التي نحتاجها"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه "إلى حدود الساعة استطعنا توزيع أزيد من 600 علبة مؤونة، والطلب في ازدياد خصوصا مع تزايد تشديد إجراءات البقاء في البيت والانقطاع عن العمل"، مضيفا أن "الصحافة الكيبيكية قد نوهت بهذه المبادرة، وقامت بزيارة المجموعة المغربية، وتابعت عملية وشروط إعداد علب المؤونة". وفي بادرة أخرى، أشار تقرير لراديو كندا إلى أن المستشار عبد الحق صاري، عضو مجلس بلدية مونتريالبكيبيك، قام بالتنازل عن راتبه لمدة أسبوعين لجمعيتيْن خيريتيْن تنشطان في صفوف الجالية المغربية والمغاربية، وهما "لقمة الأمل" و"شمس اليتامى" التي تُعنى بالأيتام في كندا وإفريقيا. وفي اتصال مع الجريدة، أكد عبد الحق صاري، الكندي من أصول مغربية، والذي يعمل مستشارا في مجال التكنولوجيا الجديدة ويدرّس في كلية إدارة الأعمال في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM)، (أكد) أنّ "المبلغ الذي تنازل عنه يمثل الراتب الذي يتلقاه كل أسبوعيْن كعضو في المجلس البلدي لكبرى مدن مقاطعة كيبيك". وأضاف صاري: "أنا في حاجة لهذا المبلغ، ولكن واجبي كمنتخب ومستشار يفرضان علي أن أساهم بدوري، وحسب قدرتي، في تجاوز هذه المحنة، ونحن كسياسيين دائما ما نطلب من الناس أن يكونوا متعاونين، وأنا اليوم أعطي المثال وأدعو كل السياسيين والمنتخبين في العالم للقيام بنفس الإجراء، كل حسب قدرته، من أجل مساعدة الطلبة والأسر المعوزة على مواجهة هذه الجائحة".